3:01 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

عائد إلى تل أبيب، بقلم : بديعة النعيمي

عائد إلى تل أبيب، بقلم : بديعة النعيمي

عائد إلى تل أبيب، بقلم : بديعة النعيمي

عندما افتدى علي بن ابي طالب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، كان يعلم أنه قيد أذرع من سيوف المشركين وقيد دقائق من الموت. إلا أنه قرر حماية النبي الأكرم من تلك المكيدة القذرة فنام تلك الليلة في فراشه وهي ليلة الهجرة.


واليوم حفيده الفلسطيني تلفع بالمتفجرات فداء لأرض فلسطين المقدسة، متيقنا بأجله القريب، ذلك الأجل المشرف الذي يتمناه كل عاشق للشهادة في سبيل الله. ولأجل أن يصرخ في وجه المعتدي ويقول: ها أنا أتيتك مدججا بالموت في سبيل أرضي فلا تحلم بالبقاء وسأظل أقلق هدوءك إلى أن تخرج منها مذلولا مدحورا.

ففي التسعينيات من القرن الماضي تبلورت مرحلة نضالية جديدة من المقاومة من أسبابها سعي دولة الاحتلال بكل طاقاتها إلى تهويد القدس بما فيها من مقدسات إسلامية عن طريق إقامة المستوطنات بعد التغول على بيوت الفلسطينيين وهدمها والاستيلاء على الأرض بهدف طمس كل ما هو عربي والتخلص من المسجد الأقصى عن طريق تقويض أساساته وجدرانه بحفر الأنفاق أسفل ساحاته.

وكانت كلما زادت مقاومة سارق الأرض زاد معها القمع فانتشرت العمليات الاستشهادية التي أثبتت إيلامها للعدو لما تحققه من نتائج مهمة بالرغم من أن مصادر العدو العسكرية تبدي تكتما وتعتيما على الخسائر التي تلحق بقواتها بعد كل عملية للتقليل من قيمة هذه العمليات. فنجدها تدعي أن العملية أسفرت مثلا عن وقوع إصابات طفيفة. والهدف من ذلك تثبيط المقاوم من الشباب الذي تراوده فكرة القيام بمثل تلك العمليات.


حيث تخشى تلك المصادر إن أفصحت عن الأرقام الحقيقية أن تشجع المزيد من أولئك الشباب بتنفيذ عمليات أكثر.
وكانت القنبلة لتفجر تلك العمليات بشكل أشد وخاصة على مدينة “تل أبيب” حين اقتحم “آرئيل شارون” وكان حينها رئيسا للوزراء المسجد الأقصى وقال قولته المشهورة “إن الأقصى سيبقى منطقة إسرائيلية”.
فاندلعت على إثر ذلك الاقتحام الانتفاضة الثانية والتي أطلق عليها انتفاضة الأقصى.


فانتشرت العمليات الاستشهادية التي طالت عقر “تل أبيب”.


فكان منها عملية هجوم الباص بتاريخ ١٤/فبراير/٢٠٠١ وأسفرت عن قتلى ومصابين. ثم تبعتها عملية ١٨/مايو/٢٠٠١ في مركز للتسوق في مدينة “نتانيا” الساحلية قرب “تل أبيب”. ثم توالت العمليات على “تل أبيب” حتى عام ٢٠٠٥.


واليوم على إثر عمليات الإبادة الجماعية بحق أهلنا في غزة عاد الفدائي الأول إلى “تل أبيب” على شكل استشهادي.
عاد يحمل كفنه على كفه وحقيبة متفجرات على كتفيه ليلة التاسع عشر من أغسطس/٢٠٢٤ ليقول للعدو ها أنا عدت ولم أنسى ثأري، عدت لأنتقم لأهلي في القطاع.
عاد ليفرش الطريق أمام غيره من طالبي الشهادة وحاملي الموت وأسباب الزوال لدولة الاحتلال ومن يقف خلفها.

وقد نشر الإعلام العبري خبرا مفاده أن “منفذ الهجوم في ” تل أبيب” كان ينوي الوصول إلى ملعب قريب تجري فيه مباراة بين نادي “سخنين” ونادي “تل أبيب” نتج عن ذلك فوضى عارمة في ملعب “بلومفيلد” بعد أن سمعوا عن نية الإرهابي تنفيذ هجوم ضخم ، عندما غادرت الجماهير في نهاية المباراة”.


وصدق من قال :


يا دمع عيني بلل خدودي حارس عالأقصى واحد يهودي

وأبطال الثورة لازم تعودي ونرفع علمنا أجمل ما يكونا

شاهد أيضاً

د. مجدلاني : قرار الاحتلال إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين إطلاق اليد للمزيد من الجرائم

شفا – اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني …