10:06 مساءً / 16 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

الاعتراف بالدولة الفلسطينية نضال وطني ومستحق تاريخيًا، بقلم : محمود جودت محمود قبها

محمود جودت محمود قبها

 

الاعتراف بالدولة الفلسطينية نضال وطني ومستحق تاريخيًا، بقلم : محمود جودت محمود قبها

منذ أن بدأت حركة التحرر الوطني الفلسطيني في منتصف القرن العشرين كان الهدف الأساسي والنهائي للنضال الفلسطيني هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على الأراضي الفلسطينية التاريخية هذا النضال المستمر والمستمر ليس فقط نضالًا من أجل التحرر من الاحتلال الإسرائيلي ولكنه أيضًا تعبير عن إرادة شعب يسعى إلى الاعتراف الكامل بحقه في تقرير المصير الرحلة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية كانت مليئة بالتضحيات والصمود منذ نكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا مر الشعب الفلسطيني بمراحل متعددة من المقاومة بدءًا من الكفاح المسلح ضد الاحتلال مرورًا بالانتفاضات الشعبية ووصولًا إلى التحركات السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية هذا النضال لم يكن مجرد مواجهة مع عدو خارجي بل كان أيضًا مواجهة مع التحديات الداخلية والضغوط الدولية التي سعت دائمًا إلى تقويض الحق الفلسطيني.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مجرد إجراء دبلوماسي بل هو خطوة ضرورية لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة الدولة الفلسطينية هي حلم الأجيال هي الترجمة الحقيقية لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء مستقبله على أرضه إنها تجسيد لحقه في العيش بحرية وكرامة بعيدًا عن الاحتلال والقمع على الصعيد الوطني الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعزز الوحدة الوطنية ويجمع الفلسطينيين تحت راية واحدة راية الاستقلال والتحرر هذا الاعتراف يعطي الشرعية للنضال الفلسطيني أمام العالم ويؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إنسانية بل هي قضية سياسية ووطنية بامتياز.
رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها القيادة الفلسطينية على المستوى الدولي للحصول على الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة الاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياسة الاستيطان وتغيير الحقائق على الأرض ما يعرقل أي تقدم نحو إقامة الدولة بالإضافة إلى ذلك الانقسام الفلسطيني الداخلي يشكل عائقًا آخر أمام تحقيق هذا الهدف النبيل وعلى المستوى الدولي الدعم الكبير الذي تتلقاه إسرائيل من بعض القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة يعيق بشكل كبير حصول الفلسطينيين على الاعتراف الدولي الكامل بدولتهم. ورغم ذلك فإن المجتمع الدولي بدأ يدرك تدريجيًا أهمية وضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة أساسية نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

الشعب الفلسطيني بجميع فئاته وطبقاته يلعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا الهدف الوطني الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي هما أساس القوة التي يمكن أن تقود إلى الاعتراف بالدولة إن المقاومة بكافة أشكالها سواء كانت سلمية أو سياسية أو دبلوماسية هي الوسيلة التي يمكن من خلالها الضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو حق مستحق وليس منة أو تفضل من المجتمع الدولي إنه نتيجة طبيعية لنضال طويل وشاق ومطلب أساسي لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني على العالم أن يدرك أن السلام الدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإعطاء الفلسطينيين حقهم الكامل في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

في عالم مليء بالتحديات والصراعات السياسية يظل موضوع السيادة الفلسطينية قضية مركزية في النقاشات الدولية لقد مرت عقود من الزمن منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية في عام 1967 وما زالت الحقوق الفلسطينية تنتظر الاعتراف الكامل بها على الساحة الدولية الآن الأوان للاعتراف بكامل السيادة للقضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع إقليمي بل هي قضية ترتبط بالحقوق الأساسية للإنسان مثل الحق في تقرير المصير والعيش بكرامة الشعب الفلسطيني يطالب منذ عقود بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على أراضيه المعترف بها دوليًا هذه المطالب ليست مجرد رغبة سياسية بل هي حق مشروع وفقًا للمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية.

اليوم ورغم كل الصعوبات يواصل الشعب الفلسطيني نضاله الوطني بروح من الصمود والإصرار هذا النضال لم يعد فقط معركة من أجل البقاء بل هو أيضًا معركة من أجل تحقيق العدالة والسلام الشعب الفلسطيني يطمح إلى بناء دولة مستقلة ذات سيادة يعيش فيها بحرية وكرامة على أرضه وفي هذا السياق يصبح النضال الفلسطيني جزءًا من نضال عالمي من أجل حقوق الإنسان والعدالة فلسطين ليست فقط قضية عربية أو إسلامية بل هي قضية إنسانية بامتياز تهم كل من يؤمن بالحرية والعدالة في العالم فلسطين التي شهدت عبر تاريخها الطويل نضالًا مستمرًا ضد الاحتلال والظلم تستحق اليوم أن تحظى بالاعتراف الكامل بحقوقها الوطنية والتاريخية نضال الشعب الفلسطيني هو نضال مشروع ومستحق وهو جزء من نضال أوسع من أجل العدالة في العالم اليوم يقف الفلسطينيون في الخطوط الأمامية للنضال من أجل حقوقهم ويقدمون للعالم نموذجًا للثبات والصمود في وجه الظلم مؤكدين أن الحق لا يسقط بالتقادم وأن النصر حليف من يناضل من أجل قضية عادلة.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو خطوة نحو تحقيق العدالة واعتراف بشرعية نضال شعب أصر على حقوقه رغم كل الصعوبات والتحديات إنه خطوة نحو تحقيق حلم طالما سعى إليه الفلسطينيون حلم الدولة الحرة المستقلة التي يمكنهم فيها العيش بكرامة وسلام اليوم بات لزامًا على المجتمع الدولي أن يقف بجانب الحق الفلسطيني و يعترف بالدولة الفلسطينية كحق أصيل لا يمكن التنازل عنه.

 

محمود جودت محمود قبها – باحث في درجة الدكتوراه في العلوم السياسية

شاهد أيضاً

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

شفا – تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار في عزل (نفي تيرتسيا) …