شفا – حذر رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تامير هايمان، من أن الحرب الشاملة في الشمال (الحدود الفلسطينية اللبنانية) لن تشبه أي أحداث سابقة عاشتها الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وقال “هايمان”؛ وهو شخصية عسكرية برتبة “لواء” في قوات الاحتياط بجيش الاحتلال، إنه يجب فهم التحديات التي ستكون في حرب كهذه قبل الخروج لها.
ودعا، تل أبيب إلى “الاستفادة” من الدروس المستخلصة من الحرب الحالية مع قطاع غزة؛ كالعزلة الدولية والخشية من انعدام الدعم الأمريكي.
واستطرد: “والأهم من ذلك يجب تعريف وضع نهاية الحرب، وهذا أكبر خطأ ارتكبه الجيش في حرب غزة، حيث يجب وضع آلية إنهاء الحرب قبل الذهاب إليها”.
ونوه إلى أن صورة الاحتلال الإسرائيلي في العالم على أنها قوة عسكرية قادرة على الابتكار والتفكير بدأت تهتز، والاحتلال يواجه الآن خطر انعزال دولي واسع.
وأشار إلى أن هناك أمورا داخلية لدى الاحتلال قد تؤدي لأزمة في القيادة، حيث هناك انتقادات من الجنود النظاميين على قادة الأركان في الجيش، وكذلك تعب لدى قوات الاحتياط وعائلاتهم ومشغليهم، إضافة للحكومة الحالية التي لا تتمتع بدعم من كافة مكونات الجمهور الإسرائيلي.
ويرى رئيس معهد دراسات الأمن القومي، أن جيش الاحتلال لا يستطيع القتال على جبهتين مختلفتين وهما غزة ولبنان في آن واحد.
وشدد: “يجب التركيز على القتال في جبهة واحدة ووقف الحرب في الجبهة الأخرى بإحدى هاتين الطريقتين، إما إعادة تجنيد أعداد كبيرة من قوات الاحتياط وإعادتهم لقطاع غزة والسيطرة عليها عسكرياً”.
وبيّن أن الطريقة الثانية تأتي عبر وقف الحرب في القطاع والقول إن الإنجاز الكبير الذي تحقق هو إزالة تهديد الاقتحام الواسع مجدداً لمستوطنات الجنوب (غلاف غزة)، والتصريح بأن هذا الإنجاز كافٍ، تزامناً مع العمل على التوصل لصفقة تشمل الإفراج عن الأسرى في غزة.
وختم هايمان مقاله الذي تناول في الأوضاع على الجبهة الشمالية مع لبنان: “إن كانت الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على القبول بأحد الخيارين السابقين، فذلك يعني بأنه لا يجب عليها اتخاذ قرار بالذهاب للحرب على الجبهة الشمالية، وفي هذه المعطيات فإن استمرار حرب الاستنزاف مع حزب الله دون الوصول لحرب واسعة هو البديل الأقل سوءاً”.