شفا – حقق مانشستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنجليزي، بداية مثالية قبل فترة التوقف الدولي الأولى في الموسم، لكنه لم يكن وحيداً بوجود ليفربول في المنافسة كذلك. لكن الأمر كان مختلفاً بالنسبة إلى الفرق الأخرى التي يسعى كل منها لاحتلال مركز من المراكز الأربعة الأولى، حيث عانى مانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام من خسائر مبكرة، فيما لم يحقق أي فريق صاعد الفوز الأول له في الموسم حتى الآن. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي:
رايس يتعامل بهدوء مع البطاقة الحمراء
بينما شعر المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، بغضب عارم من قرار طرد ديكلان رايس في مواجهة برايتون، كان رد فعل اللاعب الإنجليزي الدولي أكثر هدوءاً. وعلى الرغم من اعتراف رايس بأنه «صُدم» لرؤية الحكم، كريس كافاناغ، يُظهر له البطاقة الصفراء الثانية لمنعه جويل فيلتمان من تنفيذ ركلة حرة، فإنه اعترف أيضاً بأن أول بطاقة حمراء يحصل عليها خلال 245 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز كلفت فريقه خسارة نقطتين ثمينتين قبل فترة التوقف الدولي التي يدخلها الفريق الآن وهو متخلف عن منافسه الأول على اللقب مانشستر سيتي.
وقال رايس: «أردت فقط أن أعتذر لزملائي في الفريق، وهو ما فعلته بالفعل، وللجماهير. عندما تُطرد من الملعب، لا يكون الأمر لطيفاً مطلقاً، وينتابك شعور بالذنب، وكنت محظوظاً لأن زملائي في الفريق ساعدوني حقاً ولم نخسر المباراة. سأتعلم مما حدث». (آرسنال 1 – 1 برايتون).
غريليش يسير بشكل جيد على طريق العودة
تصدر المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند عناوين الأخبار كالعادة، لكن كان من الجيد أيضاً رؤية جاك غريليش يعود إلى المشاركة في المباريات أخيراً. وفي أول مشاركة أساسية له منذ استبعاده من قائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية لعام 2024، قدم غريليش أداءً ممتازاً خلال المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على وستهام بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
وكان غريليش يسعى دائماً للتفوق على آرون وان بيساكا، وتعاون بشكل رائع مع المهاجمين الآخرين في الخط الأمامي لمانشستر سيتي، وقدم ما يبرر قرار المدير الفني المؤقت للمنتخب الإنجليزي، لي كارسلي، استدعاءه لقائمة منتخب «الأسود الثلاثة» في مباريات دوري الأمم الأوروبية هذا الشهر. وقال المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا: «لقد كان شرساً دون كرة، لكنه قدم أداءً أفضل بشكل خاص عندما كانت الكرة بحوزته أمام وان بيساكا، وكان يتصرف بشكل جيد». ومن الواضح أن المدير الفني الإسباني لم يفقد الأمل في أن يستعيد اللاعب، الذي كلف خزينة النادي 100 مليون جنيه إسترليني، مستواه السابق بعد أن لعب دوراً رئيسياً في فوز سيتي بالثلاثية التاريخية قبل موسمين. (وستهام 1 – 3 مانشستر سيتي).
غرافينبيرش يتألق في مركزه الجديد
من المؤكد أن الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها مانشستر يونايتد في عقره داره على «مسرح الأحلام» أمام الغريم التقليدي ليفربول ستلعب دوراً كبيراً في إنهاء مسيرة كاسيميرو مع الفريق. وبينما كان السير جيم راتكليف يجلس متجهماً في المدرجات، كان هناك شعور بأن هذه الهزيمة القاسية قد تعجل برحيل المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ وتعيين رود فان نيستلروي مديراً فنياً مؤقتاً. لقد كانت الدقائق الـ45 الأولى مليئة بالأخطاء بالنسبة إلى كاسيميرو الذي كان يفتقد التركيز، لكن على الجانب الآخر تألق رايان غرافينبيرش بشكل مثير للإعجاب وسيطر على مقاليد الأمور تماماً في خط الوسط على مدار شوطي المباراة.
ومن الواضح أن أبرز ابتكارات المدير الفني الجديد لليفربول، آرني سلوت، يتمثل في تحويل مواطنه غرافينبيرش إلى محور ارتكاز رائع. وقبل 50 عاماً من الآن، نجح بوب بيزلي في تحويل آخر صفقة عقدها بيل شانكلي، وهو راي كيندي، من مهاجم صريح إلى لاعب وسط مهاجم فذ. وقد يكرر سلوت الأمر نفسه من خلال إعادة توظيف غرافينبيرش، الذي كان آخر لاعب تعاقد معه المدير الفني الألماني السابق يورغن كلوب قبل رحيله. وبعد هذا التطور الكبير في مستوى غرافينبيرش، هل يبدأ سلوت خطوته الثانية في التجديد من خلال تطوير أداء داروين نونيز أيضاً؟(مانشستر يونايتد 0 – 3 ليفربول).
تريبير لا يستحق أن يكون لاعباً مهمشاً
بعدما أدرك توتنهام هدف التعادل ثم سيطر على مجريات اللقاء تماماً على ملعب «سانت جيمس بارك»، بدأ كيران تريبير يجري عمليات الإحماء بكل قوة وشراسة. لكن في ظل مشاركة تينو ليفرامينتو في مركزه المفضل ظهيراً أيمن، لم يكن تريبير أحد البدلاء الأربعة الذين دفع بهم إيدي هاو. ونظراً إلى أن هاو قد أعطى شارة القيادة، التي كان يحملها تريبير في السابق، إلى برونو غيماريش، فمن السهل أن ندرك لماذا يبدو المدافع، الذي سيبلغ من العمر 34 عاماً هذا الشهر، حريصاً جداً على الرحيل.
ومع ذلك، يؤكد هاو على أنه لا يرغب في الاستغناء عن تريبير، ويأمل بشدة ألا يرحل قبل إغلاق فترة الانتقالات الحالية في تركيا والشرق الأوسط هذا الشهر. فهل ارتكب نيوكاسل خطأً عندما رفض بيع الظهير الأيمن الإنجليزي إلى بايرن ميونيخ في يناير (كانون الثاني) الماضي، أم إن هاو محق ولا يزال تريبير قادراً على استعادة مكانته في نيوكاسل؟ أياً كانت الحقيقة، فمن المؤكد أن تريبير يستحق أكثر من أن يكون مجرد لاعب في قائمة الفريق ولا يلعب دوراً حاسماً في أداء ونتائج الفريق. (نيوكاسل 2 – 1 توتنهام).
هل يندم فولهام على بيع ستانسفيلد؟
يوم الجمعة الماضي، دفع برمنغهام مبلغاً قياسياً في تاريخ دوري الدرجة الثانية في إنجلترا قدره 15 مليون جنيه إسترليني للتعاقد بشكل دائم مع اللاعب الذي كان يلعب له على سبيل الإعارة سابقاً، جاي ستانسفيلد، والذي كان يعدّ من النقاط المضيئة القليلة في الموسم الماضي الذي هبط فيه الفريق. وأمام إيبسويتش تاون، عانى فولهام من غياب الفاعلية الهجومية في ظل عدم وصول رودريغو مونيز إلى المستويات القوية التي كان يقدمها الموسم الماضي، ولم يشارك راؤول خيمينيز إلا في وقت متأخر من اللقاء.
من المؤكد أن المهارات الكبيرة التي يمتلكها ستانسفيلد، خصوصاً فيما يتعلق بإنهاء الهجمات أمام المرمى، كانت ستغير كثيراً من الأمور لو كان اللاعب لا يزال يشارك مع فولهام. وعلى الرغم من أن المبلغ المالي الكبير الذي حصل عليه فولهام من بيع اللاعب الشاب الواعد سيساعده كثيراً فيما يتعلق بالالتزام بقواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن المدير الفني لفولهام، ماركو سيلفا، يبدو غير سعيد ببيع اللاعب. (إيبسويتش تاون 1 – 1 فولهام).
نداي قد يكون منقذ إيفرتون
رغم الهزيمة البائسة التي تعرض لها إيفرتون أمام بورنموث، فإنه قد كان هناك بعض النقاط الإيجابية بالنسبة إلى المدير الفني لإيفرتون شون دايك، من بينها التألق اللافت لإيليمان نداي في أول مشاركة أساسية له في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الفريق انهار تماماً بعد خروجه. إنه يمتلك القدرات والإمكانات الهائلة التي تجعله صانع ألعاب من الطراز الرفيع، كما ينطلق في الناحية اليسرى ويفعل ما يحلو له أمام أي منافس.
قد يبدو نداي غير مناسب للطريقة التي يلعب بها دايك، لكنه في حقيقة الأمر يمثل إضافة قوية للغاية بالنسبة إلى إيفرتون. لقد كان اللاعب السنغالي الدولي متحركاً للغاية خلال اللقاء، ولعب دوراً حاسماً في الهدف الثاني، وكانت خيبة أمله الوحيدة تتمثل في فشله في تسجيل هدف بنفسه، بعدما سدد كرتين رائعتين تصدى لهما كيبا أريزابالاغا ببراعة. قال دايك عن نداي: «لقد قدم أداءً مثيراً للإعجاب حقاً، وهناك شعور بأنه سيكون إضافة قوية للفريق في المستقبل. أعتقد أنه جاهز الآن، وقد لعب بشكل جيد للغاية». (إيفرتون 2 – 3 بورنموث).
كيف ستكون مسيرة سانشو مع تشيلسي؟
قُدم جادون سانشو لجمهور تشيلسي قبل مباراة الفريق أمام كريستال بالاس، وسط حفاوة كبيرة، لكن من الواضح أن الجماهير ترغب في رؤية أداء ونتائج أفضل داخل الملعب. في الحقيقة، هناك كثير من الشكوك حول وجود استراتيجية واضحة لدى النادي، رغم التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الموهوبين.
لقد استمر بيدرو نيتو لمدة 68 دقيقة من ظهوره الأول على ملعب «ستامفورد بريدج»، لكنه لم يقدم شيئاً يذكر، في الوقت الذي دفع فيه المدير الفني للبلوز، إنزو ماريسكا، بعدد من اللاعبين الموهوبين الذين لم يقدموا أيضاً الأداء المنتظر منهم. لقد فشل جواو فيليكس وميخايلو مودريك وكريستوفر نكونكو في قيادة الفريق لتحقيق الفوز ومنع إهدار نقطتين ثمينتين على ملعبه. ويبقى أن نرى ما إذا كان سانشو سيتمكن من قيادة تشيلسي لتحقيق نتائج أفضل خلال الفترة المقبلة. (تشيلسي 1 – 1 كريستال بالاس).
دُوران يظهر قدراته الكبيرة مع أستون فيلا
طوال معظم فترات الصيف، كان من الصعب أن نتذكر أن جون دوران كان لاعباً في أستون فيلا. لقد أوضح اللاعب أنه يرغب في الانتقال إلى تشيلسي، ثم نشر صورة له على «إنستغرام» وهو يشير بيديه وسط الحديث عن تقديم وستهام عرضاً للتعاقد معه. لقد كان أستون فيلا يعلم تماماً أن اللاعب الكولومبي يمتلك موهبة استثنائية عندما تعاقد معه من شيكاغو فاير في فترة الانتقالات الشتوية من العام الماضي.
وقد أثبت دوران ذلك بالفعل خلال الموسم الماضي، خصوصاً عندما أحرز هدفين رائعين في مرمى ليفربول خلال مايو (أيار) الماضي. وفي أكثر من 90 دقيقة بقليل خلال الموسم الحالي، سجل اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً هدفين في 3 مباريات شارك فيها بديلاً. وفي الهدف الذي سجله بضربة رأسية في مرمى ليستر سيتي، تحرك اللاعب الكولومبي بشكل رائع قبل أن يسدد الكرة بدقة متناهية في المرمى. (ليستر سيتي 1 – 2 أستون فيلا).
جونستون متفائل بإحياء مسيرته مع منتخب إنجلترا
يعتقد سام جونستون أنه قادر على إحياء مسيرته الدولية مع المنتخب الإنجليزي إذا أثبت نفسه مع وولفرهامبتون. لقد تألق حارس المرمى، الذي انتقل إلى وولفرهامبتون مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني من كريستال بالاس بعدما فقد مكانه في التشكيلة الأساسية لمصلحة حارس مرمى نوتنغهام فورست السابق دين هندرسون، بشكل مثير للإعجاب في أول ظهور له مع وولفرهامبتون في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام نوتنغهام فورست بهدف لكل فريق.
وقال حارس المرمى السابق لوست بروميتش ألبيون وآستون فيلا، والذي حافظ على نظافة شباكه في جميع مبارياته الدولية الأربع، إنه عندما كان يلعب بانتظام على مستوى النادي على مدار السنوات الأخيرة، فإن المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، كان يختاره بشكل مستمر. وقال جونستون: «أولاً؛ يتعين عليّ أن أركز على ما أقدمه مع وولفرهامبتون، وعلى الاستقرار وتقديم عروض جيدة. وبعد ذلك، إذا قدمت أداءً جيداً مع النادي، فآمل أن أعود إلى الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي». (نوتنغهام فورست 1 – 1 وولفرهامبتون).
راسل مارتن يتمسك بفلسفته التدريبية رغم الأخطاء
يُعدّ راسل مارتن أحدث مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه التحدي المتمثل في خلق حالة من التوازن بين اللعب بطريقة ممتعة وتحقيق نتائج جيدة. وعلى الرغم من معاناة فريقه ساوثهامبتون، خصوصاً يوم السبت الماضي عندما لم يتمكن تايلور هارود بيليس وجاك ستيفنز من التعامل مع الضغط العالي للاعبي برينتفورد في أول هدفين، فإن مارتن لا يزال ملتزماً بفلسفته التدريبية القائمة على الاستحواذ والتي ضمنت له الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال مارتن: «لقد ارتكبنا خطأين عوقبنا عليهما، وهو أمر محبط ومخيب للآمال. هناك بعض الأخطاء في بعض التفاصيل وفي هيكل الفريق. يُنفذ اللاعبون ما طلبته منهم، لكن التمركز داخل الملعب ليس صحيحاً». وعلى الرغم من أن لاعبي ساوثهامبتون نفذوا المطلوب منهم في بعض فترات اللقاء أمام برينتفورد، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت فلسفة مارتن التدريبية هي الأفضل للفريق على المدى الطويل أم لا. (برينتفورد 3 – 1 ساوثهامبتون).