نتفق .. نختلف
نجتمع .. ننصرف
ننكر ..نعترف
فلن نتفق من الياء للألف
فتوافقنا على الفابئية ..فكر منحرف
لا زعيم يقود ولا قائد له ننجرف
إنما التوافق حل لمن جهل ومن عرف
فكفى الأمة شتاتا أن للفرقة تنصرف
أن تتوافق كل أطياف الشعب ..وكل القوى السياسية ..وكل الاتجاهات المختلفة..وكل الشرائح على شخص واحد أمر ليس سهلا
وهنا يسمى هذا الاختيار، وهذا الاتفاق بالتوافق .
هذه المفردة التى اتخذت معنًى كريها ومنبوذا للغاية ..وهى لا تعبر إلا عن مرونة وطواعية..اتحاد واشتراكية… اشتراكية بمعنى اشتراك الجميع، وليس اتجاه
المشكلة ليست فى المفردة وإنما فى فهمنا لها، والأكثر إشكالا هو المتسبب فى هذا الفهم .
فسوء الفهم الذى قوبلت به اللفظة بسبب سوء الفعل من المجلس العسكرى، ومن الحكومة.
ولو كان المشهد السياسى يتسم بالشفافية والحرية بالفعل ؛ لتقبل الشعب هذه اللفظة ..ولربما كان هو أول من أطلقها، وطالب بها
كنا سابقا وما السابق ببعيد ..إذا ما سمعنا تصريحا تشككنا فى صحته، ولسنا ملومين، فقد كان النظام هو المتسبب فى هدم جدار الثقة بينه وبين الشعب
فإصرار المجلس العسكرى على الإبقاء على النظام القديم بتشكيل حكومة، أو بتعيين محافظين، أو غيره هو ما جعل الشعب يرفض مصطلح الرئيس التوافقى
ويقتنع أن التوافق ليس فى صالحه إنما هولصالح العسكر ،و هو تلافق أو تنافق كما يسميه .
إن أفضل ما أتتنا به الثورة هو حرية الاختيار.. حتى وإن كانت هناك سيطرة على العقول ؛ فحرية الفكر والاعتقاد تحتاج لثورة عقول، وليست أجساد
فحرية الاختيار التى كنا نفتقدها أصبحت بين بيدينا
ولكننا أصبحنا مثل الطير الحبيس الذى خرج مؤخرا من قفصه.. فتناقلته الريح، وصادمته السحب، وضللته الشهب
فضل الطريق وقد كان عنه بمنأى ..فيرفض مرشدا، ويتجاهل ناصحا، ويخوّن رفيقا، ظنا منه أن كل ذلك قيدا يعيقه عن الحرية
نفس الخلاف هو ما يحدث حول لجنة تأسيس الدستور، وعدم الاتفاق عليها، ومن ثم فشل فى الاتفاق حول لجنة من المفروض أن تتفق فى وضع دستور.
فمن اعتراض، لاختلاف، لانسحاب.. للجنة بلا أعضاء.. ووطن بلا دستور .
كم خطير من الخلاف حول كل شيء، وكأننا اتفقنا ألا نتفق .
إن الحرية ليست فى قول لا فقط
وإنما هى أن نعرف متى نقول لا دون أن نختلف…. ومتى نقول نعم ونحن نحاول أن نتفق
حريتنا اليوم تشتتنا وتمزقنا..
فكم من شامت سيظن أننا لم نخلق إلا للعبودية
وكم من ديكتاتور سيدّعى أننا لا نصلح لديمقراطية
وكم من خائن سينعت أبطالا بتهم وفرية
وكم من منافق سيلعق حذاء العسكر والحرامية
وكم من ضعيف قد يكفر بقيم الثورة والحرية
إن توافقنا واتفاقنا هو سلاح ضد أعداء هذه الثورة
هو جدار حام لمن يتربص بها
هوعهد ووعد يحمينا جميعا
فالاتحاد قوة والفرقة ضعف
فإن نجح أعداؤنا فى فرقتنا..فقد نحجوا فى إضعافنا..وفشلنا فى هزيمتهم
فى عام وبضعة شهور لم نجن إلا خلافا ..وصراعا
فإن كنا توحدنا فى 18 يوما… فى محنة الثورة
ألا نتوحد في عام… في منحة الثورة
الحرية
إنها منحة الشهداء لنا
فلا تنحروها على مذبح الخلاف والاختلاف
ريم أبو الفضل