لمحة عن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى الصين بقلم : تشو شيوان
أختتمت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان إلى الصين لدة ثلاثة أيام، وشارك في جولة جديدة من الاتصالات الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة. وخلال زيارته هذه المرة، التقى به كل من وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية؛ وتشانغ يو شيا نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية؛ والرئيس الصيني شي جين بينغ.
ولا شك أن اللقاء بين الرئيس شي وسوليفان يجذب أنظار العالم كثيرا، حيث أكد الرئيس شي إن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة متسقة للغاية، قائلا إنه رغم التغيرات الكبيرة التي حدثت في العلاقات الصينية الأمريكية، فإن التزام الصين بهدف إقامة علاقات مستقرة وصحية ومستدامة بين البلدين لم يتغير، ولم يتغير مبدأ الصين المتمثل في التعامل مع العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، ولم يتغير موقف الصين المتمثل في الحماية الصارمة لسيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية، ولم تتغير جهودها في المضي قدما بالصداقة التقليدية بين الشعبين الصيني والأمريكي.
كما وأعرب الرئيس شي عن أمله في أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين في الاتجاه نفسه، وأن تنظر إلى الصين وتنميتها بنظرة إيجابية وعقلانية، وأن ترى التنمية لدى كل من الدولتين باعتبارها فرصة للدولة الأخرى وليست تحديا، وأن تعمل مع الصين على إيجاد طريقة صحيحة تمكّن الدولتين – وهما دولتان لهما حضارتان ونظامان ومساران مختلفان – من التعايش في سلام وتحقيق التنمية المشتركة على هذا الكوكب، وأن تعمل على الحفاظ على استقرار العلاقات الصينية الأمريكية، وعلى هذا الأساس، يتم تحسين العلاقات ودفعها إلى الأمام.
إذا رجعنا إلى عملية التواصل بين الصين والولايات المتحدة، فيمكننا القول إنها حققت تقدما إيجبيا إلى حد ما، وخاصة بعد اللقاء بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي خلال العامين الماضيين، وبعد ذلك شهدنا زيارات كبار المسؤولين الأمريكييين إلى الصين بما فيهم وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان، وغيرهم من المسؤولين الآخرين، وكل ذلك تطبيقا للتوافق الذي توصل رئيسا الدولتين الصيني الأمريكي، ويساهم في استعادة الاتصالات الإستراتيجية بين البلدين لتعزيز الثقة المتبادلة وتجنب سوء التفاهم.
وعلاوة على ذلك، توصل الجانبان أيضًا إلى بعض التوافقات المحددة، بما في ذلك: الحفاظ على التبادلات والاتصالات رفيعة المستوى على جميع المستويات، ومواصلة التعاون في مجالات مثل مكافحة المخدرات، وإنفاذ القانون، وإعادة المهاجرين غير الشرعيين، ومعالجة تغير المناخ، وإجراء مكالمات فيديو بين الجيشين، إضافة إلى الحفاظ على التواصل بشأن القضايا الدولية والإقليمية الساخنة مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.
ولكن لا يمكننا مبالغة أهمية زيارة سوليفان هذه المرة، حيث نعرف أن هذه الزيارة تهدف إلى خلق ظروف مواتية لإجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، وفي هذا الصدد، الزيارة لا تسعى إلى حل المشاكل بين البلدين، بل تعمل على إدارة الخلافات بين البلدين. كما نعرف أن الولايات المتحدة دائما تعتبر الصين منافسا إستراتيجيا لها، وتهدف إلى الاحتواء على التنمية الصينية وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية وغيرها من المجالات الأخرى. فيمكننا القول إن إعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسارها الطبيعي لا يحتاج إلى الجهود الصينية فحسب، بل يحتاج إلى الجهود الأمريكية أيضا، قد أظهرت الصين رغبتها الخالصة لتحسين العلاقات الثنائية، والآن جاء دور الجانب الأمريكي.