شفا – تقرير مديحه الأعرج – المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، احتلت مدينة القدس المحتلة الاسبوع الماضي صدارة الاهتمام على المستويات المحلية والاقليمية والدولية في حدثين خطيرين ، تمثل الاول في اقتحام آلاف المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك ، يتقدمهم وزراء من حكومة الاحتلال وبرلمانيون أعضاء في كنيست الاحتلال ، وتمثل الثاني بقرار المجلس الامني – السياسي الاسرائيلي ( الكابنيت ) المضي قدما بإقامة مستوطنة جديدة لربط تكتل مستوطنات ” غوش عتصيون ” بمدينة القدس .
في الحدث الأول اقتحم وزيران إسرائيليان وعدة آلاف من المستوطنين المتطرفين صباح يوم الثلاثاء الماضي باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة في حماية شرطة الاحتلال ، لإحياء ما يسمى “بذكرى خراب الهيكل”. دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة قالت إن أكثر من 2958 مستوطنا ومتطرفا اقتحموا المسجد الأقصى منذ ذلك اليوم ، بينهم وزيران هما وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف من حزب ” القوة اليهودية ” ، الذي يتزعمه بن غفير ، هذا الى جانب عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي .
خلال اقتحامه للأقصى قال بن غفير إن ” هناك تقدما كبيرا جدا في فرض السيادة والسلطة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى ) ، وإن سياستنا أن نسمح لليهود بالصلاة هنا “.
بينما أصدر مكتب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا جاء فيه أن “صنع السياسات بشأن جبل الهيكل ( المسجد الأقصى ) يخضع مباشرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو” وأنه ” لا تغيير في الوضع القائم ولا توجد سياسة خاصة لأي وزير بشأن ذلك ، لا لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ولا لأي وزير آخر “.
نتنياهو كعادته كان يكذب ، فقد نشرت الشرطة الإسرائيلية مئات من عناصرها في البلدة القديمة بالقدس ومنطقة حائط البراق بدءا من مساء الاثنين وذلك بهدف تأمين المستوطنين خلال الاقتحامات لأداء صلوات يهودية وحولت البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية خصوصا عند بوابات المسجد الأقصى وأبواب البلدة القديمة ، وشددت إجراءاتها العسكرية على دخول المصلين المسلمين . وللتأكيد على كذب نتنياهو قال الوزير يتسحاق فاسرلاوف ، أنه أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأنه يعتزم اقتحام المسجد الأقصى ، في ما يسمى ” ذكرى خراب الهيكلين “، وإنه نسّق الاقتحام مع جميع الجهات التي ينبغي التنسيق معها ، ليضيف ” توجهت قبل أسبوعين إلى رئيس الحكومة ، برسالة أطلب فيها ان اصعد (إلى المسجد). وبالمناسبة ، لقد فعلت ذلك منذ أن دخلت للحكومة. وأن أصعد في يوم (ذكرى احتلال) القدس وفي التاسع من آب”. وهكذا تبين تصريحات فاسرلاوف أن نتنياهو لم يمنعه ، كما لم يمنع بن غفير ، وآلاف المستوطنين من اقتحام باحات المسجد الأقصى . وقال فاسرلاوف كذلك : ” لا نطلب مصادقة نتنياهو ، وإنما نبلغه فقط ، وهو تلقى الرسالة وكل شيء كان على ما يرام ومنسق مع حراسة الشخصيات “.
وفي الحدث الثاني فقد أنهت ” الإدارة المدنية ” للاحتلال التي تخضع لمسؤولية وزير المالية ووزير الاستيطان في وزارة الجيش بتسلئيل سموتريتش، يوم الأربعاء الماضي ما يسمى إجراءات ” الخط الأزرق ” التي تهدف إلى دفع خطوات لإقامة مستوطنة جديدة باسم ” ناحل حلتس ” على اراضي بلدة بتير المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ، في امتداد الكتلة الاستيطانية ” غوش عتصيون ” جنوب القدس المحتلة ، وهي مستوطنة تصفها حكومة الاحتلال بأنها واحدة من خمس مستوطنات قررت إقامتها بذريعة الرد على خطوات الجانب الفلسطيني في المحافل الدولية ضد ممارسات الاحتلال وعلى اعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وتبلغ مساحة المنطقة ، التي تقوم عليها المستوطنة 602 دونم ، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”.
سموتريتش احتفل بالفرار وفال : إن “ربط غوش عتصيون بالقدس بواسطة إقامة مستوطنة جديدة هو أمر تاريخي. وأن الكابنيت السياسي – الأمني ، كان قد صادق قبل شهرين ، على اقتراحي بإقامة خمس مستوطنات جديدة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية).
ومنذ ذلك الوقت تعمل مديرية الاستيطان في وزارة الأمن والإدارة المدنية من أجل تنفيذ القرار ، وبضمنه دفع ” الخط الأزرق ” للمستوطنة الجديدة ” ناحل حلتس ” الذي يسمح بمواصلة البناء في المستوطنة”. واعتبر سموتريتش أن أي قرار معادي لإسرائيل والصهيونية لن يوقف استمرار تطوير الاستيطان. وأنه سوف يستمر في محاربة الفكرة الخطيرة المتمثلة بدولة فلسطينية وفرض وقائع ميدانية. وهذه مهمة حياتي وسأستمر فيها بكل قوتي ، وسنستمر في تنفيذ الصهيونية. نبني ، نطور ، نقاتل وننتصر ” على حد تعبيره . رئيس مجلس ” غوش عتصيون “، يارون روزنطال ، احتفل هو الآخر بالقرار وأشار إلى أن مساحة المستوطنة اتسعت بمئات الدونمات . وأن المستوطنة الجديدة ستحدث الربط بين كتلة ” غوش عتصيون ” والقدس ، بين عتصيون وصهيون”.
تجدر الاشارة هنا أنه يعمل في ” الإدارة المدنية ” طاقم يطلق عليه اسم “طاقم الخط الأزرق ” مهمته التحضير للإعلان عن أراض فلسطينية على أنها ” أراضي دولة ” يقوم جيش الاحتلال بوضع اليد عليها بحجة استخدامها كمعسكرات أو مناطق تدريبات عسكرية ، ثم يجري تسريبها لاحقا إلى المستوطنات لأغراض التوسع في النشاط والبناء الاستيطاني . وتأتي تسمية الطاقم ” بطاقم الخط الأزرق ” لأن حدود الخرائط التي يعدها هذا الطاقم تأتي ملونة باللون الأزرق.
في الوقت نفسه يعكف وزير المالية ، ووزير الاستيطان في وزارة الجيش ، بتسلئيل سموتريتش، على دفع حكومة الاحتلال لإضفاء الشرعية ( الاحتلالية ) على 70 بؤرة استيطانية من اصل 200 من البؤر الاستيطانية في المنطقة المصنفة ( ج ) في الضفة الغربية وربطها بشبكات المياه والكهرباء ، رغم أن غالبية المواقع المخصصة للتسوية ، لا جدوى من تسويتها ، أو أن احتمالات تسويتها ضئيلة ، خاصة وان معظمها اقيمت على فلسطينية خاصة ، حسب احدث التقارير الصادرة عن جمعية “بمكوم ـ مخططون من أجل حقوق التخطيط ” الاسرائيلية ، التي تنشط في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في منطقة ( ج ) في مجال السكن ، البناء البنى التحتية ، الأراضي والتخطيط . تقرير هذه الجمعية يلقي الضوء على التمييز ، الذي تمارسه سلطات الاحتلال في ظل فجوة كبيرة في مساحة الأراضي المخصصة للتطوير لكل من المجموعتين السكانيتين في الضفة الغربية ؛ ففي حين لا تشكل المساحة التي يمكن للفلسطينيين البناء فيها بشكل قانوني سوى 0.5% من مساحة مناطق ( ج ) تمتد الخطط المعتمدة للمستوطنات على 28% من مساحة هذه المناطق.
واستعرض التقرير ، على سبيل توضيح التمييز في التخطيط ضد الفلسطينيين في مناطق ج، “بيانات حديثة تشير إلى أن السلطات الإسرائيلية قد صادقت منذ العام 2011 على 7 فقط من أصل 115 خطة تسوية ، تم تقديمها لمباني فلسطينية قائمة للفلسطينيين ، مشددا على أن هذا كلّه يحصل في ظل فجوة كبيرة في مساحة الأراضي المخصصة للتطوير لكل من المجموعتين السكانيتين في الضفة الغربية ؛ ففي حين لا تشكل المساحة التي يمكن للفلسطينيين البناء فيها بشكل قانوني سوى 0.5% من مساحة مناطق ( ج ) تمتد الخطط المعتمدة للمستوطنات على 28% من مساحتها . ويضيف التقرير أنه في البؤر الاستيطانية التي تم تصنيفها كمواقع للتسوية لا تتوفر فيها الشروط الأساسية للترويج لخطة تسوية، حيث إنه في 32 موقعًا منها لا توجد أية جدوى لتقدم خطة تسوية، في حين أن الجدوى من 12 موقعا منها تعد منخفضة ، لا أكثر ، وإلى جانبها 6 مواقع تتوفر من تسويتها جدوى متوسطة، وفقط في 9 مواقع هناك جدوى عالية.
محافظة نابلس:
كانت هي الاخرى الاسبوع الماضي مسرحا لأحداث عكست عنصرية الاحتلال ووحشية المستوطنين ومنظمات الارهاب اليهودي في عدد من البؤر الاستيطانية ، التي تحيط بمدينة نابلس . البؤر الاستيطانية المحيطة بالمستوطنات حول المدينة ، وخاصة مستوطنتي ” يتسهار ” و أيتمار ” هي الأعنف وهي مراكز رئيسية لمنظمات الارهاب اليهودي ، التي فرختها ” شبيبة التلال ” كمجموعة ” تدفيع الثمن ” ومجموعة ” تمرد ” الارهابيتين . بؤرة ” جفعات رونين ” الارهابية احتلت الاسبوع الماضي عناوين في وسائل الاعلام الاسرائيلية ، بعد أن قام الارهابيان هيلل دافيد بن شوشان ودافيد حاي حسداي ، الذي يخضع لعقوبات أميركية ولتحقيق يجريه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ، بمهاجمة أربع نساء وطفلة من رهط البدوية في صحراء النقب وحرق سيارتهن ، بعد ان دخلن خطأ إلى تلك البؤرة الاستيطانية الارهابية.
روت إحدى النساء ما حصل : ” دخلنا بالخطأ إلى المكان ، وعندها بدأ أناس يركضون نحو السيارة ويرشقون الحجارة من التلة . بعد أن حطموا جميع النوافذ ، رشونا بالغاز المسيل للدموع . ما رشقوه لم تكن حجارة ، بل صخور. كانوا كلهم مسلحين وكانوا كثيرون . قالوا لنا انزلوا من السيارة. قلنا لهم نحن مواطنات إسرائيليات لم نفعل شيئاً ، خرجنا من السيارة ولذنا بالفرار للنجاة بأرواحنا . فأحرق المستوطنون السيارة ” . النساء الأربع وطفلة في الثالثة من عمرها أصبن بجراح جراء تعرضهن لذلك الهجوم ، ونقلت الطفلة وامرأتان إلى مستشفى للعلاج بعد أن عانين من جراح في الرأس والكتف والركبة ، جراء الاعتداء الإرهابي . واعتقلت الشرطة هؤلاء الارهابيين وحولتهما الى ” الشاباك ” للتحقيق ، رفضا التعاون ولم يقدما إفادة مقنعة ، حسب الشرطة فتقرر تمديد اعتقالهما لسبعة أيام . هنا ثارت ثائرة اليمين الفاشي في اسرائيل لمجرد اعتقالهما والتحقيق معهما ، عضو الكنيست من حزب ” القوة اليهودية ” ليمور سون هار ميلخ ، لم تتردد في الحديث عن النساء من رهط بلغة عنصرية وقحة خلال اجتماع للجنة القانون والدستور في الكنيست يوم الأحد الماضي : ” هذه ليست عائلة إسرائيلية ( أي ليست عائلة يهودية ) ، وحدث بريء كهذا قد يكون عملية تجسس ، يهدف إلى جمع معلومات. ولا يمكن تجاهل هذا الأمر “، وعبرت عن تأييدها ودعمها للمستوطنين الإرهابيين الذين هاجموا نساء وطفلة ” رهط “.
تجدر الاشارة هنا الى أن أربع مستوطنات رئيسية تحيط بمدينة نابلس هي : ايلون موريه و“إيتمار”، “يتسهار”، و ” براخا ” إضافة إلى نحو 25 بؤرة استيطانية اقامها المستوطنون في محيطها على اراضي 14 بلدة وقرية فلسطينية تقع في المناطق الشرقية والجنوبية للمدينة . هذه المستوطنات كان اسحق رابين ، رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ، يسميها مستوطنات سياسية ( قابلة للتفكيك ) تمييزا لها عن المستوطنات الأمنية حسب تعبيره . تحولت جميع هذه المستوطنات الى مستوطنات دائمة وانتشرت حولها بؤر استيطانية هي الأسوأ في ممارسة العنف والارهاب على مستوى الضفة الغربية .
وفي خدمة هذه المستوطنات بنت سلطات الاحتلال ما يسمى بالتفافي حواره ، وهو طريق اسنيطاني رئيسي يربط هذه المستوطنات وبؤرها الارهابية بغيرها من المستوطنات في جنوب وجنوب شرق المحافظة وبالداخل الفلسطيني دونما حاجة للمرور بمناطق سكنية مأهولة بالسكان كبلدة حواره مثلا . مستوطنة “أيلون موريه” تضم مدرسة ومعهدا دينيا وتعد من المستوطنات الصناعية ، حيث اقام المستوطنون فيها عام 1980 منطقة صناعية تضم العديد من الصناعات ، كمصنع الصفائح المعدنية المستخدمة في تصفيح الدبابات ، وآخر لقطع الغيار العسكرية.
أما مستوطنة “إيتمار” الى الجنوب الشرقي لمدينة نابلس فقد اقامتها دولة الاحتلال سنة 1983 على أراضي عورتا، روجيب، بيت فوريك، يانون، وأطلق المستوطنون عليها في البداية اسم “تل حاييم” في إشارة لاستئناف ما يسمى بالحياة اليهودية في الموقع قبل ان تتوسع وتتحول الى مستوطنة حملت اسم “ايتمار”. ويحيط بالمستوطنة مساحات واسعة من الاراضي يمنع الفلسطينيين من الوصول إليها . وفي الجهة الجنوبية من هذه المستوطنة يوجد عدد من البؤر الاستيطانية كبؤرة ” هنكودة ” ، على مساحة 185 دونما ، و “بؤرة ” تل يانون” على مساحة 19 دونماً. وقد اقيم الى الشرق من هذه المستوطنة خمس بؤر استيطانية في السنوات الاولى من اتفاقية اوسلو على عدد من التلال المحيطة هي ” تل 851″ على مساحة 141 دونما، و”تل 836″ على مساحة 135 دونماً، و”جفعات أولام” على مساحة 80 دونماً، و”تل 782″ على مساحة 135 دونماً، و”تل 777″ على مساحة 74 دونماً.. أما مستوطنة “براخا” ، التي كانت حتى عام 1982 نقطة عسكرية على أطراف جبل جرزيم على أراضي قرى كفر قليل وبورين وعراق بورين فقد تحولت إلى مستوطنة دائمة عام 1983.
هذا الارهاب الذي ينطلق من هذه البؤر الاستيطانية هو مشهد يومي بعد أن تحولت البؤر الاستيطانية وما يسمى بالمزارع الرعوية الى دفيئات لمنظمات الارهاب اليهودي تحت سمع وبصر سلطات وقوات الاحتلال . الشواهد كثيرة على ذلك وقد كان اخرها اقتحام عشرات المستوطنين الاسبوع الماضي قرية جيت في محافظة قلقيلية ، بينهم ارهابيون ، وفر لهم بن غفير الاسلحة ، وإطلاق الرصاص على المواطنين ، ما أدى إلى استشهاد الشاب رشيد محمود عبد القادر سدة (23 عام ). وإصابة آخرين ، وحرق 4 منازل و6 مركبات . هؤلاء الارهابيين ينتمون الى ” الفرق المتأهبة ” ، التي تشكلت في الاسابيع الاولى لحرب غزة وضمت في صفوفها اعدادا كبيرة من زعران ” شبيبة التلال ” الارهابيين وقام ايتمار بن غفير بتسليحهم ، جاءوا بمجموعات منظمة ضمت نحو 50 ارهابيا بتسع مركبات من البؤرة الاستيطانية ” حفات جلعاد ” الى الشرق من مستوطنة ” قدوميم ” . وقد تفاقم خطر منظمات الارهاب هذه في ظروف الحرب الوحشية ، التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة وفي الضفة الغربية كذلك .
فحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.
تمكن المستوطنون في حماية جيش الاحتلال ، وبواسطة العنف ، والقيود على التنقل والوصول ، من تهجير نحو 1390 فلسطينيًا ، بينهم 660 طفلًا ، من 29 تجمعًا بدويًا ورعويًا في الضفة الغربية المحتلة ، منذ السابع من اكتوبر الماضي . ووفقًا للتقرير شن المستوطنون ، في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية ، 1084 هجوما استهدف الوجود الفلسطيني وأسفر 107 منها عن سقوط عدد من الضحايا بين شهيد وجريح ، فيما تسببت 859 هجوما في إلحاق أضرار في الممتلكات ، وذلك في الفترة الواقعة بين 7 أكتوبر 2023 ، و8 تموز من العام الجاري . كما شهدت الفترة ذاتها إقامة 17 بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ليصل مجموعها إلى 150 – 200 بؤرة تسيطر على مساحة تقدر بنحو 412 ألف دونم ، فضلاً عن 165 مستوطنة يسكنها نحو 740 ألف مستوطن.
وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:
القدس :
هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلا يعود لعائلة ماهر ناصر، ومنشأة مكونة من مغسلة ومحطة محروقات في بلدة الطور تعود لعائلة الكسواني بحجة البناء دون ترخيص ، كما قطعت الكهرباء عن البيوت والمحلات في الحي المستهدف بعمليات الهدم ، علما أن الهدف من عمليات الهدم هو استكمال بناء شارع استيطاني في المنطقة. واقتحمت قوات الاحتلال بلدتي عناتا والعيسوية ومخيم شعفاط ووزعت أوامر هدم، بحجة البناء دون ترخيص وقامت بأخذ قياسات منازل من أجل فرض ضرائب عليها ، كما وزعت منشورات تهدد المواطنين ، فيما استولى مستوطنون من جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية المتطرفة على بناية سكنية في حي بطن الهوى في بلدة سلوان بذريعة ملكية اليهود للأرض المقامة عليها البناية منذ عام 1881. وشارك مئات المستوطنين المتطرفين بسلسلة في محيط البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة.وتم تنظيم السلسلة بعنوان “سلسلة النصر”، بدعوة من منظمات يمينية إسرائيلية متشددة.ودعا المنظمون إلى إعادة الاستيطان في قطاع غزة ، وإلى ما سمّوه “السيادة اليهودية” على المسجد الأقصى.
الخليل :
اعتدى مستوطنون على الراعي علي صباح رشيد، ورشوه بغاز الفلفل، أثناء رعيه الأغنام في منطقة “خلة عودة”، القريبة من خربة إمنيزل شرق يطا ، فيما هدمت قوات الاحتلال بالجرافات أربعة مساكن وخيمة ومنشأتين “كرفانات”، للمواطن ياسر الهذالين وأبنائه عدي، وأنيس، وعلي،في تجمع “أم الخير” في مسافر يطا وشردت 30 شخصا من أفراد عائلاتهم إلى العراء.
بيت لحم :
منع مستوطنون عائلات الفروخ والطروة من حصاد محصولها الزراعي في برية المنيا الواقعة بين بلدتي كيسان والرشايدة شرق بيت لحم. فيما اقدم مستوطنو “معالي عموس” على رعي محصول الشعير والقمح المزروع على مساحة 300 دونم، والتي تشكل جزءاً من 1500 دونم تملكها العائلات ، ومنعوهم من حصادها. كما هاجم مستوطنون مزارعين في قرية المنية جنوب شرق بيت لحم.أثناء تواجدهم في أراضيهم، وسط إطلاق الرصاص في الهواء من أجل ترهيبهم على مغادرة أرضهم. ، وفي خلايل اللوز جنوب شرق بيت لحك أحرق مستوطنون أشجار زيتون معمرة تعود لمواطنين من عائلتي العبيات والموالح . كما نصب مستوطنون ثمانية بيوت متنقلة “كرفانات” على أراضي المواطنين في قرية المنية في مناطق الطينة، وحجار، وواد الأبيض، والسروجيات شرق القرية، تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية.
رام الله :
هاجم مستوطنون بلدة نعلين وأحرقوا أراضي زراعية في محيطها، ومركبة، وسرقوا معدات زراعية.فيما أغلق آخرون الطريق الواصلة بين قريتي المغير وأبو فلاح، شمال شرق رام الله، و هاجم مستوطنون من مستوطنة”بيت إيل” المقامة على أراضي المواطنين شمال مدينة البيرة مركبات مواطنين قرب مدخل مدينة البيرة الشمالي بالحجارة.
سلفيت :
اخطرت سلطات الاحتلال بوضع اليد على 14 دونما من حوض بردون من أراضي قراوة بني حسان والبريجي من أراضي حارس .و يأتي هذا القرار لصالح مستوطنة “كريات نطافيم” الواقعة شرق القرية . وتشهد المستوطنة المذكورة اعمال بناء واسعة في الأشهر. كما جرفت جرافات الاحتلال مساحات واسعة من أراضي اسكاكا في منطقة “قنية” واقتلعت أشجار زيتون معمرة وذلك لصالح شق طرق لمستوطنة “نيفي نحميا” علما أن المنطقة التي يقوم الاحتلال بتجريفها تبعد عن اراضي المواطنين مسافة 100 م. كما جرف المستوطنون مساحات واسعة، واقتلعوا 100 شجرة زيتون من اراضي المواطنين في قرية ياسوف لصالح توسعة المستوطنة المذكورة ، فيما هاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة عند مدخل بلدة دير بلوط، بالقرب من الحاجز الحاجز العسكري المقام عند مدخل البلدة.
طولكرم :
أقدم مستوطنون على اقتلاع وتكسير عشرات أشجار الزيتون في سهل رامين وأشعلوا النار في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في السهل لتمتد شرقا باتجاه أراضي دير شرف غرب نابلس، مما أدى لاحتراق عشرات الأشجار.
قلقيلية :
استشهد الشاب رشيد عبد القادر سدة (23 عاما)،من قرية جيت شرق قلقيلية برصاص مستوطنين وأصيب آخر بجروح حرجة خلال هجومهم على القرية ، كما أضرموا النار في عدد من المنازل والمركبات.
الأغوار :
اقتحم مستوطنون تجمع عرب المليحات شمال غرب أريحا ونفذوا جولات استفزاز للمواطنين في المنطقة ، فيما آخرون الرعاة في منطقة الجوبة بالأغوار الشمالية واعتدوا بالضرب على المواطن أحمد حسين زهدي أبو محسن ، وقاموا باختطافه قبل أن يتم العثور عليه في منطقة أخرى قرب مستوطنة “ميخولا” وعليه آثار الضرب المبرح ، كما تعرض متضامن اجنبي للاعتداء عليه من قبل نفس المجموعة ، كما احتجز مستوطنون مجموعة من المواطنين في منطقة أم الجمال بالأغوار الشمالية بعد ان نصبوا ، خياما قرب مساكنهم في المنطقة ووضعوا فيها مواشيهم. فيما سرق آخرون من البؤر الاستيطانية المجاورة لتجمع راس العوجا البدوي ،نحو 200 رأس من الأغنام شمال مدينة أريحا تعود ملكيته لعائلة عودة عمارين كعابنة . كما أغلق مستوطنون مفترق المالح في الأغوار الشمالية وهاجموا مركبات الفلسطينيين.
وفي منطقة جبل النويعمة أخطرت قوات الاحتلال بوقف العمل في أكثر من 15 منزلا وأمهلت أصحاب هذه المنازل حتى الثالث من أيلول القادم لتنفيذ قرار وقف العمل.