9:49 مساءً / 21 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الجمال الاصطناعي والذكاء المزيف: الوجه القبيح للتكنولوجيا، بقلم : إسلام أشرف عطية

الجمال الاصطناعي والذكاء المزيف: الوجه القبيح للتكنولوجيا، بقلم : إسلام أشرف عطية

الجمال الاصطناعي والذكاء المزيف: الوجه القبيح للتكنولوجيا، بقلم : إسلام أشرف عطية

أشتاق إلى أيام كنا نستطيع فيها بنظرة واحدة التمييز بين الجميل والقبيح، المثقف والجاهل، الطيب والشرير، من لا يفقه شيئًا ومن يعرف كل شيء. أحن إلى زمن قبل انتشار صالونات الحلاقة وقصات الشعر الحديثة للرجال، حيث كنا بنظرة واحدة نعرف السمج من المهذب. أشتاق إلى أيام كانت فيها الأموال لا تسيل في أيدي السفهاء، وكانت المعرفة حكراً على الأذكياء. أحن إلى زمن كانت فيه القوة تُورث، وليست نتاجاً للعلاجات الهرمونية. أشعر بالحنين إلى زمنٍ كان فيه كل فرد يظهر على حقيقته. عندما كنا نتعرف على الناس من خلال شخصياتهم واختياراتهم ومظهرهم الحقيقي، وليس من خلال صورهم المعدلة على وسائل التواصل الاجتماعي وجمالهم المصطنع واختياراتهم المنسوخة. أحن إلى أيام كانت الغلبة فيها لأصحاب الجمال الطبيعي والذكاء الفطري.

من الجشع إلى البطولة: التحول السريع في العالم الافتراضي

في عصرنا، عصر مواقع التواصل الاجتماعى، ومع تطور تقنيات التصوير وتعديل الصور، أصبح من السهل جدًا لأي شخص أن ينتحل صفة «المودل» أو «المثقف» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستخدمًا هاتفًا ذكيًا فقط.
في العالم الافتراضي، قد تجد شخصًا برجوازيًا (مثلاً صاحب مقهى)، همه الوحيد هو الربح ومصلحته الشخصية، يتحول فجأة إلى بطل قومي يدافع عن القضية الفلسطينية. هذا الشخص، الذي لا يعرف عن العالم شيئًا سوى أرقام أرباحه، أصبح بين ليلة وضحاها ناشط في حقوق الإنسان. لأن كل ما يعرفه هذا الجشع هو أن التعاطف مع الفلسطينيين يجمل صورته.

وتجد شخصًا متطرفًا لا يبالي بمعاناة الشعوب الأخرى في العالم، وينكر المجازر التي تُرتكب بحقهم لمجرد أنهم ليسوا على نفس الدين أو من العرق. يدعي الإنسانية ويتضامن مع القضية الفلسطينية، بينما يتهم الغرب بازدواجية المعايير، مما يبرز العبثية التي تسود مواقع التواصل الاجتماعي التي سمحت للأغبياء بالتعبير عن آرائهم.

الواقع المزيف: كيف غيرت التكنولوجيا معايير النجاح والجمال؟

المأساة تكمن في أنهم لم يكتفوا بتزييف المعايير، بل فرضوا علينا معاييرهم الجديدة المزيفة وأصبحت هي الحقيقة، فبات الجمال الاصطناعي أفضل من الجمال الطبيعي، وصاحب الثروة – مهما كان مصدرها – يتفوق على الشخص المجتهد، ومتعاطي الهرمونات أفضل من الرياضي الطبيعي. والمستعرض يغلب صاحب المضمون، ومطاردة اللايكات أهم من الاهتمام بجودة المحتوى. وهكذا صار التزييف هو الطبيعي.

مواقع التواصل الاجتماعي

رغم الفوائد العديدة لمواقع التواصل الاجتماعي، فإنها تحمل في طياتها العديد من السلبيات. من خلال ميزات مثل الصفحات الشخصية والفلاتر، تشجع هذه المواقع على خلق صور غير واقعية للأفراد ومنحهم أهمية تتجاوز قيمتهم الحقيقية. كما أن التركيز على الجانب الكمي للتفاعل الاجتماعي، مثل عدد الإعجابات والتعليقات، أدى إلى تراجع قيمة المحتوى الجيد والتفاعل الهادف بين الأفراد. وهكذا أصبح الجميع يهتم بالحصول على أكبر عدد من الإعجابات، حتى لو كان ذلك عن طريق النفاق أو المتاجرة بالأسرار أو التضحية بالخصوصية. ولهذا الغرض، يستغلون أي وسيلة لجذب الانتباه.

الحل

على الأفراد العمل على تحسين مهاراتهم في التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة والمحتوى المضلل.
يجب على المستخدمين البحث عن مصادر معلومات موثوقة ومتنوعة بدلاً من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي.


يتعين علينا الاعتماد على حدسنا في تقييم الأشخاص، وعدم الانخداع بالمظاهر أو بما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.


على شركات التواصل الاجتماعي تحمل مسؤولية مراقبة المحتوى لمنع التلاعب بالصور والمعلومات.
وعليهم أيضًا إلغاء فكرة اللايكات للتركيز على قيمة المحتوى.


يجب على شركات التواصل العمل على تطوير أدوات تقنية تساعد في الكشف عن الأخبار الكاذبة والمحتوى المزيف والصورة المعدلة لتحسين تجربة المستخدم وزيادة الثقة في المحتوى المنشور.


ينبغي التركيز على إبراز المحتوى الجيد والمفيد للمستخدم وليس المحتوى الذى يتفق مع قناعاته.

شاهد أيضاً

حزب الشعب يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

حزب الشعب يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

شفا – رحب حزب الشعب الفلسطيني بقرار محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرتي اعتقال ضد رئيس …