شفا – تطارد قصص المعاناة والمآسي المواطنين في قطاع غزة، إذ تكاد لا تخلو عائلة من إحدى هذه القصص التي تتضاعف كلما استمر العدوان المتواصل منذ 271 يوماً.
هذه المعاناة، رصدها تقرير أممي بأن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى أيلول/ سبتمبر 2024.
يضاف إلى ذلك، حاجة أكثر من 25 ألف مريض وجريح للعلاج خارج قطاع غزة الذي يعاني من انهيار شبه تمام للمنظومة الصحية.
أحد هؤلاء، المواطن سهيل الأشهب (60 عاما) النازح في أحد المخيمات، الذي أصيب قبل نحو أربعة أشهر بعد استهدافه هو ونجله بالرصاص من قبل طائرة كواد كابتر التابعة لجيش الاحتلال أثناء بحثهما عن الأكل والشراب لعائلتهما.
استشهد نجله على الفور، وأصيب سهيل بعدة إصابات في الأمعاء والأقدام اضطرته للخضوع لعدة عمليات أجرتها له وفود طبية دولية تمكنت من دخول قطاع غزة.
مكث الأشهب في المسشفى لنحو 40 يوما، وسبب انهيار المنظومة الصحية وعدم قدرة المستشفيات على توفير العلاج له، اضطر للمغادرة دون الحصول على المتابعة الطبية الحثيثة التي كان بحاجة إليها.
ويقول في حديثه لفضائية فلسطين، إنه كان يضطر للمبيت في ممرات مستشفى شهداء الأقصى، دون الحصول على أي علاج، أو دواء.
ويضيف، أن الأطباء أوضحوا له أن بحاجة لاستكمال علاجه خارج قطاع غزة، بسبب عدم توفره في القطاع.
فقد سهيل الذي يتحدث بصعوبة بالغة، نحو 40 كيلو غرام منذ إصابته، ليصبح وزنه لا يتجاوز الـ30 كيلو غرام، بسبب إصابته بالأمعاء، ليتحول إلى أشبه بالهيكل العظمي.
تعاني زوجته في توفير القطن والأدوات البسيطة للتخفيف من الأوجاع التي يعانيها زوجها الذي لا يغادر سريره المركون أمام خيمته.
لا تطلب زوجته التي تندب حالها وحالة عائلتها الكارثية أكثر من العلاج لزوجها الذي كان المعيل الوحيد للعائلة.
يذكر أن الأوضاع الإنسانية ومعاناة المواطنين في قطاع غزة تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم، نتيجة استمرار قوات الاحتلال بإغلاق المعابر ووقف تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، وحرمان آلاف المرضى والمصابين من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
وفي 7 أيار/ مايو الماضي، احتلت قوات الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي ما أدى إلى توقف تدفق المساعدات إلى القطاع وسفر الجرحى والمرضى إلى الخارج لتلقي العلاج، وفاقم من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تحديدا في الشمال بعد أن استنزف المواطنون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات.
وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 37953 ، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 87266، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.