10:11 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الخليل منارة النضال الوطني و قلب المقاومة الفلسطينية، بقلم : م. غسان جابر

الخليل منارة النضال الوطني و قلب المقاومة الفلسطينية، بقلم : م. غسان جابر

الخليل منارة النضال الوطني و قلب المقاومة الفلسطينية وشاهد على التضحيات التاريخية، بقلم : م. غسان جابر

تعد مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن الفلسطينية وأكثرها أهمية في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني. هذه المدينة العريقة التي تمتد جذورها لآلاف السنين، كانت وما زالت محور المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. فالخليل ليست مجرد مدينة فلسطينية عادية، بل هي رمز للصمود والتضحية في وجه القهر والظلم.


في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الحالة النضالية التاريخية للخليل وأهمية دورها في ميزان المقاومة الفلسطينية.

التاريخ النضالي للخليل:


بدأت بوادر النضال الفلسطيني في الخليل منذ أواخر القرن التاسع عشر، حيث شهدت المدينة أولى المواجهات مع المستوطنين اليهود الذين حاولوا الاستيلاء على أراضيها. وفي عام 1929، اندلعت انتفاضة الخليل (ثورة البراق) التي أسفرت عن استشهاد العديد من الفلسطينيين على أيدي القوات البريطانية ومجموعات المستوطنين. هذه الانتفاضة كانت أحد أبرز محطات النضال المبكر ضد الاحتلال في فلسطين.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، كانت الخليل واحدة من أكثر المدن التي شهدت نشاطًا ملحوظًا في المقاومة الشعبية ضد قوات الاحتلال.


فقد نظم أهالي المدينة مظاهرات واعتصامات حاشدة، وشاركوا في المواجهات اليومية مع الجنود والمستوطنين.
وكان للخليل دور بارز في إشعال فتيل تلك الانتفاضة الشعبية التي اجتاحت الضفة الغربية والقطاع.

لكن أبرز محطات النضال في تاريخ الخليل كانت في عام 1994، حيث ارتكبت عصابات المستوطنين مجزرة في الحرم الإبراهيمي، مما أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيًا وإصابة المئات.

هذه المجزرة البشعة أثارت موجة هائلة من الغضب الشعبي في المدينة، وساهمت بشكل غير مباشر في اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000.

وعلى مدار السنوات الماضية، واصلت الخليل لعب دورها الريادي في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
ففي خضم حملات الاعتقالات والاقتحامات المتكررة من قبل قوات الاحتلال، شهدت المدينة العديد من العمليات البطولية ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين. وكان أهل الخليل دائمًا في طليعة المقاومة الشعبية والمسلحة على حد سواء.

أهمية الخليل في ميزان المقاومة:


تحتل مدينة الخليل مكانة استراتيجية هامة في ميزان المقاومة الفلسطينية لعدة أسباب جوهرية:

  1. موقعها الجغرافي المتميز: تقع الخليل في الجنوب الفلسطيني، وتشكل البوابة الجنوبية للضفة الغربية. وهذا الموقع الاستراتيجي جعلها محورًا مهمًا في العمليات والنشاطات المقاومة ضد الاحتلال.
  2. حضورها التاريخي والديني: تعد الخليل مدينة ذات أهمية تاريخية وإسلامية عميقة، وتحتضن العديد من المواقع المقدسة. وهذا الحضور يجعلها رمزًا للهوية الوطنية والإسلامية الفلسطينية.
  3. دورها الريادي في المقاومة: لطالما لعبت الخليل دورًا رياديًا في المقاومة الشعبية والمسلحة ضد الاحتلال على مدار تاريخها الطويل. وكانت في طليعة المدن الفلسطينية في مختلف المراحل النضالية.
  4. صمود أهلها وتضحياتهم: لا يمكن فصل تاريخ مدينة الخليل عن التضحيات الجسيمة التي قدمها أهلها في مواجهة سياسات الاحتلال وممارساته العدوانية. وهذا الصمود والتضحية منحا المدينة مكانة مرموقة في ميزان المقاومة.

إن مدينة الخليل بما تمثله من رمزية وطنية وإسلامية عميقة، وبما حققته من إنجازات نضالية تاريخية، تعتبر قلب المقاومة الفلسطينية وشاهدًا على التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا في سبيل الحرية والاستقلال. وستظل هذه المدينة العريقة منارة للصمود والتحرر، ومصدر إلهام لكل أحرار العالم في نضالهم ضد الظلم والاستعمار.

كما أن أهمية الخليل تتجاوز نطاقها المحلي لتشمل القضية الفلسطينية بأكملها، فهي تمثل نموذجًا للصمود والمقاومة في وجه المحاولات المستمرة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية في القدس والأراضي المحتلة. وستبقى الخليل بكل ما تمثله من قيم ومعان، شاهدًا على عزيمة شعبنا الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة والحفاظ على هويته الوطنية.

شاهد أيضاً

الصين تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت

الصين تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت

شفا – أعربت الصين عن دعمها لمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس …