12:20 مساءً / 18 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

غزة الموت والانتقام، بقلم : بديعة النعيمي

غزة الموت والانتقام، بقلم : بديعة النعيمي

غزة الموت والانتقام، بقلم : بديعة النعيمي

من المعروف بأنه ومنذ المداولات الأولى حول فلسطين في عهد الاحتلال البريطاني وكيفية التوصل إلى ما جاء ذكره في “وعد بلفور” “بالوطن القومي” وإلى هذا اليوم، والفلسطينيون يُتهمون ظلما بأنهم من يجني على نفسه بقيام دولة خاصه بهم.


وقد قال العالم اليهودي المعاصر “الجنرال يهوشافاط هاركابي” بعد رفض الفلسطينيون ما عرض عليهم من إقامة مجلس تشريعي في العشرينيات ” أن عناد الفلسطينيون هو الذي فرض التقسيم وإقامة الدولة اليهودية”.
فحقيقة ما كان يقال في الماضي من أن الرفض الفلسطيني يقابل على الدوام بترحاب من الجانب الصهيوني، أن ما كان يطرح دائما من قبل حكومة بريطانيا وغيرها، وفيما بعد من الولايات المتحدة الأمريكية، يصب مباشرة في مصلحة الصهاينة وعلى حساب الحق الفلسطيني.


فكيف لصاحب الحق أن يتنازل عن حقه لمن لا يملك شيئا سوى دعم من دول ظالمة صليبية تمتلك الترسانات المدمرة المصنعة بنفط بلادنا؟


ومن هنا فهذه هي الصورة التي كانت تطرح دائما أمام العالم، مرونة الصهيوني وتنعنت الفلسطيني، وهي نفسها التي تحمل لذلك الصهيوني مبررات قتل الفلسطيني.


ومن الأدلة التي حفظها لنا التاريخ على ذلك ما قاله الجنرال الذي تم ذكره في بداية المقال، “الجنرال هاركابي” وذلك بعد مرور عقود لذلك الرفض الذي تحدث عنه، أي بعد قيام دولة الاحتلال لينصح بعدم تسوية النزاع الممتد على الدوام في الشرق الأوسط ” يجب علينا أن نحدد موقفنا، وأن نضع المبادئ الأساسية للتسوية. يجب أن تكون مطالبنا معتدلة ومتوازنة وأن تبدو معقولة..ولكنها يجب أن تنطوي في الواقع على الشروط الكفيلة بأن يرفضها العدو..ثم نناور ونسمح له بأن يحدد موقفه، ويرفض تسوية على أساس حل وسط. وعندئذ بجب علينا أن ننشر مطالبه على أنها تتضمن تطرفا غير معقول”.


ففي ما قاله هذا الجنرال تلخيصا للشكل الذي كانت عليه المفاوضات وما ستكون في المستقبل.
وهذا العدو مراوغ غادر لا عهود ولا مواثيق له. فالصورة اليوم في حربه على غزة ٢٠٢٣ـ٢٠٢٤ هي ذات الصورة. بدليل أنه ومنذ اول اقتراح لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن لدى المقاومة وهي تضع العراقيل ثم تلقي باللوم على الحركة وتتهمها بعرقلة تلك المفاوضات.


وفي زيارته الأخيرة للشرق الأوسط صرح وزير خارجية الولايات المتحدة “بلينكن” قائلا ” نعمل مع إسرائيل كما يعمل شركاؤنا المصريون والقطريون مع حماس سعيا لإقرار الاتفاق والتوافق على تفاصيله، مشيرا أن مصر وقطر تعملان على تفسير البنود الغامضة لتفهمها حماس وتوافق على الاتفاق كما وافقت إسرائيل”.


والمتمعن في هذا التصريح سيجد كأن “هاركابي” عاد بثوب “بلينكن” ليكرر ما قاله منذ عقود. فأية بنود غامضة ستعمل مصر وقطر على تفسيرها لحماس ،وقادتها لا ينقصهم من الذكاء والحكمة ما يجعلهم ينتظرون تفسيرا من الآخرين بنودا لمفاوضات وظفتها أفاعي الولايات المتحدة وذيلها النجس؟


وهنا نسأل “بلينكن” لماذا لم تقل بدلا من “يعملون على تفسير” ، “يعملون على إقناع قيادات حماس ويضغطون عليهم” لقبول المفاوضات بشروطهم وبما يصب في مصلحة ذيلها؟


وعن الفرصة التي هدد بها “بلينكن” والتي دفعها لتتدحرج وتقف في ملعب حماس بهدف تحميلها مسؤولية عرقلة المفاوضات أمام العالم. نقول له بأن حماس تعلم وتدرك أنه ألقى نحوها بقنبلة خبيثة مفادها أن ” نتنياهو” لن ينهي الحرب إلا حين ينتصر على زعمه نصرا كاملا على حماس، ذلك النصر الذي صدع رؤوسنا به منذ بداية الحرب ولم يستطع إحرازه. كما أن النتن يريد الاحتفاظ بممر فيلادلفيا متذرعا أن حماس تهرب الأسلحة عن طريقه. بالإضافة أنه وضع شرطا بتم من خلاله فحص النازحين أمنيا حين عودتهم إلى شمال القطاع وهذا ما رفضته حماس أيضا. أما بالنسبة لصفقة الأسرى فقد طالب بحق النقض على هويات بعض السجناء الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم.


وهنا من الوضح بأن القبول بهكذا شروط وإتمام المفاوضات يعني رفع الراية البيضاء من قبل حماس. وحماس لن ترفع الراية ولن تستسلم وهي المنتصرة.


والحقيقة تقول أن الخاسر هو الذي لا بد له أن يخضع للشروط وليعلم أن غزة هي الموت وهي الانتقام والثأر.
والعار للمعتدي ولمن باع نفسه للشيطان الأكبر وأعوانه.

شاهد أيضاً

فارسين أغابكيان شاهين تزور مدرسة القدس في بوخارست وتشيد بدورها في تعزيز الهوية الفلسطينية

فارسين أغابكيان شاهين تزور مدرسة القدس في بوخارست وتشيد بدورها في تعزيز الهوية الفلسطينية

شفا – زارت معالي وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الدكتورة فارسين أغابيكيان شاهين والوفد …