10:46 مساءً / 16 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

مدى اهمية زيارة الرئيس الفلسطيني الى موسكو، بقلم : اللواء سمير عباهره

مدى اهمية زيارة الرئيس الفلسطيني الى موسكو، بقلم : اللواء سمير عباهره

مدى اهمية زيارة الرئيس الفلسطيني الى موسكو، بقلم : اللواء سمير عباهره

تكتسب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى موسكو اهمية بالغة في ظل الاحداث والتطورات الجارية في المنطقة والإقليم والتي تركت تداعياتها على واقع القضية الفلسطينية خاصة والإقليم عامة وتأثرت بها ايضا بعضا من الدول الاقليمية ودول العالم لما افرزته من متغيرات سياسية. وتأتي هذه الزيارة ايضا في ظل الحراك السياسي الذي تقوم به القيادة الفلسطينية على اثر الحرب المستعرة التي تشنها اسرائيل على الاراضي الفلسطينية وحرب الابادة والمجازر التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني والدمار الذي لحق بالبنية التحتية في المناطق الفلسطينية نتج عنه تسوية المباني والمؤسسات والمستشفيات والمدارس مع الارض في حرب سيبقى التاريخ شاهدا عليها وعلى صلف اسرائيل ووحشيتها وعدوانيتها في هذا القرن الحادي والعشرون وفي ظل صمت دولي وفي ظل غياب المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وغياب مجلس الامن الدولي الذي انبرى في احداث كثيرة متشابهة عندما تعلق الامر بالإضرار بمصالح الغرب الى اصدار قرارات كثيرة تطالب بوضع حد للحروب الا انه وقف عاجزا عن اصدار قرار يجبر اسرائيل على وقف تلك الحرب الظالمة والتي تبدو دوافعها سياسية اكثر منها امنية لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني ووضع العراقيل امام اقامة الدولة الفلسطينية.


تستقبل موسكو الرئيس الفلسطيني في ظل انشغالها بحربها مع اوكرانيا المدعومة من حلف الناتو وتكمن دوافع هذه الحرب في وقف التمدد الروسي الذي عادت اليه قوته العسكرية والسياسية وفي حسابات الغرب فان العودة الروسية بهذه القوة اعتبرته الولايات المتحدة تهديدا لمصالح الغرب.


العلاقة الفلسطينية الروسية تعود جذورها الى زمن الاتحاد السوفياتي الذي شكل دعما للحقوق الوطنية الفلسطينية لكن هذه العلاقة وهذا الدعم تراجع بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واتجاه الوريث الروسي الى تغيير سياسته تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وأدى تفكك الاتحاد السوفياتي الى اختلال التوازن العالمي وبالتالي هيمنة امريكيا على هذا التوازن وبلورة استراتيجية امريكية تنطلق من اجبار دول العالم الثالث على قبول مفاهيمها وبالقوة ان لزم الامر وتحويل المؤسسات الدولية والعالمية الى ادوات لتحقيق ذلك وكانت امريكيا تهدف الى اعادة رسم الخريطة السياسية وربما الخريطة الجغرافية للعالم العربي ومع غياب الاتحاد السوفياتي انذاك انتهت مساحة المناورة امام العرب وادى ذلك الى تدهور مكانة العرب في النسق الدولي وانفراد امريكيا كراعي وحيد في مشاريع التسوية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.


زيارة الرئيس الفلسطيني الى موسكو تأتي في ظروف صعبة تمر بها القضية الفلسطينية حيث بدأت بالحرب التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني مرورا بالحصار الذي تعرضت له السلطة الفلسطينية وانتهاءً بتصريحات نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي برفض اقامة دولة فلسطينية خلافا للاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وبضمانات من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة.


الرئيس الفلسطيني يحمل رسالة الى القيادة الروسية بان تعود القضية الفلسطينية وبقوة في اهتمامات روسيا والإمساك بقوة بالورقة الفلسطينية وهذه الرسالة يجب ان تصل الى دول العالم اجمع وتشكل حالة توازن مع الولايات المتحدة وأوروبا والمطالبة بوقف الحرب الجائرة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني وممارسة الضغوط على اسرائيل للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة. روسيا ايضا لها مصالحها في منطقة الشرق الاوسط وتبقى قوة مؤثرة في السياسة الدولية ومن مصلحتها ان يعم الهدوء وان يستتب الامن وان ينتهي الصراع في هذه المنطقة التي لو استمرت الصراعات فيها فأنها ستتمدد وتأخذ ابعادا اقليمية اخرى كما ان روسيا ايضا مطالبة بالتأكيد على شرعية منظمة التحرير وخاصة ان بعض القوى الاقليمية في المنطقة باتت تعمل على خلق بعض الجيوب هنا وهناك لسحب التمثيل الشرعي الفلسطيني لكن منظمة التحرير الفلسطينية لا زالت وأمام العالم تمتلك شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني وهي صاحبة الحق في التحدث باسم الشعب الفلسطيني وباسم قضيته حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

شاهد أيضاً

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

شفا – تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار في عزل (نفي تيرتسيا) …