5:55 صباحًا / 7 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

مشهدٌ غير مبرر ، بقلم : العقيد لؤي ارزيقات

مشهدٌ غير مبرر ، بقلم : لؤي ارزيقات

مشهدٌ غير مبرر ، بقلم : العقيد لؤي ارزيقات

مشهدٌ صادمٌ شاهدناه، وعلى الهواء مباشرة وعبر مقطع فيديو. لم نفهم المشاعر والأحاسيس التي تملّكت من قام بتصويره دون تدخل فيه، أو الأهداف التي سعى لتحقيقها من نشره، حيث ظهرت فيه مجموعة من الأشخاص يهاجمون شاباً بالعصي، وينقضّون عليه بالحجارة، يفترسونه ويضربونه على رأسه بالعصي حتى الموت، في مشهد فجع الجميع، بقدر فجاعته لذوي المغدور عندما تلقوا نبأ وفاته. مشهدٌ صدم الجميع بفعلٍ غير مسبوق، حيث انغمست في قلب من شاهده الغصة والحسرة والألم والوجع، ومما زاد الألم تصوير المشهد والسعي لنشره ونقله على الهواء، بدون أدنى إحساس بهول الموقف وعدم التدخل لمنعه، حيث لم يحرك أحد ساكناً، ودون تدخل من المصور ومن معه، ومن تواجد، و حتى دون طلب المساعدة لوقف هذه الجريمة النكراء.


مشهد لم يكن معهوداً في المجتمع الفلسطيني، بل مخالف لكل القيم والأخلاق وشرف الخصومة، إن كانت هناك خصومة، ومخالف لعادات وتقاليد هذا المجتمع الذي يتداعى شبابه وأطفاله ونساؤه قبل رجاله لفض الشجار، وحل الخلافات بين المواطنين، ومنع الاعتداء على بعضهم البعض.

كيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي نمعن النظر، ونستمتع في تصوير جريمة قتل شاب أمام جمع من الناس دون تدخل؟! لا مبرر لذلك، ولا عذر لمن تواجد في المكان.

لا مبرر لعدم التدخل وحماية شاب يتعرض للقتل بأبشع الطرق والأساليب.

سيسألكم الله عن صمتكم وعدم تدخلكم.

لا مبرر لتجعل التصوير والحصول على الفيديو تحقيقاً للسبق في نقل المشهد الدامي أكثر أهميةً من حماية الأرواح. والأجدر كان أن تترك هاتفك، وتبدأ بفض العراك.

لا مبرر للخوف من التدخل في هذه الحادثة، رغم همجية مرتكبيها حتى وإن تعرضت للضرب أو الاعتداء فأجدادنا علمونا أنّ “الحَجّاز له ثلثا الضربة”، ولا يجازيه أحد.

أين الأخلاق التي تربينا عليها والتي ترفض العنف بأشكاله؟ أين النشأة التي ننشئ عليها أبناءنا والتي تنطلق من ديننا الحنيف، وقرآننا الذي يقول: “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما”؟!

ما الذي غيّر فكرنا، وزرع في داخلنا هذه الثقافة الدخيلة، والتي أصبحت فيها اللقطة والمشهد وجمع الإعجابات

والمتابعين أهم وأعظم من التدخل وحماية الأرواح؟ إنه الهاتف والسوشيال ميديا والبحث عن الشهرة على حساب الدم.

مشهدٌ صادمٌ وغير مستوعب، وغير مبرر أن يصمت كل من تواجد في المكان، وكأنّ على رؤوسهم الطير لا يلتفتون يمنةً أو يسرة.

شاهد أيضاً

مصادر لـ" شفا " : كتيبة طوباس تكشف وتطارد عميل تسبب في اغتيال 5 مقاومين من بينهم نجل زكريا الزبيدي

مصادر لـ” شفا ” : كتيبة طوباس تكشف وتطارد عميل تسبب في اغتيال 5 مقاومين من بينهم نجل زكريا الزبيدي

شفا – كشفت مصادر أمنية خاصة لـ” وكالة شفا ” ان مسلحي كتيبة طوباس التابعة …