تأثير الدراسة في الخارج على الطالب الفلسطيني، بقلم : الباحث توفيق يوسف زيود
الدراسة في الخارج يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الطالب الفلسطيني من عدة جوانب، تشمل الأكاديمية والشخصية والاجتماعية. دائما يطمح الطالب الفلسطيني في الحصول على فرصة لتلقي تعليم عالي الجودة في جامعات ومؤسسات تعليمية معترف بها عالميًا. كما يبحث دائما عن دراسة تخصصات قد لا تكون متاحة في الجامعات المحلية لتتيح لهم الفرصة للمشاركة في أبحاث ومشاريع علمية متقدمة ولتوفير فرصه اقوى في سوق العمل الفلسطيني
ولكن هل يكون لها تأثيرا اخر؟ رغم كل الصعوبات التي يعيشها الطلاب من عيشهم بعيدًا عن أسرهم، وانخراطهم بمجتمعات متعددة مختلفة ثقافيا ودينيا وكذلك الوضع الفلسطيني الحالي الغير مستقر اقتصاديا يعزز صعوبات جمه في توفير تكاليف الدراسة والمعيشة في الخارج، مما يشكل عبئًا ماليًا على الطلاب وأسرهم ومن الظرف السياسية هناك عدد كبير من الطلاب العالقين الغير قادرين على العودة الى وطنهم فلسطين مما يعزز الشعور بالغربة والحنين إلى الوطن ولكن هل يؤثر ذلك على حياتهم العلمية؟ او الاجتماعية؟ او انتمائهم الوطني بعودتهم الى وطنهم؟
تزاحمت الاسئلة ولابد من الإجابة.
الطالب الفلسطيني له تاريخ طويل ومعقد يعكس الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بها فلسطين وما اريد قوله هنا ان هذه الظروف التي يعيشها الطالب الفلسطيني لم تبدا في هذه الاشهر بل بدات من الفترة العثمانية (قبل 1917) خيث كان التعلم محدودًا ومعظم المدارس كانت تدار من قبل المؤسسات الدينية ومن ثم الانتداب البريطاني (1917-1948) لم تكن هناك جامعة فلسطينية رسمية حتى تلك الفترة. وايضا نكبة 1948 حيث العديد من الطلاب الفلسطينيين لجأوا إلى الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان وسوريا، حيث بدأوا بإكمال دراستهم هناك. وفي الانتفاضة الأولى (1987-1993) كذلك أثرت الانتفاضة الأولى على التعليم بسبب الإضرابات والإغلاق المتكرر للمدارس والجامعات وتليها الانتفاضة الثانية ومن ثم الاجتياحت وثم جائحة كورونا ومن ثم الاضرابات المستمره بسبب ازمة الرواتب وصولا الى مانحن علية.
لا ادري بسبب هذه الظروف ام لغيرها اصبح الطالب الفلسطيني عنوانا للتميز و النجاح حيث يمتاز بالثقة بالنفس واصبح يتعامل مع بيئات وثقافات جديدة والتعرف على طرق حياة جديدة، مما يوسع من آفاقهم الثقافية والاجتماعية. حيث شهد عدد كبير منهم في بناء شبكة من العلاقات الدولية التي يمكن أن تكون مفيدة على المستوى الشخصي والمهني في المستقبل. حيث اصبح الطالب الفلسطيني اجدر بإثبات ما قاله الفيلسوف الألماني نيتشه: “ما لا يقتلك يجعلك أقوى”. كل تحدٍ واجهه طلابنا في الغربة، عزز من قوتهم وقدرتهم على التكيف والابتكار.
وختاما الدراسة في الخارج تمثل فرصة ثمينة للتطور الأكاديمي والشخصي، لكنها تتطلب قدرة على التكيف مع التحديات المختلفة التي قد يواجهها الطلاب.
- – الباحث توفيق يوسف زيود