التحديث الصيني النمط يعزز رفاهية الصين والعالم العربي بشكل مشترك، بقلم : باي يوي
في 15 يوليو الجاري، افتتحت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين. ستركز الجلسة على دراسة تعميق الإصلاح بشكل شامل، وتعزيز التحديث الصيني النمط، وتحديد الترتيبات العامة لتعميق الإصلاح حول التحديث الصيني النمط.
ان التحديث هو عملية مستمرة. ومع التطور السريع للاقتصاد الصيني وزيادة تأثيره الدولي، حظي نموذج التحديث الصيني النمط وأفكاره باهتمام واسع في جميع أنحاء العالم.
وقال عزت سعد، مدير لجنة الشؤون الخارجية المصرية: “الصين لا تعتمد على التوسع والنهب، ولا تعتمد على الاستغلال، بل سلكت في طريق التنمية السلمية”.
يعزز التحديث الصيني رفاهية الشعبين الصيني العربي ، ويدفع نحو بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والعالم العربي.
باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، تسعى الصين ليس فقط لتحقيق التنمية الذاتية، بل تشارك أيضًا تجاربها التنموية القيمة مع الدول الأخرى من خلال مبادرة “الحزام والطريق”. وقد استفادت الدول العربية بشكل كبير من هذه المبادرة.
تشير البيانات المتاحة إلى أن الصين والدول العربية كشركاء طبيعيين في بناء “الحزام والطريق”، قاموا بتنفيذ أكثر من 200 مشروع تعاون كبير في إطار هذا البناء، مما أتاح إقامة مجموعة من مشاريع البنية التحتية مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومصفاة ينبع في السعودية، والمرحلة الثانية من محطة الحاويات في ميناء خليفة بأبوظبي، والطريق السريع الشرقي والغربي في الجزائر. وقد استفاد من نتائج التعاون هذه نحو مليارين شخص في كلا الجانبين.
وأشار الباحث اللبناني وأستاذ مركز دراسات شرق آسيا بجامعة تشجيانغ للتجارة، عدنان سعيد، إلى أن الصين تسرع في دفع تطوير قوى إنتاجية جديدة النوعية، وأكد على دور الصين في مساعدة الدول العربية على بناء البنية التحتية المتقدمة. واعتبر أن طرح مفهوم قوى إنتاجية جديدة النوعية يجلب الأمل للدول النامية الأخرى، لأن تجربة التنمية على النمط الصيني تحمل أهمية كبيرة للاستفادة منها.
خلال السنوات العشر الماضية، تسارعت وتيرة التبادلات بين الصين والدول العربية، وازداد التبادل التجاري بشكل ملحوظ. اليوم، في الدول العربية، تحظى المنتجات الصينية مثل الهواتف الذكية والسيارات للطاقة الجديدة بشعبية كبيرة بين المستهلكين، وتزدهر مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية. أصبح تعلّم اللغة الصينية موجة متواصلة من الاهتمام. في الصين، يتزايد عدد الوجوه العربية التي تأتي للتعلّم والتجارة والبحث عن فرص التعاون في مختلف المجالات، وكثير منهم يعتبرون الصين وطنهم الثاني.
وراء هذا الواقع، تقف الصين بثبات، ملتزمة بمواقفها الصادقة والمتساوية والودية، داعمة لجهود الدول العربية في الحفاظ على سيادتها الوطنية وكرامتها القومية، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ودون إضافة أي شروط سياسية، ودون السعي لتحقيق أي مصالح سياسية خاصة. وقد حققت الصين إنجازات كبيرة في التحديث على الطراز الصيني، مما جعل الدول العربية التي تسعى جاهدة لتنويع اقتصادها تتطلع إلى التعلم من التجربة الصينية، وتعتقد أن التعاون مع الصين سيجلب لها المزيد من الفرص التنموية.
وراء هذا الواقع، تواصل الصين توسيع مستوى الانفتاح الخارجي عالي المستوى، وتعزيز البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” بجودة عالية مع الدول العربية، والعمل معًا على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وإجراء تعاون عملي في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة والبنية التحتية والزراعة والتكنولوجيا المتقدمة، مما يحقق تقدمًا وتنمية مشتركة، ويجلب فوائد ملموسة لشعوب الدول العربية. وكما قال خبير الشؤون الصينية السعودي عبد العزيز الشباني، فإن الصين كانت دائمًا صديقًا صادقًا وموثوقًا للدول العربية.
يُظهر التحديث الصيني الذي يهدف إلى تحقيق الرخاء المشترك لجميع الناس أهمية عالمية. يدفع التحديث الصيني النمط لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، مما يجلب فرصًا للدول العربية لتعزيز التحديث الخاص بها.وبما أن التاريخ والثقافة يختلف من بلد إلى آخر، كذلك تختلف وتيرة التنمية.
ولذلك تظهر التجربة الناجحة للتحديث الصيني النمط أن كل دولة تحتاج إلى إيجاد مسار تنموي يناسب ظروفها الوطنية.
- – باي يوي – إعلامي صيني