شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
أطفال غزة.. شموع في ظلام الحرب، بقلم : م. غسان جابر
في ظل الصراعات المتواصلة وأجواء الحرب المخيمة على قطاع غزة، تُعتبر قضية حماية الأطفال إحدى أهم الأولويات الملحة التي يجب أن تلقى اهتماماً كبيراً من قبل السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية.
فهؤلاء الأطفال الأبرياء، الذين لم يختاروا مصيرهم ولا القيود التي تحدّ من حريتهم، هم الضحايا الحقيقيون للنزاعات المسلحة والتوترات السياسية المتفاقمة.
لنتذكر تجربة كوبا في هذا السياق، حيث أصدر الزعيم الراحل فيدل كاسترو “المرسوم الأبيض” لحماية الأطفال والشباب خلال فترة دراستهم. هذا المرسوم منع عمالة الأطفال وألزم الدولة بتوفير احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب وتعليم، كما شدد على ضرورة الحصول على موافقة كتابية من كاسترو شخصياً لتوظيف الأطفال الإناث، مما يعكس التزام الحكومة الكوبية آنذاك بمبادئ حقوق الطفل.
على الرغم من هذه الجهود التشريعية الطيبة، واجهت كوبا بعض التحديات في تنفيذ هذا المرسوم، أبرزها:
1- التأثير السلبي للظروف الاقتصادية الصعبة على قدرة الحكومة لتوفير الموارد اللازمة.
2-صعوبة مراقبة الالتزام بالمرسوم في المناطق النائية.
3- مقاومة بعض الأسر التي قد تفضل إدخال أطفالها سوق العمل.
4-ونقص البنية التحتية التعليمية.
انطلاقاً من هذه التجربة الكوبية، فإن أطفال غزة بحاجة ماسة إلى تشريعات وتدابير فاعلة تضمن حقوقهم الأساسية وتحميهم من ويلات الحرب والعنف المتكرر.
فهؤلاء الأطفال الذين عاشوا طفولتهم تحت وطأة الحصار والقصف المدمر، هم بمثابة شموع في ظلام الحرب، بحاجة إلى برامج متكاملة للرعاية النفسية والاجتماعية وتأمين احتياجاتهم الأساسية من تعليم وصحة وغذاء.
دور السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية هو تحمل مسؤوليتهم في هذا الشأن، وأن تضع قضية حماية الأطفال على رأس أولوياتها، بما في ذلك سن تشريعات حقيقية تحمي هؤلاء الأطفال وتؤمن احتياجاتهم الأساسية.
كما عليهم الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في توفير الدعم اللازم لإعادة إعمار القطاع وتطوير البنية التحتية التعليمية والصحية.
إن أطفال غزة، الذين واجهوا ما لا يطاق من ويلات الحرب والعنف، يستحقون الرعاية والحماية التي كفلها “المرسوم الأبيض” في كوبا.
وعلى السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية أن تبذل قصارى جهودها لتطبيق نهج مماثل يضمن حقوق هؤلاء الأطفال ويحميهم من الظلام المخيم عليهم.
إن مستقبل فلسطين مرهون بمدى اهتمامنا بأطفالها وحرصنا على توفير حياة آمنة وكريمة لهم.
