10:03 مساءً / 21 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

هل من خيار آخر غير السنوار؟ بقلم : سماح خليفة

سماح خليفة

هل من خيار آخر غير السنوار؟ بقلم : سماح خليفة


هل توقّع نتنياهو أن يكون السنوار القائد العسكري الجديد خلفًا وبالإجماع للقائد السياسي الشهيد إسماعيل هنية؟ أم تلك كانت مساعيه منذ أن قرر اغتيال هنية؟ هل يشعر نتنياهو بالاستياء لذلك القرار أم يباركه في قرارة نفسه؛ لأنه يعلم أنه بذلك قد أغلق كل الأبواب التي بإمكانها حسم تلك الحرب، وربما إنهاء حكمه؟ وبذلك يكون قد ضمن استمرارية الحرب واستمرارية تربعه على عرش الحكومة.


منذ اختيار السنوار خلفا لهنية وشلالات الدم تتدفق في غزة، فقد شهدت في الآونة الأخيرة مذابح لأطفال ومدنيين عند صلاة الفجر وبعدها، ولليوم الثالث والرابع على انتخاب السنوار ما زالت إسرائيل تضرب غزة بقنابل الولايات المتحدة الأمريكية التي سلمتها ليد إسرائيل، وهي تبارك هذه المحرقة الوحشية دون أدنى وازع إنساني.


إن انتخاب السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس بالإجماع، هو أبلغ وأسرع ردّ على قرار نتنياهو باغتيال الشهيد إسماعيل هنية، الذي قصفته بصاروخ في مقر إقامته في طهران؛ لأن في ذلك رسالة واضحة، بأن لا خيار للاستسلام، إنما استمرار القتال ضمن الشروط التي أقرتها قيادة حماس، والتي تحافظ على مصلحة الشعب الفلسطيني وتصر على انسحاب القوات الاسرائيلية وعدم بقائها في معبر رفح الذي تحتله الآن كما تحتل رفح.


إن اختيار المقاومة السنوار الذي عجزت إسرائيل حتى اللحظة عن اغتياله أو الوصول لأدنى معلومة عنه، كما عجزت عن إخضاعه، إنما هو صفعة لنتنياهو وللجيش الذي راح يقصف بشراسة تفوق سابقتها، فراحت مدفعية المحتل وصواريخه توجّه غارات مجنونة على أحياء ومخيمات وأماكن النزوح التي من المفترض أن تكون آمنة، فتقصف وتقتل الأبرياء، كانوا أطفالا ونساء ورجالا، لعلهم بهذا الفعل الإجرامي يرضون غطرسة وعنجهية المجرم نتنياهو وأعوانه.


المقاومة لا تنتظر ولن تنتظر ردّ إيران على اغتيال هنية، كما ينتظر العامة، إنما هيّأت نفسها منذ اللحظة الأولى للخذلان، وما تنتظره من إيران مختلف تماما، وهذا لن يغير في قراراتها أو توجهاتها قيد أنملة، لكنه يضرب في الصميم توجهات نتنياهو ويصيبها بالخيبة والفشل، كما يصيب مخططات بايدن الذي يتذبذب في خطاباته بين إرضاء نتنياهو ووزراءه، وبين رغبته في تسجيل هدف يستغله في الانتخابات داخل الولايات المتحدة التي اقتربت كثيرا.


وأما جهود الولايات المتحدة المكثفة التي تبذلها هي وحلفائها لإقناع إيران بعدم الرد على نتنياهو إثر حادثة الاغتيال مقابل وقف إطلاق نار في قطاع غزة، الأمر الذي يرضي شروط الجبهات المساندة لحركة المقاومة الفلسطينية، وهو وقف إطلاق النار كليا في قطاع غزة وانسحاب الاسرائيليين من القطاع ومن معبر رفح، ويبدو أن إيران تستجيب لذلك وتحول هدفها من الرد على أرض المعركة إلى مفاوضات لصالح قطاع غزة.


وباعتقادي إن حركة المقاومة بقيادة السنوار لن ينطلي عليها أي مفاوضات أو وعود أو سيناريوهات ما لم تحقق أهدافها من الحرب، والفرق بينها وبين المحتل أن نفَسَها طويل جدا، والموت لا يقع في قاموسها إلا تحت مسمى الشهادة.

شاهد أيضاً

حزب الشعب يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

حزب الشعب يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

شفا – رحب حزب الشعب الفلسطيني بقرار محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرتي اعتقال ضد رئيس …