شفا – اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن الهجوم الإسرائيلي الذي طاول العديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان، “خطوة إضافية نحو تغيير الوضع في الشمال”، وادعى أن إسرائيل أحبطت من خلال “ضربة استباقية” هجوما صاروخيا لحزب الله على مواقع في الجليل، وآخر بالمسيرات استهدف “هدفا إستراتيجي في وسط البلاد”.
وجاءت تصريحات نتنياهو ظهر اليوم، في مستهل جلسة الحكومة في التي عقدت في مقر وزارة الأمن (الكرياه) في بتل أبيب، جاء فيها أنه “ما حدث اليوم ليس نهاية المطاف. حاول حزب الله في ساعات الفجر مهاجمة إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة. أصدرنا تعليمات للجيش الإسرائيلي بتنفيذ هجوم استباقي شديد لإزالة التهديد”.
وادعى أن “الجيش الإسرائيلي دمر آلاف الصواريخ قصيرة المدى، وكلها كانت موجهة لضرب مواطنينا وقواتنا في الجليل. بالإضافة إلى ذلك، أسقط الجيش الإسرائيلي جميع الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله باتجاه هدف إستراتيجي في وسط البلاد. نحن نوجه لحزب الله ضربات مفاجئة وقوية”.
وأضاف أنه “قبل ثلاثة أسابيع، اغتلنا رئيس أركانه (في إشارة إلى القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر الذي جاء هجوم اليوم ردا على اغتياله)، واليوم أحبطنا خطة هجومه. نصر الله في بيروت وخامنئي في طهران يجب أن يعرفا أن هذه خطوة إضافية في الطريق لتغيير الوضع في الشمال، وإعادة سكاننا بأمان إلى منازلهم؛ وأكرر، هذا ليس نهاية المطاف”.
وفي وقت صباح اليوم، قال نتنياهو عقب اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون والسياسية الأمنية، صباح اليوم، الأحد، إنه “في ساعات الفجر الأولى، رصدنا استعدادات من حزب الله لمهاجمة إسرائيل”، وأضاف أنه بالتشاور مع وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، “أصدرنا تعليمات للجيش بالتحرك بشكل استباقي لإزالة التهديد”.
تابع “منذ ذلك الحين، يعمل الجيش الإسرائيلي بقوة لإحباط التهديدات. لقد قام بتدمير آلاف الصواريخ التي كانت موجهة نحو شمال البلاد، كما يحبط تهديدات أخرى عديدة ويعمل بقوة كبيرة، سواء في الدفاع أو الهجوم”، وطالب نتنياهو الإسرائيليين بـ”الامتثال لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية”.
وختم بيانه المصور بالتشديد على أنه “نحن مصممون على فعل كل شيء لحماية دولتنا، وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، والالتزام بمبدأ بسيط: من يعتدي علينا – سنرد عليه”، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله كان يخطّط لـ”هجوم أكبر” تمّ “إحباط جزي كبير منه”، مشيرا إلى تدمير “آلاف منصات” إطلاق الصواريخ التابعة للحزب في جنوب لبنان.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يتابع الوضع في إسرائيل ولبنان “عن كثب”، في أعقاب تصعيد للمواجهات بين “حزب الله” وتل أبيب فجر اليوم. وجاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، شون سافيت؛ وأوضح أن بايدن كان “على اتصال مع فريق الأمن القومي طوال المساء”.
وأضاف أن “كبار المسؤولين الأميركيين يواصلون اتصالاتهم مع نظرائهم الإسرائيليين، بناء على تعليمات الرئيس بايدن”. وأفاد أن بلاده ستواصل “دعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس والعمل من أجل الاستقرار الإقليمي”.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها “مستعدة لدعم” إسرائيل؛ وقال متحدث باسم البنتاغون “نواصل مراقبة الوضع عن كثب وسبق أن كنا واضحين للغاية بأن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الدفاع عن إسرائيل”.
وقال الجيش، في بيان، “قامت نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، باستهداف وتدمير آلاف المنصات التابعة لحزب الله والتي تم وضعها وزرعها في جنوب لبنان”. وأضاف “كانت موجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها نحو وسط البلاد”.
وأكد المتحدث باسم الجيش أن حزب الله “أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه شمال إسرائيل”، معظمها بعد بدء إسرائيل هجومها، وفق قوله. وتابع أن هذا “كان جزءا من هجوم أكبر تمّ التخطيط له وتمكننا من إحباط جزء كبير منه هذا الصباح”، رافضا تحديد أهداف حزب الله.
في المقابل، أعلن حزب الله “نجاح” هجومه على إسرائيل “لهذا اليوم”، والتي أدرجها في إطار “ردّ أولي” على مقتل القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر، في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 31 تموز/ يوليو الماضي. وقال إنه استعمل مسيرات وصواريخ كاتيوشا في الهجوم الذي استهدف، وفق بياناته المتتالية، ثكنات وأهدافا عسكرية.
وقال الحزب في بيان “تمّ إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وأٌنجزت”. وأضاف “إن ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به.. وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة”.