3:13 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

مجزرة خان يونس تكشف القطبة المخفية في ازمة الكيان الصهيوني، بقلم : د. عابد الزريعي

مجزرة خان يونس تكشف القطبة المخفية في ازمة الكيان الصهيوني، بقلم : د. عابد الزريعي

مجزرة خان يونس تكشف القطبة المخفية في ازمة الكيان الصهيوني، بقلم : د. عابد الزريعي

جاءت المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في منطقة المواصي بخان يونس، في ظل مفاوضات متعثرة، حيث تطالب المقاومة الفلسطينية بشكل أساسي بوقف الحرب العدوانية، بالتساوق مع مجموعة شروط أساسية، بينما يحاول العدو الصهيوني تصعيد سلم شروطه، والتملص من اية التزامات تتعلق بقرار واضح لوقف العدوان. كما انها تأتي في اليوم الثاني مباشرة لتصريح الرئيس بايدن بانه مصر على إنجاح خطته لوقف الحرب.

هذه المسألة توحي للوهلة الأولى ان العدو بات يقف في الموقع المريح الذي يسمح له بالتحكم في مسار الاحداث، وفرض ما يريد من شروط، بدليل عدم استعجاله وقف الحرب من ناحية، وتماديه في ارتكاب الجرائم من ناحية ثانية، وامتلاكه لمساحه واسعه للتحرك بعيدا عن الإدارة الامريكية من ناحية ثالثة، بدليل ان المجزة كانت بمثابة الرد الضمني على ما ابداه الرئيس بايدن من ثقة. لكن تفاصيل المشهد تنضوي على ما يغاير هذا الاستنتاج، وتقود الى استنتاج اخر مفاده ان العدو بات عالقا، بين نقطة اخذ قرار بوقف العدوان، او الاستمرار في الحرب، وفي هذه النقطة تحديدا يكمن المأزق الذي يعانيه، والمتمثل في صيغة القرار الذي يتحتم عليه اتخاذه.

وهذه المسألة لا ترتبط برغبة نتنياهو فقط، على الرغم من ان الاهواء الشخصية، تلعب دورا مؤثرا في ذلك. يتلخص مازق الكيان المشار اليه في مسألة جوهرية، تعرفها مجموعة قبضة اليد التي تدير الكيان الان جيدا، مفادها ان الديناميات التي اوجدتها وأطلقتها معركة طوفان الأقصى باتت قادرة على تخليق ذاتها وممارسة فعلها، سواء في ظل الحرب، او بعد وقف العدوان. بل انها تحمل من الطاقة الذاتية التي تسمح لها بالاشتغال بمستوى أعمق في ظل وقف العدوان، كما انها قادرة على التراكم في ظل استمراره.

قرار وقف العدوان بالنسبة للكيان ارتباطا بعملية التفاوض الجارية، تعني امساك المقاومة بمقود اليوم الثاني للحرب، سياسيا وعسكريا، وبالنتيجة فان إدارة عملية تفعيل ديناميات معركة طوفان الأقصى ستستمر تحت اشرافها، بما يعنيه ذلك من مراكمة إنجازاتها الى حدود كبرى، تمثل تهديدا وجوديا بالنسبة له.

على ضوء ذلك اختار الاشتغال على ما يعتبره اهون الشرين، وهو الاستمرار في العدوان، على أساس تجنب المواجهة المباشرة مع المقاومة، وإخراجها من القتال بلا قتال، من خلال التركيز على استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم، بهدف تعظيم الكلفة والضغط الإنساني على قيادة المقاومة الى الحدود القصوى، وتعقيد الظروف الحياتية على الناس بما يسمح بانقلاب حاضنة المقاومة الشعبية عليها، وبما يترتب على ذلك من خروج المقاومة من المعركة سياسيا وعسكريا.

وإذا تحقق له ذلك فان الديناميات المشار اليها، سيتم محاصرتها على المستوى الخارجي، بمساهمة أطراف إقليمية ودولية وفلسطينية، بما يوفر الوقت والمناخ الذي يسمح بمحاصرتها على الصعيد الداخلي. وقد جاءت مجزرة خان يونس في هذا السياق الامر الذي يعني انها لن تكون الأخيرة. لكن هذا المنحى الذي اختاره العدو تواجهه عقبتين رئيسيتين هما:


أولا: الصمود العسكري للمقاومة، بات حقيقة واقعة، عززت من ثقة الجماهير الفلسطينية بها وبقدراتها، التي تعززت أيضا بالدور الفاعل الذي باتت تلعبه مواقع الاسناد العسكري في لبنان واليمن والعراق.


ثانيا: ان الحالة الجماهيرية ورغم كل الاوجاع والدماء والتضحيات تجاوزت في كتلتها العامة النقطة التي تسمح للعدو بكسر ارادتها، بدليل، حسم العائلات والعشائر الفلسطينية موقفها بشكل قاطع الى جانب المقاومة، والرفض الجماهيري الجماعي لطلب العدو لأهالي غزة بترك بيوتهم استجابة لنداء المقاومة.


على ضوء ذلك سيبقى العدو عالقا في مأزقه، سواء اختار تكتيك المجزة او ذهب باتجاه وقف العدوان، وستبقى ديناميات وانجازات معركة طوفان الأقصى فاعلة ومفعله، وسيجبر العدو في نهاية المطاف ان يسقط عن الشجرة التي يتعلق بها املا في النجاة.

  • – د. عابد الزريعي – مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …