وزارة صناعة … بريق للأمل، بقلم : شحدة الخياط
شاءت إرادة الله ان كل ما يحدث معنا فيه حكمة ولنا فيه موعظة وهو فرصة لمراجعة الكثير من الأمور لعلنا نستفيد من مرارة التجربة ونتعلم من دروس اليوم للمستقبل.
اترك الحديث عن الحرب والسياسة لأهلها ولست منهم . وعملي اليوم موزع لمنتجات شركات فلسطينية تنتج مواد غذائية، واتلقى يوميا عشرات طلبات التوظيف من شباب فقدوا أعمالهم في الداخل المحتل والتي كانت بمثابة فرصة وعليهم اغتنامها، وعلى ظنهم بأنها دائمة.
هذا الواقع الأليم ذكرني بعمال مصنع والدي الشهير في صناعة الأحذية والذين فقدوا مصدر رزقهم كما فقده والدي يوم اضطر الى اغلاق مصنعه.
من متابعتي لما جرى بعد الحرب وخنق إسرائيل لعمالنا اضافة الى ما يعانيه قطاع الصناعة لدينا من اهمال ومنافسة قوية وتراجع في الانتاج، اكتشفت اننا بأيدنا قد ساهمنا في خلق واقع جعلنا غير قادرين على استيعاب ولو عامل واحد منهم لأننا ببساطة لم نستعد لهذا اليوم .
تخيلت لو ان مصنع والدي عاد اليوم ليفتح ابوابه ربما يستوعب عشرات من هؤلاء العمال. فما بالنا بفتح عشرات المصانع التي توقفت عن العمل .
تخيلت لو اننا كمستهلكين امتنعنا عن شراء المنتجات الغير فلسطينية انا شخصيا سيزيد الطلب عندي وسأوظف عمالا آخرين والشركات الفلسطينية التي اتولى انا وغيري توزيع منتجاتها اذا تضاعف الطلب على منتجاتها سيتضاعف عدد عمالها .
ربما ان الأوان ان نراجع ثقافتنا الاستهلاكية والتنبه الى أهمية خلق فرص عمل من خلال دعم المنتج الوطني والتعامل مع قضية دعم المنتج الوطني على انها واجب وليس تفضل.
يجب ان نعلم ان إعطاء المنتج الوطني فرصة يعني إعطاء ابناءنا فرص عمل.
لذلك علينا عمل كل ما بوسعنا لدعم الصناعات المحلية بكافه القطاعات، وبعد قرار الحكومة باستحداث وإنشاء وزارة متخصصة للصناعة بدأت اشعر ببصيص أمل للنهوض بصناعتنا لذلك يجب علينا ان نتمسك في هذا النهج ولنسميه “طريق الأمل” ونبني عليه ونطوره ونتقدم به يدا بيد صًناع وتجار ومستهلكين كل في موقعه عليه ان يقدح زناد فكره لنساعد في دفع العجلة الاقتصادية للأمام، فهذا واجب علينا لبلادنا ومستقبل جيل ذاق من الحرمان ما لم نذق نحن ولا آباؤنا.
- – شحدة الخياط – ناشط شبابي ورئيس مجلس إدارة شركة ميداس للمواد الغذائية – الخليل – فلسطين