شفا – قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إن الحزب الهدف النوعي الذي استهدفه الحزب صباح اليوم الأحد كان قاعدة “غليلوت” للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وذلك في إطار رده على اغتيال القائد العسكري بالحزب فؤاد شكر في يوليو/ تموز الماضي.
وأوضح نصر الله، في خطاب متلفز مساء اليوم تابعته “شفا”، أن حزب الله أطلق اليوم 340 صاروخ “كاتيوشا” وعددا من الطائرات المسيّرة على المواقع العسكرية المستهدفة، مؤكدا أنها أصابت أهدافها.
وأشار إلى أن الحزب أطلق مسيّرات من منطقة البقاع للمرة الأولى، وكلها أصابت أهدافها.
وبين نصر الله أن الحزب أطلق على عمليته اليوم عملية “يوم الأربعين” تيمنا بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين -رضي الله عنه-، التي تصادف اليوم.
وقال إن حزب الله قرر أن يقوم بعمليته بشكل منفرد، ووضع ضوابط للرد بألا يكون الهدف مدنيا أو بنية تحتية، رغم استهداف الاحتلال للمدنيين في لبنان.
وأضاف أن من بين الضوابط للرد أن يكون الهدف له ارتباط بعملية اغتيال القائد شكر، ووقع الاختيار على قاعدة “غليلوت” لوجودها في عمق “إسرائيل” ولأن عملية اغتيال القيادي شكر شاركت فيها المخابرات العسكرية وسلاح الجو الإسرائيلي.
وبين نصر الله أن قاعدة “غليلوت” تتبع للمخابرات العسكرية الإسرائيلية المسماة “شعبة أمان”، وتضم الوحدة 8200، وتبعد عن حدود لبنان 110 كلم فيما تبعد عن حدود مدينة تل أبيب 1500 متر.
وأشار إلى أن الحزب استهدف كذلك عددا من القواعد والثكنات العسكرية في الجليل والجولان بـ 340 صاروخ “كاتيوشا”.
وأكد أن حزب الله أطلق المئات من صواريخ الكاتيوشا لإشغال القبة الحديدية لعدة دقائق، لإتاحة المجال لعبور المسيرات دون اعتراضها، لافتا إلى إطلاق مسيرات من منطقة البقاع للمرة الأولى، وأن كل المسيرات التي أطلقت من البقاع عبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية بسلام باتجاه الأهداف المحددة.
وأضاف أن المعلومات التي لدى حزب الله تبين أن عددا من المسيرات أصابت أهدافها لكن الاحتلال يتكتم، وتابع: “الأيام والليالي ستكشف حقيقة ما جرى جراء عملياتنا رغم تكتم العدو”.
وشدد نصر الله: “كل ما كنا نريد إطلاقه حسب المخطط للعملية قد حصل”.
وأكد أن الإصابات في نهاريا وعكا وغيرها إذا حدثت “فإنما تمت بسبب الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية”.
وقال إن “إسرائيل” التي تعتبر نفسها الأقوى بالمنطقة باتت تلجأ للكذب بسبب ضعفها، وقد كذبت بحديثها عن تدمير صواريخ استراتيجية لحزب الله كانت معدة لاستهداف تل أبيب، موضحا أن حزب الله لم يستخدم هذا النوع من الصواريخ، لكن يمكن أن يستخدمها في المستقبل.
وبين ان الحزب أخلى قبل مدة جميع الوديان من الصواريخ الدقيقة والباليستية، وما قصفه الاحتلال اليوم وديان خالية، كما أن مرابض المسيرات لم تصب، في حين أصابت الغارات الإسرائيلية منصتين لإطلاق الصواريخ فقط.
وأشار إلى أن الاحتلال بدأ غاراته قبل نصف ساعة من عملية حزب الله، ما يدل على أنه لم يكن لديه معلومات استخبارية، مضيفا أن الاحتلال أحس بحركة المقاومين، لذا بدأ غاراته وهو ليس أمرا استباقيا، ولم يترك أثرا على المقاومة.
وقال نصر الله: “نحن أمام سردية إسرائيلية كاذبة، وفشل استخباري، وعمليتنا تمت بنجاح”.
وأكد أن كل كلام مسؤولي الاحتلال عن إنجازات عسكرية وأمنية عظيمة ما هي إلا “كذب على الإسرائيليين”، وأن عملية حزب الله اليوم تم إنجازها بدقة رغم كل الظروف الصعبة.
وتحدث نصر الله في بداية خطابه عن المقدمات التي قادت لهجوم حزب الله اليوم، موضحا أن “إسرائيل” اعتدت قبل أسابيع على الضاحية الجنوبية لبيروت في تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهي من تسببت في التصعيد الحاصل على الجبهة الجنوبية.
وحول تأخر رد حزب الله على اغتيال القائد “شكر”، بين أن العجلة في الرد كان يمكن أن يعني الفشل.
وأضاف: “كنا ندرس ما إذا كان محور المقاومة سيرد في وقت واحد، ونحن تريثنا حتى نعطي فرصة للمفاوضات بشأن غزة”.
وتابع: “أخذنا قرار الرد وأقدمنا على تنفيذه رغم كل التهويل الخارجي والداخلي اللبناني”.
ولفت نصر الله إلى أن هذا الرد هو رد أولي، “وإذا كانت نتيجة العملية غير كافية بالنسبة لنا سنقرر ما سنفعل لاحقا”.
وختم نصر الله خطابه بالتأكيد على أن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد، خاصة الجبهة اللبنانية، سيفشل “وسنبقى ندعم غزة مهما كانت التضحيات”.
وفي وقتٍ سابق من اليوم، أعلن “حزب الله” أنّه شن هجومًا جويًا بعدد كبير من المسيّرات والصواريخ نحو العمق الإسرائيلي شمال فلسطين والجولان السوري المحتل، وذلك في إطار الرد الأولى على اغتيال القيادي العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر.