الشعور بأنكم ضحية هو إحساس يمكن أن يلازمكم لوقت طويل ويسبب لكم إعاقات كثيرة في حياتكم. إنه الإحساس بأنكم تعرضتم لأذى فعليّ، مثل الأذى الجسدي أو المعنوي، أو أن أن ظروفاً معينة تحيط بكم وتؤذيكم.
نكتسب عقلية الضحية إذا تعرّضنا لتجارب سيئة أو إذا وقعنا تحت تأثير الكلام الذي نكرره لأنفسنا كرد فعل على هذه التجارب أو إذا خضعنا لتأثير الكلام الذي تسمعه من الآخرين تعليقاً على هذه التجارب.
غالباً من يجني الشخص الذي يفكّر انطلاقاً من عقلية الضحية منافع معينة منها مثل جذب انتباه الآخرين والحصول على رعايتهم، تجنّب القيام بخطوات نحو الحل، وعدم تحمل المسؤولية…
يلقي من يمتلك عقلية الضحية اللوم على التوتر لأنه لا يتحكم بإنفعالاته، على المغريات الكثيرة لأن وزنه زائد، على قلة الوقت لأنه لا يمارس الرياضة، على ازدحام السير لأنه يصل متأخراً، على أهله لأنه لم يكمل دراسته، على أولاده لأنه لا يهتم بنفسه وعلى ظروفه لأنه لم يحقق حلمه الكبير.
لا تستسلموا للشفقة على ذاتكم فالشخص الوحيد الذي تستطيعون التحكم به هو أنتم. الشعور كضحية، والتحدث كضحية والتصرف كضحية سيكلفكم غالياً جداً فتخسرون الأصدقاء وتؤثرون سلباً على مرح وفرح الحياة في عائلتكم، وتخسرون حريتكم لأنكم تقيّدون أنفسكم بظروف وأشخاص لا تستطيعون التحكم بهم. ابحثوا عن خطوات إيجابية تخرجكم من هذا الوضع. سامحوا من أساء إليكم. إنها الخطوة الأهم في مسيرة التخلص من عقلية الضحية. اعلموا أنه في كل لحظة من حياتكم أنتم تملكون الخيار.
الأحداث والظروف الصعبة جزء طبيعي من حياة كل شخص، المهم هو كيف نتصرف في هذه الظروف، هل نستسلم ونكون ضحايا أو نتحرك للأمام ونكون مسؤولين عن حياتنا لنحقق أهدافنا وننجح؟