12:42 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

أبو لهب في القطاع، بقلم : بديعة النعيمي

أبو لهب في القطاع، بقلم : بديعة النعيمي

أبو لهب في القطاع، بقلم : بديعة النعيمي

نستذكر اليوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يوم وضعهم كفار قريش أمام خيارين إما الموت جوعا أو الارتداد عن دين الإسلام. ولما لم يجدوا أمامهم سوى قوم يتمسكون بدينهم ولا يبالون للدنيا وبهرجتها الخداعة، ما كان من الكفار إلا أن قرروا عزل المسلمين في مكة ومقاطعتهم اقتصاديا واجتماعيا وتجويعهم.

وهنا تضامن بنو هاشم وبنو المطلب مع أبي طالب لما علموا بأمر المقاطعة. إلا واحد، انحاز إلى أولئك العتاة ضد عشيرته وهذا الواحد هو أبو لهب.

فانتقل المسلمون إلى مكان يطلق عليه (شُعب أبي طالب) وهنا مارست قريش جبروتها وطغيانها وحقدها على النبي عليه السلام ومن آمن معه فجوعتهم وضيقت عليهم سبل العيش وقطعت عنهم مقومات الحياة، واستمر الحصار لنحو ثلاث سنوات اضطروا خلالها إلى أكل ورق الشجر والعشب ليسدوا جوعهم. فكانت أصوات بكاء صبيانهم تسمع من وراء الشعب.

فخرجت مجموعة ممن كان لهم وزنهم وجرأتهم ومروءتهم متحدية عتاة قريش وأنهت الحصار والمقاطعة.


غير أن تلك المقاطعة الظالمة التي ظن كفار قريش أنها ستدفع المسلمين للتخلي عن دينهم قد ارتدت على أصحابها.
لأنها كانت قد خدمت الإسلام عندما انتشر خبر الحصار بين قبائل العرب خلال موسم الحج والذي كان وقتها بمثابة الإعلام وما وصلتهم من أخبار تحمل وصبر المسلمين للأذى الذي وقع عليهم من مصائب الموت إلى الجوع.


فما أن انتهى الحصار حتى أقبل الناس على الإسلام وانقلب السحر على الساحر فمن عزمٍ للكفار على قتل نواة الدعوة إلى نموها وتكاثرها رغما عن أنفهم.

واليوم شُعب أبي طالب أعيدت إلى الحياة متمثلة بقطاع غزة وأهلها. فلماذا وقع الاختيار عليهم بالذات دونا عن بقية الشعوب إلا لأنهم جاءوا من ذلك العصر الذي كان المسلم يُعذب حتى الموت ثم يصبر على هذا العذاب ولا يرجع عن دينه.
وها هي أعراس الدم وشلالاته لا تتوقف في القطاع وأهله صابرون..


دمرت البيوت ولا زالوا صابرون.. فقدوا الولد والزوج والعائلة ولا زالوا صابرون، مرابطون. حوصروا ومنع عنهم كل شيء وظلوا على صبرهم وثباتهم فكان لهم في رسول الله وصحابته القدوة الحسنة والمثل الصالح.

وخرج ابو لهب وزوجته بحبل من مسد متمثلا ب “بتسلئيل سموتريتش” المتطرف الحاقد يدعو إلى تجويع القطاع بهدف استعادة الأسرى ومقاطعتهم في شعب غزة، وأهل غزة لا يزحزحهم عن صبرهم حبل سموتريتش ولا دعواته للتجويع.

أيام الشعب وأقصد شعب أبي طالب كان هنالك من يمتلك مروءة العربي الذي خرج فأنهى الحصار أما اليوم فغزة محاصرة بل وتذبح من الوريد إلى الوريد وبمشاركة صهيوعربية من فاقدي المروءة فبئسا لهم ولمن صنعهم ونصبهم علينا وبئسا لصمتنا وخذلاننا وعجزنا.

شاهد أيضاً

تقرير : سلطات الاحتلال تستأنف هدم منازل المقدسيين وتغير القوانين لتسهيل السطو على اراضي الفلسطينيين

تقرير : سلطات الاحتلال تستأنف هدم منازل المقدسيين وتغير القوانين لتسهيل السطو على اراضي الفلسطينيين

شفا – مديحه الأعرج – المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان ، في آب …