إسرائيل تقتل الإنسانية وحرّاسها في غزة، بقلم : نيفين عبدالهادي
عندما تنتهك الإنسانية وحرّاسها ومن يسعى لحمايتها، والساعين لتحقيقها، هي جريمة حرب، واستهتار كامل بالقوانين الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان وحقوق الحياة الطبيعية، وهو ما تصر إسرائيل على اقترافه بشكل يومي على أهلنا في غزة، فلم تكتف بجرائمها بحق الأهل في غزة، إنما تجاوزت ذلك بقصف مراكز الإيواء التابعة للمنظمات الإنسانية والإغاثية وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وكذلك استهداف موظفي هذه المنظمات التي تعمل لحماية الإنسانية وإغاثة المواطنين.
أمس الأول، قصفت إسرائيل مدرسة “الرازي” التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بمخيم النصيرات في قطاع غزة، وسبق ذلك بساعات الاستهداف الإسرائيلي المُمنهج للأونروا ومبانيها ومراكز الإيواء التابعة لها، بما فيها المقر الرئيسي للوكالة في غزة، وغيرها بالطبع من جرائم عديدة تستهدف “الأونروا” في سعي واضح لإلغاء دورها المحوري والأساسي في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني وفقاً لتكليفها الأممي، جرائم باتت يومية دون أن يرمش لإسرائيل جفن إنسانية أو مراعاة للقوانين الدولية، رامية بعرض حائط التجاهل والتهميش كل القرارات والدعوات لوقف هذه الجرائم، والابتعاد عن قصف المدنيين وكذلك الأونروا التي تعدّ عنوانا لحماية الإنسانية في قطاع غزة.
بصوت مرتفع يجاهر به الأردن، أكد أن ما تقوم به إسرائيل تحد صارخ للقانون الدولي، واستمرار منها في استهداف المدنيين والمنشآت الإغاثية والدولية بشكل ممنهج، وإن استمرار إسرائيل بارتكاب جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، واستهداف مقار ومنشآت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية يعكس استهتارها المستمر بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وبالإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب.
ولم يخف الأردن حقيقة أن ما تقوم به إسرائيل من استهداف مُمنهج لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومبانيها ومراكز الإيواء التابعة لها، بما فيها المقر الرئيسي للوكالة في غزة، هو محاولة لإلغاء دورها المحوري والأساسي في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، كما لم يخف الأردن ورسميا أن كل ما يحدث في استمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهداف المدنيين ومقار المنظمات الإغاثية والعاملين فيها، يحدث وسط صمت دولي وهذا يشجعها على الاستمرار في ذلك، جراء غياب إجراءات حقيقية وفاعلة توقف هذه الانتهاكات وتحاسب المسؤولين عنها.
في هذا الإصرار الإسرائيلي على استهداف الأونروا وغيرها من منظمات الإغاثة الدولية يجب أن يتوقف، وذلك لن يحدث إلا من خلال اتخاذ خطوات فورية وحازمة وحاسمة من المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، لوقف هذه الجرائم وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين والمنشآت الإغاثية التي تقدم الدعم الحيوي للأشقاء الفلسطينيين، ليس هذا فحسب إنما بضرورة تمكين هذه المنظمات والهيئات وخاصة الأونروا للقيام بدورها الإنساني الكبير في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للأشقاء الفلسطينيين.
دون ذلك ستبقى إسرائيل تقتل أي نبض حياة في غزة، أو أي شيء يمكن أن يغذي هذا النبض، ففي كل يوم بتنا نفتح أعيننا على جريمة ومجزرة تستهدف مركز إيواء أو عاملين بمنظمات ومؤسسات الإغاثة في غزة، بمزيد من العنف والإجرام، غير مكترثة لأي قوانين أو إدانات أو قرارات دولية، واضعة كل هذا خلف ظهرها وماضية بجرائمها، ما يجعل من المطلب الأردني بضرورة التدخل الدولي الفوري لوقف هذه الجرائم أمرا هاما، وضرورة لا تحتمل التأجيل.