شفا – شاركت د. منى ابو حمدية في مهرجان اللغة العربية السنوي السابع الذي ينظمه نادي احباب اللغة العربية برئاسة د. عباس مجاهد – رئيس نادي احباب اللغة العربية في الخليل.
حيث تقدمت الدكتورة ابو حمدية بورقة بحثية بعنوان : ” اللغة العربية في الموروث الثقافي الفلسطيني “
تناولت الدراسة مبحثين ، المبحث الاول يقدم سرد للتسلسل الزمني حول التاريخ اللغوي للغة العربية في فلسطين ، فالوجود اللغوي في فلسطين يعود إلى آلاف السنين حيث كانت بلادنا مركزًا حضاريًا وثقافيًا مهمًا.
كما ركزت الدراسة على اهمية اللغة العربية في الموروث الثقافي ، حيث ان اللغة العربية تعتبر ركيزة أساسية في الموروث الفلسطيني، فهي تعبر عن الهوية والثقافة والتراث العربي للشعب الفلسطيني، وتسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي داخل المجتمع الفلسطيني ومع العالم العربي.
ثم تم تسليط الضوء حول المكونات اللغوية للموروث الثقافي فتضمنت : الأدب والشعر والتراث الشفهي والاغاني التراثية والاهازيج والحكاية الشعبية .
و لعل ابرز ما تطرقت له الدراسة في هذا السياق ،ان اللغة العربية بمثابة وسيط ناقل للموروث الثقافي كما ان لها دور كبير في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني ، حيث إنها تساهم في نقل المعرفة والقصص والتراث الشفهي والمكتوب من جيل إلى جيل ، فتاريخ اللغة العربية في فلسطين يمتد لآلاف السنين .
تمت الاشارة في المبحث الثاني الى التحديات التي تواجه اللغة العربية في فلسطين ، ومن ابرزها بشكل عام هي التحولات الجيو – سياسية والاجتماعية بالإضافة الى التحولات العالمية من العولمة والتكنولوجيا الحديثة .
كما وتم تسليط الضوء على الصراع اللغوي ما بين العربية والعبرية فعمل الاحتلال على إضعاف اللغة العربية ومحوها من لسان اصحابها كونها تشكل الذاكرة والوجود للشعب الفلسطيني.
الامر الذي يؤكد ان حرب الابادة على غزة بتداعياتها الجارية انما هي حرب على الهُوية في المقام الاول ، الهدف منها شطب الذاكرة الفلسطينية ومحو الهوية الكنعانية العربية من الوجود ، لقطع اتصال الفلسطيني بجذوره وارثه العريق والعميق و المتجذر في الارض ، فالتمسك بالهوية الفلسطينية يشكل كابوس للعدو على مر الزمان .
وفي مناقشتها للدراسة ، تحدثت ابو حمدية : “ندرك تماما ما فعلته ادوات الاستعمار في فلسطين وان الهيمنة الاستعمارية لا زالت تلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية وسببت اذى كبير في القطاع اللغوي والثقافي ولا سيما الديني والتاريخي ؛ فالاحتلال الاسرائيلي وبشكل يومي يستهدف شتى مجالات حياتنا ومنها الثقافية والحضارية والفكرية ، فصراع العربية مع العبرية قائم وعميق ، ولا مجال للشك هنا بان الهدف من هذه الانتهاكات وبالأخص اللغوية هو السعي لشطب السيادة العربية من المكان واحلال العبرية كبديلٍ لها تعزيزاً لرواية الاحتلال التي تزعم بأحقيتها في ملكية ارض فلسطين .”
واكملت ابو حمدية : “عملت المؤسسة الصهيونية منذ قيام دولة الكيان على احياء اللغة العبرية بين اوساط شتات اليهود القادمين الى فلسطين والذين تم اجبارهم على ترك لغتهم الام واتباع سياسة احادية اللغة ، مدركين الهدف من تعزيز الاهتمام باللغة العبرية باعتبارها لغة الاباء والاجداد ، وان بهذه الخطوة يوجهون ضربة قاسية في جوهر اللغة العربية بفلسطين “.
ثم اضافت ابوحمدية بأن ” الامر الذي يؤكد ان حرب الابادة على غزة بتداعياتها الجارية انما هي حرب على الهُوية ، الهدف منها شطب الذاكرة الفلسطينية ومحو الهوية الكنعانية من الوجود ، لقطع اتصال الفلسطيني بجذوره وارثه العريق والعميق و المتجذر في الارض ، فالتمسك بالهوية الفلسطينية يشكل كابوس للعدو على مر الزمان .”
ثم اكدت الدكتورة ابو حمدية انه : ” بالرغم من سيطرة هذا الغازي على الجغرافيا الفلسطينية بالقوة ، الا انه فشل في اذابة هوية العربي الفلسطيني في المجتمع اليهودي العبري ؛ ويبقى السؤال وبرغم كل هذه المحاولات المتكررة ، كيف لهذا المحتل ان يدخل في صراع بائس بلغته العبرية وليدة الامس مع تاريخ اللغة العربية ، وكيف له بهويته المزيفة وبسرديته المزعومة ، ان يطمس هوية فلسطينية ذات طابع عربي لها من التاريخ والاصالة جذور تضرب اعماق الارض”
يأتي هذا المهرجان السنوي في الوقت الذي تشن فيه منظومة الاحتلال الصهيونية حرب ابادة وتطهير عرقي متواصلة منذ ٣٠٠ يوماً بحق شعبنا في الضفة وغزة دمرت خلالها كل مقومات الحياة.
وبالتالي جاء المهرجان تحت عنوان : (غزة اللغة والأدب والثقافة والتاريخ والأصالة والهوية والوطن) تحت رعاية شركة الأخوين للمواد الغذائية والاستهلاكية ويستمر لمدة يومين في محافظة الخليل ويكمل فعالياته ليوم ثالث في محافظة نابلس يتخلله أوراق وأبحاث لغوية وأدبية ومشاركات شعرية وإطلاق كتب ومعرض فني وتكريم باحثين بمشاركة نخبة من أدباء وعلماء وشعراء وفناني فلسطين.