5:33 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

من الترويج للديمقراطية إلى حماية الاحتلال، الوجه المُظلِم للدعم الأمريكي لإسرائيل بقلم : م. غسان جابر

من الترويج للديمقراطية إلى حماية الاحتلال، الوجه المُظلِم للدعم الأمريكي لإسرائيل بقلم : م. غسان جابر

على مدى عقود طويلة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتباهى بدورها كراعي للديمقراطية والحريات في العالم.
لكن عندما ننظر إلى سياساتها المتحيزة تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، نكتشف أن هذا الادعاء مجرد غطاء لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، على حساب الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني.

إرهاب الاحتلال بدعم أمريكي
يتضح هذا الانحياز من خلال عدة جوانب:

  1. الدعم العسكري والمالي حيث تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية سنوية ضخمة لإسرائيل تصل إلى 3.8 مليار دولار، مما يُعزِّز قوتها العسكرية واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية، علما ان الدعم الأمريكي خلال العشر أشهر الأخيرة تجاوزت 25 مليار دولار أمريكي جلها أسلحة و ذخائر و قنابل من الوزن الثقيل.
  2. الحماية السياسية والدبلوماسية: تستخدم واشنطن حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي مساءلة دولية عن انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان.
  3. رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية: تواصل الولايات المتحدة رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية خارج إطار المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، مما يُعمِّق الاحتلال ويضعف موقف الفلسطينيين.

آثار السياسات الأمريكية على الديمقراطية في فلسطين

  1. تقييد الحريات الأساسية: دعم الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي يُفرِض قيودًا على الحريات الأساسية للفلسطينيين، مثل حرية التعبير والتنقل والتجمع.
  2. تآكل الشرعية السياسية: موقف الولايات المتحدة المنحاز لإسرائيل يُضَعِف من شرعية السلطة الفلسطينية ويُقلِّل من قدرتها على تحقيق إصلاحات ديمقراطية.
  3. تأجيج الانقسامات الداخلية: الدعم الأمريكي يُغذِّي الخلافات والصراعات بين الفصائل الفلسطينية، مما يُعيق بناء مجتمع مدني موحد وفاعل.

البديل المقترح: وساطة دولية حقيقية
لتحقيق تقدم حقيقي في عملية السلام، لا بد من البحث عن بدائل أخرى للوساطة بدلاً من الولايات المتحدة، مثل:

  • الاتحاد الأوروبي: كوسيط أكثر حياديةً وقدرةً على الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات.
  • الدول العربية: كمصر والأردن، باعتبارها أطرافًا لها ثقل سياسي وعلاقات تاريخية مع الجانبين.
  • دول أخرى محايدة: كالصين أو روسيا أو تركيا، التي قد تقدم رؤى وحلولاً بديلة أكثر عدالة.

لا شك أن الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل يُفرِّغ الديمقراطية في فلسطين من محتواها الحقيقي، بل يُهدِّد وجودها أصلاً. فالقيود المفروضة على الحريات، وتراجع شرعية السلطة الفلسطينية، وتأجيج الانقسامات الداخلية – كلها نتاج مباشر لهذا الدعم.
ولذلك، فإن البحث عن وساطة دولية أكثر حياديةً وعدالةً أصبح مطلبًا ملحًا لإحياء آمال الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والحصول على حقوقهم المشروعة.
(م. غسان جابر 24/08/1963)

شاهد أيضاً

الاحتلال يستولي على جرافة وشاحنة ومعدات أخرى في اليامون غرب جنين

شفا – استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على عدة آليات وشاحنة في بلدة اليامون …