10:31 مساءً / 16 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

مفاوضات الفرصة الاخيرة وتداعياتها، بقلم : اللواء سمير عباهره

مفاوضات الفرصة الاخيرة وتداعياتها، بقلم : اللواء سمير عباهره

مفاوضات الفرصة الاخيرة وتداعياتها، بقلم : اللواء سمير عباهره


المفاوضات الجارية بين اسرائيل من جهة وحماس من جهة اخرى من خلال الوسطاء ممثلين بالولايات المتحدة ومصر وقطر وذلك بهدف وقف الحرب على غزه والإفراج عن معتقلين من كلا الجانبين بحيث يتم الاتفاق على الآلية فيما يتعلق بالعدد والنوع والكيفية هذا في حال تم التوصل الى اتفاق. جولات ماراتونية من المفاوضات والاتصالات لم يكتب لها النجاح لغاية لان بحكم الكثير من التداخلات والتشابكات وبحكم موازين القوى وعوامل اخرى طرأت على واقع المفاوضات بعد اغتيال اسماعيل هنيه في طهران وهذا بات جزءاً منه مرتبطا بالتهديدات الايرانية لضرب اسرائيل التي يمكن ان تتراجع فيما لو تم التوصل الى اتفاق.


اعلاميا يبدو ان هناك تفاؤل مشوب بالحذر في امكانية التوصل الى صفقة في غضون ايام قليلة لكن على ارض الواقع فان الامور تتجه بعكس هذه التوقعات والسبب ارتفاع سقف مطالب الطرفين المتحركة في كل اجتماع وهو ما يقف عائقا امام تحقيق الهدف المنشود.


حماس تطالب بالبدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الجولات الماضية دون الخوض في تفاصيل جديدة حتى لا يضع تننياهو شروطا جديدة تعمل على نسف ما تم الاتفاق عليه سابقا وهذه الحجة ايضا يسوقها الاسرائيليين بتوجيه الاتهامات لحركة حماس بأنها من تضع العراقيل امام اتمام الصفقة لنجد ان القرار النهائي بيد حماس وإسرائيل فالوسطاء يعملون على تقريب وجهات النظر بين الطرفين وان كان هناك ميول من هذه الاطراف للفريق هذا او ذاك بحكم الكثير من العوامل لكن اذا لم تمارس الضغوط على الطرفين فان احتمال التوصل الى صفقة بات ضعيفا.
نقاط الخلاف تكمن في التواجد الاسرائيلي على معبر رفح ومحور فيلادلفيا وكذلك التواجد الاسرائيلي في وسط القطاع لمنع المسلحين من العودة الى شمال القطاع. حماس لا زالت ترفض هاذين الشرطين والولايات المتحدة تضغط على نتنياهو لاستبعاد هذين الشرطين لكن نتنياهو يصطدم بمواقف اليمين المتطرف الذي يتزعمه بن غفير وسموتريتش واللذان يرفضان الصفقة ويهددان بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها وهذا ما يضع نتنياهو تحت الضغط وهذا ما دفع نتنياهو للبحث عن خيارات جديدة بحيث يبقى متمسكا بالإطار العام لهذه الخيارات والبحث عن حلول مع الاطراف الاخرى وتحديدا مع مصر فيما يتعلق بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا.


بناءً على هذه المعطيات فان هناك صعوبات تعترض عملية اتمام الصفقة وهذا يستدعي تدخلا امريكيا لممارسة الضغوط على نتنياهو حيث ان الولايات المتحدة راغبة بشدة لإتمام الصفقة من منطلقات كثيرة وفي مقدمتها ان البنود المطروحة للنقاش والاتفاق عليها هي التي قدمها الرئيس الامريكي بايدن والأمر الاخر ان الولايات المتحدة تريد التوصل لاتفاق وإعادة المحتجزين لدى حماس من حملة الجنسية الامريكية ثم ان هناك تهديدات ايرانية ان عدم التوصل لاتفاق يعني العودة الى المربع الاول وتهديدات ايران بضرب اسرائيل وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة بتطور الحرب وتوسيعها والسبب الاخر ان الوصول الى اتفاق يعني ان الجهود الامريكية هي التي فرضت على هذه المعادلة وهذا يسجل الى الرئيس الامريكي بايدن وكمالا هاريس المرشحة لمنصب الرئاسة لاستثمار ذلك في معركتها الانتخابية وأخيرا فان الولايات المتحدة في حالة عدم التوصل الى اتفاق فإنها ستبتعد قليلا عن المنطقة لانشغالها في الانتخابات الرئاسية الامريكية التي باتت قريبة.


وعلى الجانب الاخر من فان حماس لا زالت ترفض التوصل لاتفاق حتى تسوية الامور العالقة والتي تناولنها في سياق هذا التحليل والمتعلقة بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا ونتساريم حيث ترفض حماس تواجد اسرائيل في هذه المواقع وكان هناك بارقة امل ان يتم الحديث حول هذه المواضيع مع الجانب المصري حيث ان مصر لها دور في الترتيبات المتعلقة بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا بحكم الجغرافيا اولا وبحكم عوامل اخرى تتعلق بالأمن القومي المصري وبالسيادة المصرية على محور فيلادلفيا.


ويبقى دور قطر التي تربطها علاقة جيدة مع حماس ويمكن ان تعمل على تقارب وجهات النظر بين الفريقين وميولها لصالح حماس لكن التأثير الاكبر على حماس يأتي من ايران التي تربطها بها علاقة استراتيجية ولا اعتقد ان ايران يمكن تمارس ضغوطها على حماس لإتمام الصفقة في شكلها الحالي وعلينا الانتظار لجولات الحوار القادم بين الوسطاء والفرقاء ومن خلال ما تقدم فان فرص فشل التوصل الى اتفاق بات اكبر من فرص اتمامه الا اذا اسهمت التدخلات بإجراء تعديلات على الخطة المطروحة بما يتناسب مع مواقف اسرائيل وحماس.

شاهد أيضاً

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

شفا – تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار في عزل (نفي تيرتسيا) …