من يوقف الكراهية؟ بقلم : ربحي دولة
إن المُتابع لحالة الشارع الفلسطيني هذه الأيام يرى حالة الاحتقان التي تعتري صدور أبناء شعبنا بفعل مجازر الاحتلال المتواصلة بحق هذا الشعب الذي يتعرض وتعرض لعمليات ابادة جماعية على مر العصور .
سكوتٌ دوليٌ وتواطئٌ عربي وعجز شعبي.. كل هذا العوامل قسمت الشارع الفلسطيني إلى فئات مُختلفة مع نفسها وعلى نفسها : انسداد الأفق السياسي وحالة الإحباط التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وخيبة الآمال التي ألمت به نتيجة فشل التسوية السياسية بفعل تنكر دولة الكيان لكافة الاتفاقات وكل القوانين والقرارات الدولية.
بالأمس القريب وفي اليوم العالمي لنصرة الاسرى ونصرة غزة اجتمع ابناء هذا الشعب في كل مدن الضفة الغربية بدعوة من حركة فتح والقوى الوطنية والاسلامية ، ما كان من حضور فعلي أرى أنه باهت لا يليُق بحجم المُعاناة التي يعيشها الاسرى في سجون الاحتلال ولا لحجم الدمار وسفك الدماء الذي تتعرض له غزة وباقي المدن الفلسطينية.
اللافت في الموضوع أن كل مُتضامني العالم يرفعون العلم الفلسطيني انتصاراً لشعبنا أما لدينا فهناك سباق على من يرفع أعلام فصائله كحالة تحدي لبعضنا البعض ، أكاد أجزم بأنك “ترى الكراهية موجودة في عيون البعض أكبر من كره الاحتلال”، وكانه صراع طبقي خُلق داخل المجتمع الفلسطيني .
ان نجاح أي ثورة في العالم يعتمد على مبدأ التحرر الوطني كأولوية قبل التحرر الاجتماعي، وهذا يعني أن يضع الشعب الاحتلال كعدو مركزي ويجب مُحاربته ، فيما يعتبر التحرر الاجتماعي مبدءاً ثانوياً يؤجل إلى ما بعد التحرر وذلك لحاجته الى المواجهة ليشطف الجميع في خندق واحد على اختلاف مشاربهم يصبون غضبهم في وجه المُحتل والذي استطاع من خلال أذرعه الأمنية بث الاشاعات والفُرقة بين ابناء الشعب الواحد.
ومن خلال تعزيز الانقسام الفلسطيني منذ العام ٢٠٠٧ ولغاية اللحظة حيث جُند المحتل جيشٌ من المتعاونين وسخر آلة إعلام قوية هدفها فقط إحداث فجوات بين ابناء الشعب الواحد : تارةً بين أبناء حركة فتح أنفسهم ، بين تنظيم وسلطة وبين ابناء فتح والتنظيمات الاخرى .
هذه الاشاعات وهذه المادة الاعلامية التي أطلقها الاحتلال نجحت في إحداث فجوات كبيرة بين فئات الشعب وصلت إلى أبعد حد وخاصة بعد العدوان الصهيوني على غزة وتباين المواقف والآراء حول كيفية التعامل مع هذا العدوان وآلية الانتصار إلى قطاع غزة الجريح .
كراهية إن استمرت ستُمزق هذا الشعب وستضعفه ويُصبحُ لقمة في فم المحتل والذي أيضاً نجح في تقطيع مدن الضفة الغربية إلى كانتونات .
آن الاوان أن نصحى جميعاً ونُعيد بوصلتنا إلى وجهتها وليكن تناقضنا فقط مع الاحتلال حتى النصر والتحرير وبعدها من حق هذا الشعب أن يُقرر إحداث ثورة اجتماعية إن تطلب الأمر ذلك .