8:54 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

التفكير العلمي المنطقي، بقلم : أفنان نظير دروزة

التفكير العلمي المنطقي، بقلم : أفنان نظير دروزة

التفكير العلمي المنطقي، بقلم : أفنان نظير دروزة

إذا ما تفكرت بعملية الخلق وما عليه من اتقان وإبداع، وفن وجمال، ونظام وتماسك وإحكام، ترى أن وراءها إلهاً عظيماً، إلهاً عليما، مطلق العلم والمعرفة، إلها جميلا خيّرا عادلا قيّوما، لا تأخذه سنة ولا نوم، يدبر السماوات والأرض بأحسن تدبير، لقوله تعالى، “تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وهو العزيز الغفور، الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت، فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير، ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح، وجعلناها رجوما للشياطين وأعددنا لهم عذاب السعير…” كل هذا يدل على أن عملية الخلق عملية متماسكة جميلة مبدعة خاضعة لنظام دقيق محكم لا يحيد قيد أنملة عمّا قدر له.

فانظر إلى الشمس مثلا، فتراها لا تؤخر ولا تبدل في إشراقها وغروبها وفق الجدول المعد لها، وانظر إلى القمر أيضا، فتراه لا يتأخر في بزوغه وأفوله. وكذلك الحال في تداول الأيام والسنين، والشهور والفصول، فتراها تسير بنظام متقن لا يؤخر ولا يقدم. وحتى كل المخلوقات الحية التي خلقها الله فتراها تسير على نفس النسق، محددة في مدة تكوينها وتكّونها، منظمة في تفتحها ونموها وانتقالها من طور إلى طور. والإنسان الذي هو أرقى منها جميعا، فتراه مخلوقا متقنا بعقله، يسيّر به أموره على أحسن وجه وأكمله، لقوله تعالى، “إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”.

هذه الشواهد وغيرها تدل على أن الله هو العقل، وهو المنطق والموضوعية، وهو العلم المطلق والعلمية، خلق الإنسان على شاكلته وبث فيه من روحه ونوره، ووضع فيه بعضا من صفاته والتي أهمها العقل والتفكير العلمي المنطقي الذي يربط الأسباب بنتائجها، ويجمع المعلومات المحسوسة المادية المتعلقة بها، ويفسر الظواهر المدروسة بطريقة علمية حتى يصل إلى النتائج المرجوة المتعلقة بها بطريقة صحيحة.

إذن فالتفكير المنطقي العلمي الذي يتميز به الإنسان هو الذي يصل به إلى النتائج الصحيحة بعد أن يكون قد جمع المعلومات المادية المحسوسة بطريقة موضوعية صحيحة لا بطريقة مبنية على المشاعر الخاطئة والهوى والتحيز والشطط والخيال.

وبناء على ذلك وكما يقول بعض علماء النفس أمثال “ألبرت أليس”، إن ما يعانيه الإنسان من أمراض جسدية أو نفسية، مرده بالدرجة الأولى عدم استعمال عقله بالشكل الصحيح، ومن ثمّ عدم إدارة جسمه ونفسه وتصرفاته بالشكل الصحيح، مما يستوجب إرشاده وتعليمه لأن يفكر بطريقة عقلانية منطقية موضوعية علمية واقعية، بعيدا عن الشطط والخيال والعاطفة الهوجاء، أو اللجوء إلى الحجب والنذر وغيرها من الطرق غير الواقعية التي لا تؤدي به إلاّ لسوء التصرف والتعب والإرهاق، إذ أن معالجة المشكلة وكما يقول أليس:” تعالج بتغيير وتعديل الطريقة التي يفكر بها الفرد، وإعادة برمجة تفكيره بحيث يعتمد على العلم والمنطق والبحث الواقعي الذي يربط الأسباب بمسبباتها لا الهوى والتحيز وعدم الواقعية، لأن مثل هذه الطريقة الإدراكية هي التي تؤدي إلى التفكير الصحيح، ومن ثم إلى الحل الصحيح والعودة إلى الحياة الواقعية الطبيعية التي فيها الصحة النفسية والاستقرار وهداة البال.

شاهد أيضاً

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

شفا – قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، أشجار حمضيات وإتلاف ثمارها في منطقة واد قانا غرب …