7:04 صباحًا / 19 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية، بقلم : د. محمود حسين

التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية، بقلم : د. محمود حسين

التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية، بقلم : د. محمود حسين


التحول الرقمي في التعليم يشير إلى استخدام التقنيات الحديثة والوسائل الرقمية لتحسين عملية التعلم وتوفير بيئة تعليمية متطورة ومبتكرة، يشمل هذا التحول استخدام الأجهزة الذكية، والتطبيقات التعليمية، والمحتوى الرقمي التفاعلي، والتعليم عن بُعد، وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، يهدف التحول الرقمي إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب وتمكينهم من التعلم بأساليب مبتكرة تجعل التعليم أكثر متعة وفاعلية.

حيث يساهم التحول الرقمي في التعليم في تعزيز كفاءة المعلومات والخدمات بين جميع المعنيين في العملية التعليمية، بالإضافة إلى توفير مرونة أكبر في التعامل. وقد تجلى هذا الأمر بشكل واضح خلال جائحة كورونا، حيث أدرك قادة التعليم وصناع السياسات مدى ضرورته. إن الاستفادة الكاملة من التقنيات التعليمية ستساهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم وتمكين الطلاب من تحقيق أقصى استفادة من تجربتهم التعليمية، مما يمهد الطريق نحو مستقبل تعليمي أكثر ابتكاراً وتطوراً كما يمكن التغلب على التحديات التي تعيق تطبيقه من خلال الاستعانة بشركات متخصصة.
التحول الرقمي في التعليم هو عملية تطبيق التقنيات والحلول الحديثة في العمليات التعليمية بهدف تعزيز خبرات التعلم والتدريس لكل الأطراف المعنية من طلاب ومعلمين. فهو يوفر ظروف عمل أفضل ويسمح بالتواصل والتعاون المبسط بين المعلمين والطلاب، كما يحسّن العمليات الإدارية الداخلية. فضلاً عن كونه يعزّز الأمن في الحرم الجامعي.

التّحوّل الرّقميّ في التّعليم منذ ما يقارب القرن من الزمان، استمرت أساليب التعليم في المؤسسات التعليمية المختلفة وعلى جميع المستويات في جميع أنحاء العالم دون أي تغيير ملحوظ … بالرغم من التقدم الهائل الذي أحرزته الإنسانية خلال هذه الحقبة من الزمن، وحتى مع التقدم التقني الملموس خلال أخر ثلاثة عقود، استمرت الأساليب التقليدية في الهيمنة .. وذلك باستخدام ممارسات من الطراز القديم التي ترتكز على التعليم من خلال التلقين وليس التعلم، وتفتقر الى وجود العملية التفاعلية بشكل كبير وانعدام في الاستفادة من التقنيات المبتكرة. وعلى مدار العقد الأخير تجنبت العديد من المدارس اعتماد تقنيات التحول الرقمي الحديثة خوفا من التغيير الذي قد يؤدي في نظرهم إلى خلق اضطراب في العملية التعليمية لينتج عنه أثار “سلبية” قد تخرجهم من منطقة الراحة وتهدد قدرتهم على احتواء العملية التدريسية. وقد بدأ قطاع التعليم مؤخرا في إدراك أهمية التحول الرقمي في التعليم وذلك عن طريق الفوائد التي أظهرتها تقنيات التّحوّل الرّقميّ خلال وباء COVID-19 الذي أطاح بالعالم في أول هذا العقد؛ إذ حثهم على النظر في طرق للابتكار وتغيير طرق التعليم.. فلم يكن هناك مفر من التغيير، كما اتّضحت الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للتحول الرقمي العائدة على قطاع التعليم وحياة الطلاب والمعلمين على حد سواء. ولقد مكّن التحول الرقمي في قطاع التعليم العديد من المدارس والجامعات من تزويد الطلاب بتجربة فائقة، مع منحهم فرصًا أكبر للانخراط في العملية التعليميّة، وتوفير تعليم أكثر تخصّصيّة وعالي الجودة. كما أدّت عمليات التحول الرقمي إلى مشاركة أعلى عبر منصات تعلم رقمية تفاعلية وإنشاء أساليب مصمّمة خصيصًا للمتلقين.

ويمكن أن يؤدي الجمع بين استخدام الأجهزة اللوحية الذكية وتطبيقات الواقع المختلط و”محطات التعلم الذكية” إلى تشجيع الطلاب على دراسة العلوم بشكل أكثر فعالية مقارنة بالوسائل التعليمية التقليدية. إن تضمين برامج التوعية بالأمن السيبراني واعتماد حلول الأمن السيبراني في المدارس سيمكن الطلاب من اعتماد سلوكيات آمنة في استخدام الإنترنت، والمساعدة في حماية الأنظمة ونشر تقنيات منع القرصنة. وتعد الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في مناهج التدريس أسلوبًا تعليميًا قويًا. ثم تم اعتماد التعلم عن طريق الألعاب باستخدام الأجهزة الرقمية.. بدءًا من مرحلة رياض الأطفال، مما يعزز مشاركة الطلاب ويطوّر استيعابهم للمواد و/ أو المفاهيم بشكل دائم.. على عكس الاختبارات التقليدية التي تتطلب عمومًا تقديم الإجابات قبل حساب الدرجات، وتقدم هذه الألعاب تقييمًا فوريًّا للأداء، وبالتالي تقلل من فترة انتظار نتائج التقييم، وتساهم في تحفيز مشاركة الطالب لفترات أطول.


حيث تعتمد تقنيات تحليل البيانات في التحول الرقمي التعلمي على نطاق واسع على استخدام كمية كبيرة من البيانات، أو البيانات الضخمة، لمساعدة المعلمين في تحديد اتجاهات وفجوات معينة، وبالتالي تطوير إستراتيجيات تعلّم مخصّصة؛ لتحسين تقديم المحتوى.. وتعد تحليلات البيانات جزءًا كبيرًا من علوم البيانات، وهي واحدة من أكثر المجالات الواعدة في مجال التحول الرقمي اليوم. ومن الضروري أن تدرك بأن التكنولوجيا بحد ذاتها لا يمكنها تحقيق التحول الرقمي المدرسي بشكل كامل ، وفي النهاية يجب فرض تعلم البرمجة والحلول الرقمية كجزء أساسي من المراحل الأولى من التعليم تشمله عمليات تقييم نتائج كل مرحلة تعليمية، وأن يكون هناك معيارًا لتقييم الأكاديميين والمعلمين في ذات الوقت. في نهاية المطاف يجب أن يكون الهدف من التعليم هو الابتكار وليس مجرد تلقي المعلومات وحفظها.

شاهد أيضاً

اللواء علام السقا يلتقي وفد الهيئة المستقلة لحقوق الانسان

اللواء علام السقا يلتقي وفد الهيئة المستقلة لحقوق الانسان

شفا – التقى اللواء علام السقا مدير عام الشرطة الفلسطينية في مكتبه اليوم الدكتور عمار …