شفا – بفارغ الصبر انتظر المواطن راشد مرار رئيس مجلس قرية يانون جنوب شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وأهالي قريته أمس الخميس، قدوم عشرات الجرارات الزراعية من قريته والقرى المجاورة لحراثة أراضيهم التي يحرمهم الاحتلال من دخولها منذ سنين ويصادرها لإقامة مستوطنات عليها.
وانطلقت ظهر الخميس فعالية تستمر لأسبوعين شعارها “حراثة الأراضي المستهدفة بالاستيطان” في يانون وقرى وبلدات عدة بمحافظة نابلس بمشاركة 300 جرار زراعي، بهدف حماية هذه الأراضي ومنع التغول الاستيطاني فيها عبر حراثتها واستصلاحها.
وقال مرار إن قريته تقبع تحت ظلم أربع مستوطنات أبرزها إيتمار وجفعات عولام، التي تصادر 80% من أراضيها البالغة مساحتها أكثر من 16 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وصنفت الجزء الأكبر منها ضمن مناطق “سي” الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.
نزوح المواطنين
وسيطرت سلطات الاحتلال على أراضي يانون بشكل مباشر عبر فرض سياسة الأمر الواقع التي ينفذها جنود الاحتلال والمستوطنون، أو بتحويلها إلى مناطق “سي” ومناطق عسكرية مغلقة، لكنها تفتح للمستوطنين ويُحظر على أصحابها الفلسطينيين دخولها.
وأوضح رئيس المجلس القروي أن معاناتهم لا حصر لها جراء ممارسات المستوطنين التي لا تنتهي، عبر الاقتحامات والاعتداء بالضرب على السكان، وإطلاق النار عليهم وعلى رعاة الأغنام ومنعهم من دخول أراضيهم، مما أدى إلى نزوح أكثر من 300 من أبناء القرية إلى القرى المجاورة.
ولفت إلى أن القرية التي تعتاش على الزراعة وتربية المواشي ويسكنها الآن قرابة مائة شخص، لجأت منذ عشر سنين إلى استقطاب متضامنين أجانب بهدف حمايتها من المستوطنين.
وأكد أن مثل هذه الأنشطة تُعزز تواجد الأهالي في أراضيهم، وتطلع المسؤولين على معاناتهم عن قرب.
دغلس: الفعالية استهدفت 37 موقعا
يعاني من الاستيطان
مناطق محظورة
من جهته قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إن “فعالية الحراثة” استهدفت 17 ألف دونم من الأراضي التي لم يكن باستطاعة المواطنين وصولها إطلاقا، وأراضي داخل المستوطنات يزرعها المستوطنون.
وأكد أن هذه الأنشطة عززت تواصل المواطنين مع أراضيهم، كما كسرت حاجز الخوف لديهم بالامتناع سلفا عن دخول أراضيهم خوفا من اعتداءات المستوطنين.
وأضاف أنهم استهدفوا 37 موقعا يعاني من الاستيطان عبر مشاركة 300 جرار زراعي بكلفة مالية زادت عن أربعين ألف دولار، مبينا أن نشاطات أخرى نفذوها وسينفذونها في المستقبل لدعم المواطنين، كزراعة الأشجار وبناء الجدران الاستنادية وشق الطرق بالأماكن المستهدفة.
توثيق ولكن!
كما لجؤوا مؤخرا إلى توثيق عمليات التهويد التي يُنفذها جنود الاحتلال ومستوطنوه في تلك القرى بهدف فضحهم عالميا، مشيرا إلى أن العالم -“باستثناء أميركا”- بات يدرك حجم المعاناة التي يتكبدها الفلسطينيون، ومضيفا أنهم تقدموا بشكاوى ضد إسرائيل عبر منظمات دولية حقوقية وإنسانية.
12 مستوطنة و34 بؤرة استيطانية أقيمت
على أراضي قرى وبلدات نابلس
وهذا التوثيق حسب المتضامن البرازيلي مع أهالي يانون بيدرو شغيبل ضروري جدا، حيث يستخدمونه لفضح اعتداءات المستوطنين بدولهم وبالمحافل الدولية الأخرى، عبر رصدها بالكاميرا ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة.
غير أن الدعم الدولي هذا لا يزال يراوح مكانه، فهو محدود جدا رغم إدراكه لحجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، كما قال محافظ نابلس جبرين البكري.
من جانبه أكد أن هذه الفعاليات جزء من برامج مختلفة تقدمها المحافظة في دعم الأهالي، تهدف لإبلا إرساء قناعات لدى الاحتلال بأن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم وأن الاحتلال ومستوطنيه إلى زوال.
وقال إنهم سيمدون المواطنين بكل الإمكانات التي تساعدهم في استصلاح أراضيهم والوصول إليها.
وتجثم 12 مستوطنة و34 بؤرة استيطانية على أراضي قرى وبلدات محافظة نابلس، وتصادر 62% من مساحات هذه الأراضي.
وأُطلقت الفعالية بحضور رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال برام الله سلام فياض الذي أكد أن ذلك يعبر عن إرادة المواطنين، ويدل على الدور الرسمي والأهلي في إبراز المسألة ورفض مقولة إسرائيل إن هذه “أراض متنازع عليها”.