شفا – اختتمت أمس في العاصمة الإماراتية، فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ”22″ الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة والتراث. وشارك في المعرض أكثر من 900 دار نشر، تمثل 57 دولة بـ”33″ لغة من مختلف أنحاء العالم.
وقد استطاع المعرض، الذي استمر 6 أيام، أن يحقق النجاح، متجاوزاً المفهوم الكلاسيكي لمعارض الكتب الرائجة في العالم العربي، والتي يطغى عليها أحد الطابعين التجاري والفائدة الثقافية.
واستعرض القراء أكثر من نصف مليون كتاب بلغات عدة، وشهدت أروقة المعرض إقبالاً كبيراً من الجمهور، في وقت تروج فيه مقولة طغيان وسائل الثقافة الإلكترونية على الكتاب الورقي. وعملت الجهات المنظمة للمعرض على إضفاء أبعاد ثقافية وفكرية وأدبية وتعليمية وإبداعية فريدة عليه، وهو الذي يعتبر أساساً من أكثر معارض الكتب نمواً على الصعيد العربي والعالمي.
وأقيم على هامشه أكثر من 200 فعالية وحدث ثقافي، كما أقيمت حفلات توقيع كتب، وحلقات نقاش احترافية ومهنية وأدبية وفكرية وتعليمية، وعروض تراثية تقليدية، فضلاً عن أقسام وفعاليات عديدة مخصصة للأطفال. إلى ذلك، عرض فنانون تشكيليون أعمالهم في أجنحة توزعت بين أجنحة عرض وبيع الكتب. كما شهدت أجنحة النشر الرقمي إقبالاً هاماً، وخاصة من الفتية والشباب. وككل عام، خصص ركن يومي للطهي، شاركت به نساء الدبلوماسيين الأجانب وطهاة محترفون، لتعريف الجمهور بهذا (الفن) كنوع من تدعيم التعارف الثقافي.
ضوء على المملكة المتحدة
كما تم الاحتفاء بالكتاب البريطاني ضمن برنامج “إضاءة على بلد. وفي هذا السياق قالت سوزي نيكلين مديرة قسم الفنون الأدبية في المجلس الثقافي البريطاني “إن مشاركة أفضل أدبائنا ومثقفينا في دورة هذا العام تعكس اهتمام بريطانيا بالثقافة العربية، وحرص المملكة على نقل المعرفة لكلا الطرفين. وأضافت أن المعرض أتاح للمملكة ضمن برنامجها الثقافي المتنوع للزوّار فرصة مقابلة خبراء عدة من خلال ورش عمل وحلقات نقاش وحوارات تفاعلية في مواضيع تتراوح ما بين الشعر وأدب الرحلات إلى تكوين عوالم خيالية وغيرها من المواضيع الشيقة. كما أثنت على نجاح الفعاليات.
وقال جمعة القبيسي مدير المعرض “للعربية نت” إن اختيار المملكة المتحدة ضمن “إضاءة على بلد” يشكل فرصة مهمة وثمينة للتعرف عن قرب على ثقافة المملكة والتعرف على كتابها وفنانيها وناشريها الرياديين.
وكجزء من الاحتفالات بالروائي البريطاني “ديكنز 2012″، بمناسبة مرور مائتي عام على ميلاده، تم عرض مجموعة من الأفلام والأعمال التلفزيونية القديمة التي تستند إلى أعمال الروائي الشهير، والتي ظهرت لأول مرة في دار العروض الكلاسيكية التابعة لمعهد السينما البريطاني في يناير من العام الجاري.
مؤتمر الترجمة يدعو لتطوير المناهج
وبالتزامن مع فعاليات معرض الكتاب، اختتم مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة، الذي نظّمه مشروع “كلمة” التابع لهيئة السياحة والثقافة. وتضمّن خمس جلسات حوارية ناقشت العديد من المحاور المرتبطة بالنهوض بحركة الترجمة من العربية وإليها، وآفاق تطويرها.
ووصف مدير “كلمة” الدكتور علي بن تميم التجربة في مجال بحث واقع الترجمة وآفاقها من العربية وإليها بالرائدة. وأوضح أن المهتمين يدركون أنّ عجلة الترجمة تسير ببطء لا يعبّر عما تحقق من إنجازات، لكنه أضاف أن مشروع كلمة يعد نفسه جزءاً من منظومة معرفية متكاملة لإعادة الألق إلى حركة الترجمة، مستلهماً المشروعات العالمية الأكثر نجاحاً.
وذكر علي أن جلسات المؤتمر خلصت إلى ذكر خطوات مهمة في هذا المجال، أبرزها تطوير المناهج الجامعية المتخصصة بالترجمة، وإنشاء معاهد للترجمة، لتخريج مترجمين مؤهلين وأكفاء، بالإضافة إلى توسيع نطاق الترجمات، ليشمل مختلف الألسن واللغات العالمية، بما يضمن الاطلاع على الثقافات الأخرى والتعرف على الآخر، وبذل المزيد من الجهود لزيادة عدد المؤلفات المترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، في مختلف مجالات الثقافة.