شفا -أحيت هيئة التوجيه السياسي والوطني أمس ذكرى يوم الكرامة الذي يصادف في 21 آذار من كل عام، وسط حضور كبير لضباط وعناصر كافة اذرع المؤسسة الأمنية، وذلك في قاعة القصور في رام الله.
وألقى كلمة الافتتاح اللواء/ عدنان ضميري المفوض السياسي العام الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الذي أكد فيها على معاني هذه المناسبة، باعتبارها يوماً مجيداً من أيام الفلسطينيين والعرب، وان احياءها يأتي للتأكيد على أن الأمن الفلسطيني هو امتداد لإرث نضالي سجل من سبقوهم فيه البطولات والانتصارات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتي كانت الكرامة أهم محطاتها وعنواناً لقدرة المقاتل الفلسطيني والعربي في القتال والصمود وصناعة الانتصار أمام قوة إسرائيل التي كان يقال عنها في ذلك الوقت أنها القوة التي لا تقهر بعد أن تمكنت خلال أيام قليلة من هزيمة الجيوش العربية في عام 1967.
وتطرق اللواء الضميري إلى الوضع الراهن مؤكداً أن الشعب الفلسطيني له عدو واحد يسلب أرضه ويحاول قهره ويمنعه من التحرر الوطني وهو الاحتلال الإسرائيلي وان أي انحراف في البوصلة لن يكون مشدداً على ضرورة استجابة حماس للإجماع الوطني بالتجاوب مع جهود المصالحة التي تسعى إليها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس، منوها إلى الواقع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة والذي يتحمل الاحتلال المسؤولية الأولى في خلق هذا الواقع المأساوي مع عدم تبرئة من خطفوا غزة ويصرون على استمرار الانقسام خدمة لأهدافهم الخاصة التي ترجمت عبر ثروات طائلة وممالك مؤكدا انه لا دولة ولا سلام من دون غزة كما انه لا دولة ولا سلام من دون القدس.
واختتم اللواء الضميري كلمته بالإشادة بقوى الأمن الفلسطينية التي تشكل امتداداً طبيعياً لقوات العاصفة وقوات منظمة التحرير التي قاتلت وانتصرت بالكرامة مشيداً بانضباطهم والتزامهم وتضحياتهم الكبيرة التي تشير إلى أن أكثر من نصف الشهداء في الانتفاضة الثانية كانوا من قوى الأمن الوطني.
والقي أيمن عودة احد قيادات فلسطينيي 48 كلمة بهذه المناسبة أكد خلالها وحدة الشعب الفلسطيني أينما وجد، باعتباره شعباً واحداً تشتت في بقاع الأرض لكن تجمعه وطنيته الفلسطينية وانتماؤه لفلسطين.
وأكد عودة أن الفلسطينيين في مناطق 48 يناضلون في إطار الوضع القائم باعتبارهم مواطنين، ولهم تأثير على السياسة الإسرائيلية انطلاقا من قوة حضورهم التي تشكل 18 في المائة من عدد سكان إسرائيل وهو ما يساهم في قدرتهم على دعم أبناء شعب فلسطين في مناطق 1967 على التحرر ونيل حقهم في الدولة والاستقلال وفي نفس الوقت حماية الوجود العربي في مناطق عام 1948 والتصدي لأي إجراءات تمس حقوقهم وخاصة استهداف أراضيهم.
وتحدث خلال الاحتفال محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ممثلا عن السيد الرئيس محمود عباس الذي أعرب عن اعتزازه بإحياء هذه الذكرى المجيدة التي تحمل الكثير من المعاني وأهمها روح الإيثار التي تمتعت بها القيادة الفلسطينية في معركة الكرامة والتي فضلت جميعها أن تبقى في ارض المعركة مع أن المصلحة الوطنية كانت تقتضي خروج عدد من القادة حتى تتم المحافظة على الثورة.
وأكد العالول أن معركة الكرامة لم تكن حدثا عاديا في عمر القضية الفلسطينية أو عمر المنطقة بأسرها فهي أكدت أولاً على التلاحم الفلسطيني الأردني على ارض المعركة وأحيت آمال الأمة بانتصارها بعد الإحباط العظيم الذي أصابها نتيجة هزيمة الجيوش العربية خلال ساعات وأيام في حزيران 1967.
واعتبر العالول أن معركة الكرامة كانت الانطلاقة الثانية لحركة فتح بعد انطلاقة 1965 حيث أنها جعلت من معركة فتح التي خاضت المعركة وصنعت الانتصار ملهماً لكل أحرار الأمة للالتحاق بالعمل الفدائي فالتحق بها طوفان من المناضلين على مستوى الأمة مما عزز وجذر حضورها النضالي على كافة المستويات.
واختتم العالول كلمته بالتأكيد على أن ارتباط يوم الكرامة بمناسبة يوم الأرض يفرض أن نتواصل في صيانة ارث الشهداء ونستمر في البذل والعطاء والتضحية لان الكرامة وكل ثورات وهبات وانتفاضات شعبنا أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الشعب الفلسطيني العظيم سينتصر طال الزمان أم قصر.
وحضر الاحتفال وفد من البعثة الطبية الأردنية وأيوب عليان مدير تربية رام الله واللواء جهاد الجيوسي والعميد خليل النقيب .
واختتم الحفل بوصلة فنية تراثية قدمتها فرقة صمود للفنون الشعبية واشرف على إعداد المناسبة العلاقات العامة والعمل الجماهيري في التوجيه السياسي وقاد عرافة الحفل يوسف الحوت.