9:35 مساءً / 21 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

نحو استدارة تربوية تعليمية، بقلم : د. فواز عقل

نحو استدارة تربوية تعليمية، بقلم : د. فواز عقل

نحو استدارة تربوية تعليمية، بقلم : د. فواز عقل


اننا مقبلون على زمن جديد بالغ التعقيد ولا حدود للمعرفة ولا حدود للتعليم ولا حدود للتعلم


ويحمل افاقا جديدة لكل مناحي الحياة بشكل عام وللتعليم بشكل خاص ، ولا مجال في هذا العصر للانغلاق والعزلة عن العالم ولذلك يجب اعادة النظر في كل مكونات العملية التعليمية ولهذا من غير المقبول في هذا العصر ان تسعى المدارس والجامعات لمنح الطالب علامات عالية وشهادات عالية لأن المتوقع منها أن تسهم في بناء شخصية الطالب ، معرفياً واجتماعياً وعاطفيا واخلاقيا لذلك لا بد من تحديد اي تعليم نريد،،


نحن بحاجة الى تعليم يزرع القيم ، يراعي المواهب ويطورها وينميها ويوجهها ، تعليم يعتمد الحوار والمناقشة والاقناع، تعليم يغرس المحبة والانتماء، تعليم يزرع ثقافة التعاون، تعليم يحترم العلم، تعليم يرسخ ثقافة الابداع والتميز، تعليم يحترم العقل، تعليم يجمع الناس ولا يفرقهم، تعليم يتقبل الآخر ويحاوره، لأنه لا تعليم مع انعدام التنوع ولا تعليم مع مدارس تضع اسوار حول عقل الطالب.


ان النقلة النوعية المجتمعية التي احدثتها ثورة المعلومات ما هي الا نقلة تربوية وتعليمية وخطاب تربوي معاصر ، وان الانسان الذي يحصل على المعرفة والعلم والشهادة من مصدر واحد وبلغة واحدة سيظل حبيس ثقافة ومعرفة واحدة،، ويتحتم عليه ان يعيش في القفص الثقافي الذي ولد فيه وسيعيش فيه طوال حياته.


في هذه الاستدارة تبدأ المقالة بعرض بعض الاشعار والمقولات والحكم والاقوال المأثورة عن التعليم والتعلم، وقد يقول قائل : هذا ليس وقت اشعر والحكم والاقوال، وهنا أقول لا يعتني بالشعر والحكم والاقوال المأثورة الا من عرف الرعب وتأثير الكلمات، ورحم الله الشعراء الذي قالوا عن وصف العلم والشهادة والاخلاق:

لو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوص لعظما،،
يا قوم عذرا فلم يبقى لنا أمل الا التعلم يهدينا الى الرشد
حملوا الشهادة دون اي ثقافة ختموا العلوم وأطفأوا القنديلا،،
اطلب العلم لذات العلم لا للشهادات وأرباب أخر،،
أدهى من الجهل، علم يطمئن له أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا،،
قل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
آفة العلم أن الناس كلهم كل يدعي أنه في العلم كالجبل
اذا اصيب القوم في اخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
إذا المعلم لم تكن أقواله طبق الفعال فقوله لن يثمرا،،


ويجب على التعليم أن يأخذ بالاعتبار المقولات الشهيرة لتالية:


يقوم الامام محمد عبده: مستقبل اي امة يكون باستعدادها لكل زمان بما يناسبه،،
وما قاله الفراهيدي: أكثر من العلم لتعلم وأقلل منه لتحفظ
وما قاله الامام الغزالي: لو علم المعلم جميع طلابه بنفس الطريقة لامات قلوبهم


وما قاله جون ديوي الأمريكي (ابو التربية الحديثة) : اذا علمنا طلاب اليوم بأساليب الامس فاننا سنسرق مستقبلهم
وما قاله مالكوم اكس: ان الغد هو ملك اولئك الذي يعدون له اليوم،
وما قالته جيني فوالبرايت : اذا كان الهدف من التعليم هو تسجيل درجات جيدة في الامتحانات فقد فقدنا البصر عن السبب الحقيقي للتعلم،،
وما قاله نابليون: الارادة تقصر المسافات
وما قاله شمس التبريزي: لا تنام بنفس العقل الذي استيقظت به،


وأقول لا تتعلم مالاتعلم حتى تعمل بما تعلم، وهذا يتناسب مع توصيات جاك ديلور الفرنسي حول مرتكزات التعليم الاربعة (تعلم لتعرف، تعلم لتعلم، تعلم لتكون، تعلم للعيش مع الأخرين)
وما قاله ميشسل فوكييه الفرنسي : لا يوجد مدارس ، يوجد مدرسة وهي السجن ويوجد سجان وهو المعلم ويوجد طالب وهو السجين،
وما قاله أرسطو: ما نتعلمه بمتعة، نتذكره أفضل


وأقول من بلغ الخمسين من العمر ويرى الامور مثلما كان يراها في الثلاثين من عمره فقد اضاع 20 سنة من عمره،
وأقول البشر لم يستطيعوا السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي فهل يستطيع البشر السيطرة على الذكاء الاصطناعي ، وهنا تتناول هذه المقالة في استدارتها مجموعة من الاسئلة تثير تفكير المهتمين واصحاب القرار والطلاب والتربويين

هل نحن بحاجة الى تعريف مكونات العملية التعليمية لتتلائم مع العصر؟
وبعد أن انطلق الذكاء الاصطناعي من قمقمه، هل هناك حاجة للاشراف البشري لضمان التطبيق الاخلاقي الفاعل للتكنولوجيا،، وهل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن ينافس الذكاء البشري
هل يمكن للذكاء الاصطناعي ان يتجاوز عقل الانسان الذي صنعه


لماذا هذا التركيز على الكنولوجيا على حساب العلوم الاجتماعية والانسانية
كيف يمكن التحول من الرواية والسرد والوعظ وثلاثية الحفظ والتذكر والتلقين الى رعاية التعليم،،
لماذا هذا التركيز على انهاء الكتاب اوالمنهج الذي يعتبر عدو للفهم وعدو للنظام التعليمي
هل نحن مقبلون على تحديد صلاحية الشهادات والمعارف كما يحدث مع المعلبات والدواء
ماذا لو بدأت الجامعات بتحديد صلاحية الشهادة التي تمنحها لثلاثة سنوات او خمسة سنوات
لماذا لا نجعل تعليمنا تربوياً اولا وتعليميا ثانيا
لماذا لا يتم تدريس الاخلاق في المدارس والجامعات اسوة بكثير من الدول
هل يسهم التعليم والتدريب المهني والتقني في تقليل معدلات البطالة
هل نحن بحاجة لتنويع مصادر المعرفة والشهادات
هل صحيح ان الجامعات التي لا تواكب العصر وتطرح تخصصات تتلائم مع سوق العمل تزرع بذور فناءها؟
هل التركيز على العلامات والدرجات اضاع بهجة ومتعة التعلم
هل دور المدرسة ينحصر في الحكم على الطالب من خلال ورقة وقلم
هل المجتمع مستعد لاعطاء الاولوية للتوظيف لصاحب المهارة وليس الشهادة
هل صحيح ان الانظمة التعليمية العربية لا تشجع ، بل لم تصمم لتشجيع روح المواطنة والمشاركة والعمل الجماعي وحرية التعبير والاستقلالية
كيف يمكن للتعليم أن يتحول من التركيز على ال أنا الى نحن
الهدف من هذه الاستدارة هو الاشتباك الفكري مع التربويين والمهتمين ودفعهم الى التفكير وزيادة التفاعل لتكوين رأي خاص بالتعليم والتعلم،،
وان الاصلاح التربوي المنشود يتطلب الخروج عن المألوف في كل ما يتعلق بالعملية التعليمية وتحقيق الاهداف المربوط بها
واخيرا اقول : بلا رؤية تربوية تعليمية يجمح التعليم ويجمح المعلم ويجمع الطالب .

  • د. فواز عقل – باحث في شؤون التعليم والتعلم

Check Also

حزب الشعب يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

حزب الشعب يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

شفا – رحب حزب الشعب الفلسطيني بقرار محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرتي اعتقال ضد رئيس …