شفا – تتزايد حالة التأهب في إسرائيل تحسبًا لهجوم محتمل من حزب الله وإيران، رغم عدم اليقين بشأن توقيت حدوثه، ورغم التقديرات المختلفة بشأن توقيت الهجوم، إلا أن تل أبيب لا تزال غير متيقنة بشأن موعد الهجوم، في ظل التحضيرات المستمرة لـ”هجوم فوري قد يحدث في أي لحظة”.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية، مساء الإثنين، أن كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي اقترحوا في عدة اجتماعات، بعضها عقد مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، شن هجوم استباقي على حزب الله.
وتترقب إسرائيل منذ أيام ردود فعل انتقامية من إيران وحزب الله وحماس على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في طهران، الأربعاء الماضي، والقيادي العسكري البارز في الحزب، فؤاد شكر، في بيروت، الثلاثاء.
وذكرت القناة 13 أن الاقتراح تم النظر فيه ولكن لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن من قبل القيادة السياسية؛ ووفقًا لكبار الضباط، فإن الهدف من الاقتراح هو “إرباك العدو، تقويض شعوره بأنه (في إسرائيل) ينتظرون ماذا سيقول”.
وفي حين أفادت القناة بأن المقترح لم يحظ بتوافق جميع القيادات في الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، إلا أنه قُدم من ضباط رفيعي المستوى الذين شددوا على أن “فرص التصعيد في الشمال تتزايد أيضا، لذا من الأفضل أن نبادر”.
في المقابل، أشارت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) في نشرتها المسائية، إلى أن تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل سيستهدف مواقع عسكرية.
ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإنه “من غير المتوقع أن يؤدي الرد إلى حرب، ولكنه سيكون على مستوى أعلى من الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في نيسان/ أبريل الماضي”.
وشددت القناة الرسمية الإسرائيلية على أن تل أبيب “تستعد لرد فوري على الهجوم الإيراني المرتقب”، فيما أشارت إلى “تردد” على المستوى السياسي وكذلك العسكري حول توجيه “ضربة استباقية”.
كما ذكرت “كان 11” أنه بعد تقييم الوضع الليلي الذي أجراه نتنياهو مع كبار المسؤولين الأمنيين، كانت الرسالة هي أن إسرائيل لا تريد حربًا إقليمية، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله: “نحن لا نرغب في حرب شاملة، ولكننا جاهزون تمامًا لصد أي تهديد ومن ثم جباية ثمنه”.
ولفتت القناة إلى أن “الولايات المتحدة تقوم بجهود كبيرة لتجنب تصعيد واسع”. وأفادت بأن الرسالة التي تبثها واشنطن هي أن “الولايات المتحدة تعمل على توفير الحماية بالتعاون مع جيوش المنطقة ضد التهديد الإيراني”.
ورغم أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أبلغ وزراء مجموعة السبع بأن الهجوم المرتقب على إسرائيل قد يحدث خلال 24 إلى 48 ساعة، إلا أن المسؤولين في تل أبيب يؤكدون أن “هناك عدم يقين بشأن توقيت الهجوم، ولكن التحضيرات مستمرة لهجوم فوري قد يحدث في أي لحظة”، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (“واينت”).
وذكر تقرير في “واشنطن بوست” أن إدارة بايدن أبلغت المشرعين في الولايات المتحدة أن الهجوم قد يحدث يوم الإثنين أو الثلاثاء، في حين رجح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أنه قد يحدث الليلة (ليلة الإثنين الثلاثاء).
وبحسب “واينت”، أكملت إسرائيل استعداداتها الدفاعية والهجومية بعد اجتماع أمني عقده نتنياهو مساء أمس واستمر حتى بعد منتصف الليل. وأشار إلى أنه “لم تُعقد أي تقييمات إضافية للوضع اليوم” بمشاركة المستوى السياسي.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه “ليس لدينا مؤشرات واضحة حول موعد الهجوم، لكننا نعتقد أنه سيحدث”؛ فيما عقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، اجتماعًا لتقييم الأوضاع واعتماد خطط لمختلف السيناريوهات مع نائبه ورؤساء الأقسام المختلفة في الجيش.
وتعتبر إسرائيل أن الدعم الأميركي وجهود واشنطن في تشكيل ائتلاف لصد الهجوم أمر بالغ الأهمية، بحسب ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الأمر الذي ينعكس بالأهمية التي أولتها تل أبيب لزيارة قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، الذي وصل إلى إسرائيل الإثنين لتقييم الوضع مع هليفي وغالانت، في زيارة هي التاسعة له إلى إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتهدف لضمان التنسيق الكامل بين قوات التحالف الدولي.
وبحسب “واينت”، ترى الولايات المتحدة أن صد الهجوم على إسرائيل قد يقلل من احتمال اندلاع حرب إقليمية، وتواصل واشنطن نقل الرسائل إلى حلفائها وإيران للحث على ضبط الهجوم.
وذكر التقرير أن قيادة عملية صد الهجوم المتوقع ستدار من غرفة قيادة في إحدى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، على غرار التصدي للهجوم الإيراني في نيسان/ أبريل الماضي.
وأشار إلى أن غالانت أجرى محادثات مع وزراء دفاع بعض الدول الغربية لتعزيز التنسيق وضمان التعاون في التحذير من الهجوم وصدّه؛ إذ تحدث مع نظيره الأميركي، لويد أوستن، ومع وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، ووزير الدفاع الإيطالي، غايدو كروزيتو.
ومن المتوقع أن يجري كذلك محادثات مع وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس؛ وذكر الموقع أنه “يُحتمل أن تكون هناك اتصالات خلف الكواليس مع دول عربية معتدلة” على حد تعبيره.