11:32 صباحًا / 16 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

المخيمات الفلسطينية رمز للكرامة والتحدي والصمود، بقلم : محمود جودت محمود قبها

محمود جودت محمود قبها

المخيمات الفلسطينية رمز للكرامة والتحدي والصمود، بقلم : محمود جودت محمود قبها


في قلب الأرض الفلسطينية المحتلة تتصاعد هجمات الاحتلال الإسرائيلي على مخيمات جنين طولكرم ونابلس وطوباس و الفارعة و كل مخيمات الفلسطينية في استهداف مباشر للروح الثورية والنضالية للشعب الفلسطيني هذه المخيمات التي كانت على مر العقود رمزاً للصمود والمقاومة تشهد اليوم على مرحلة جديدة من التصعيد والبطش حيث تتعرض لهجمات وحشية تهدف إلى كسر إرادة الشعب وإسكات صوته الثائر تتجسد أسطورة الصمود الفلسطيني في المخيمات التي تحتضنها التي أنشئت في ظل النكبة لتكون ملاذاً مؤقتاً للمهجرين تحولت مع مرور الزمن إلى قلاع للثورة وأيقونات للصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي.


في جنين المدينة التي كانت وما زالت معقلًا للثورة تتكرر مشاهد الدمار حيث يجتاح الاحتلال وآلياته العسكرية الثقيلة بيوت الفقراء والمظلومين يحاصر الأزقة ويعتقل الشباب هذه الاجتياحات ليست فقط محاولة لكسر ظهر المقاومة في جنين بل هي جزء من مخطط أوسع يهدف إلى تجريد الفلسطينيين من أي أمل في التحرر والعيش بكرامة جنين المدينة التي لا تغيب عن ذاكرة الفلسطينيين تعد رمزاً لروح الثورة والتحدي في كل زاوية من أزقتها تجد روح الثورة والعزم على التحرر مخيم جنين الذي شهد معارك شرسة على مر السنين بات مرادفاً للصمود هنا تتوحد الإرادة الشعبية لمواجهة الاحتلال مدركين أن المعركة ليست فقط من أجل البقاء بل هي معركة من أجل الكرامة والحرية.


وفي طولكرم حصن الكرامة حيث تعانق الأرض التاريخ لا تزال القوات الإسرائيلية تمارس نفس الأسلوب القمعي تدهم البيوت ليلاً تزرع الرعب في قلوب النساء والأطفال وتحاول اقتلاع جذور الانتماء الفلسطيني من أرضها لكنهم لا يدركون أن طولكرم ليست مجرد مدينة بل هي رمز للتحدي والإصرار على البقاء تعتبر بوابة الشمال الفلسطيني يواجه المخيم هناك هجمات متكررة من قبل الاحتلال ورغم ذلك يظل أهل المخيم متمسكين بحقهم في العودة والحرية طولكرم ليست فقط مدينة الثورة بل هي حصن للكرامة الفلسطينية حيث تلتقي الأجيال المختلفة على هدف واحد ” رفض الاستسلام “.


أما في نابلس عاصمة جبل النار فإن العدوان يأخذ أشكالًا أخرى هنا تتجلى معاني الصمود بأبهى صورها فمهما حاول الاحتلال تدمير المخيمات وترويع السكان إلا أن النضال الفلسطيني يظل شامخًا نابلس بتاريخها العريق لم ولن تستسلم أمام آلة الحرب الإسرائيلية فكل محاولة لقمعها تقابل بصمود أكبر وعزيمة لا تلين تتربع في قلب النضال الفلسطيني مخيمات نابلس وعلى رأسها مخيم بلاطة تقف كخط دفاع أول في وجه الاحتلال هنا تتجلى معاني الصمود بأسمى صورها حيث يتحول كل حجر وكل شارع إلى ساحة للمقاومة نابلس التي لم تنكسر يوماً تظل مشعلاً يضيء درب الحرية.


طوباس صمود في وجه الاستيطان رغم صغر حجمها فإن طوباس تحمل على عاتقها عبء الصمود في وجه مشاريع الاستيطان التي تسعى إلى اقتلاع جذور الفلسطينيين من أرضهم مخيم طوباس الذي يحتضن الأجيال التي ولدت في ظل الاحتلال يظل شاهداً على قدرة الفلسطينيين على التكيف مع أصعب الظروف هنا لا يتحدث الناس فقط عن المعاناة بل عن الأمل والمقاومة المتجذرة في كل بيت وكل قلب.


إن هذه الاجتياحات المتكررة وما يصاحبها من قتل وتدمير واعتقال لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني بل على العكس تزيده إصرارًا على المقاومة والنضال حتى استعادة حقوقه المسلوبة إن صمود جنين طولكرم ونابلس في وجه هذا العدوان الغاشم هو رسالة واضحة للعالم أجمع: أن هذا الشعب لن ينكسر وأن نضاله المستمر هو جزء لا يتجزأ من حقه المشروع في الحرية والتحرر فكلما اشتدت الهجمات كلما ازداد الشعب الفلسطيني قوة وصلابة رافعًا شعار “لن نركع، ولن نتنازل” وسيظل يناضل حتى تحقيق النصر الكامل وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.


عندما شُرّد الفلسطينيون من ديارهم قسراً لجأوا إلى المخيمات على أمل العودة السريعة إلى قراهم ومدنهم لكن العقود مرت وتحولت هذه المخيمات إلى معالم ثابتة في جغرافيا النضال الفلسطيني رغم قسوة الحياة وشظف العيش لم يستسلم أهل المخيمات للواقع المفروض عليهم بل جعلوا من تلك المساحات الضيقة معاقل الثورة والإصرار على الحقوق الحياة في المخيمات الفلسطينية هي بحد ذاتها شكل من أشكال ثورة الفلسطينيون هناك يعيشون تحت ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية حيث البطالة والفقر والحرمان من أبسط الحقوق لكنهم في المقابل يبدعون في إيجاد سبل للعيش الكريم ويحافظون على ترابطهم الاجتماعي والثقافي مؤكدين على هويتهم الوطنية وحبهم لوطنهم.


تربّت الأجيال الجديدة في المخيمات على قصص النكبة والنضال ورغم أنهم لم يشهدوا بأنفسهم الأحداث التي مرت على آبائهم وأجدادهم إلا أنهم يحملون في قلوبهم شعلة المقاومة هؤلاء الشباب والشابات هم اليوم في طليعة من يواجهون الاحتلال متمسكين بحق العودة ورافضين أي حلّ ينتقص من حقوق شعبهم تجمع بين كافة أطياف المجتمع الفلسطيني من مختلف المناطق والقرى المهجّرة وهي تمثل وحدة المصير التي تربط كل الفلسطينيين بغض النظر عن أماكن تواجدهم. في المخيمات تتجسد معاني التضامن والتعاون حيث يقف الجميع صفًا واحدًا في مواجهة التحديات اليومية والاحتلال .


إن المخيمات الفلسطينية ليست مجرد أماكن للسكن بل هي رمز للصمود والمقاومة كل مخيم يحمل في طياته قصة كفاح وكل بيت يشهد على معاناة وأمل شعب لا يقبل بالهزيمة إن استمرار هذه المخيمات في الصمود رغم كل محاولات الاحتلال لكسر إرادة سكانها هو تأكيد على أن الروح الفلسطينية لا تُقهر وأن الحرية ستظل الهدف الأسمى الذي يناضل من أجله كل فلسطيني هو شهادة على قوة الإرادة وعزيمة شعب لم يستسلم رغم كل محاولات الاحتلال للنيل منه إنها قصة تحدٍ لا تنتهي تجسدها كل زاوية وكل بيت في المخيمات حيث يستمر الفلسطينيون في الدفاع عن حقوقهم وحريتهم ستظل هذه المخيمات رموزاً للصمود والمقاومة حتى تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة والعودة إلى الديار.


باحث في درجة الدكتوراه في العلوم السياسية

شاهد أيضاً

تقرير : طوفان الأقصى أعاد التركيز على محنة الفلسطينيين وعزز موقفهم

تقرير : طوفان الأقصى أعاد التركيز على محنة الفلسطينيين وعزز موقفهم

شفا – قال موقع أمريكي إن هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته حركة “حماس” في السابع …