9:06 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

قراءة في عقل د. محمد جاد الله .. معا جميعا لإحباط مؤامرة الابادة ..؟!

قراءة في عقل د. محمد جاد الله .. معا جميعا لاحباط مؤامرة الابادة ..؟!

شفا – أضاء د. محمد جاد الله الشخصية القيادية الفلسطينية من القدس ، على بعض هوامش المشهد السياسي الراهن الذي يعج بالتحليلات والتكهنات والتوقعات التي تتضارب وتتصادم في مشهد بات سرياليا معقدا ومركبا ، لا نعرف بالضبط إلى أين سيقودنا في نهاية المطاف ، هل إلى بر الأمان ام إلى ضفاف حروب تتوالد ولا تنتهي ودماء تسفك بلا توقف.

رأى د. جادالله، خلال لقاء ثقافي بفندق الدار نظمته مؤسسة الدار الثقافية بإشراف المهندس سامر نسيبة ، ان ” القراءة الموضوعية للمشهد الراهن مفعمة بالنظرة التفاؤلية التي دمغت مسيرتي الكفاحية في الحياة .ومن الممكن ان تختلط فيها رغبات ذاتية وعاطفية، قد تؤثر على رؤية كل الصورة، لكن اعتمادا على المعرفة بالتاريخ وتجربة الشعب الفلسطيني التي أفرزت مجموعة حقائق قادرة على مواجهة المشروع الغربي الامبريالي الصهيوني الذي يريد لنا الانقراض والاندثار، حتى نسير كأمة واقليم خاضعين تابعين ندور في فلك هذا الغرب “.

خطر الابادة .. ؟!

وأوضح د. جاد الله “ان هذا المشروع يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني إلى حد الانقراض، ليتحقق مرادهم بمقولتهم الكاذبة ” أرض بلا شعب ، لشعب بلا ارض “، ولكن الوقائع الصلبة على الارض تنبض بأصالة هذا الشعب العنيد المبدع والعصي على الانكسار والاندثار.


وهو لن ينقرض ولكنه قد يشهد حالات من التراجع، لان من ينتمي إليهم هذا الشعب ( الأمة العربية ) قد يتعرضون ” للانقراض ” المعنوي ، بمعنى ان وجودهم مثل عدمه سيان في المعادلات والموازين الدولية ، وفي ظل حالة الرضوخ والهوان غير المسبوقة التي تمر بها الأمة العربية حاليا ..؟!” .

وأشار إلى أن التحدي الماثل أمامنا هو في العمل الجاري على إفراغ الارض ، فالمعركة ” صفرية ” ، اما نحن او هم .. ؟ فما يعلنونه من اهداف وراء العدوان على غزة ، مضلل وهو مقصود بهدف التعمية عن الهدف الحقيقي وهو الابادة الجماعية وحتى تنطلي احابيلهم على الرأي العام العالمي.

حجر الزاوية ..

ورأى أن الركيزة الأساسية وحجر الزاوية ، لإفشال مشروع الابادة هو المقاومة في غزة والضفة ، ولكن مقومات النهوض والصمود كمجتمع وحدوي متماسك تغيب ، نتيجة للحالة الضبابية والمؤسسات المهترئة غير الفاعلة وهي بدون حياة ولا اية مقومات فيها وفي ظل أحزاب وقوى متكلسة ومتشرذمة، وتفتقر إلى أية مفاعيل ذاتية للتغيير والارتقاء إلى مستوى التحدي والصراع ، المتمثل في الانقراض او الابادة الجماعية ، فهذه القوى عاجزة عن ان تكون جزء من المستقبل.

وبكلمات أخرى ، قال ان المعادلة حتى تكتمل يجب أن يتكامل العمل النضالي المسلح مع العمل السياسي والدبلوماسي والشعب هو الحاضنة للجميع . والسؤال هو ، هل هناك أفق لان يخرج من واقع هذه التنظيمات والمؤسسات شيء جديد ؟ ، يلامس تطلعات الحاضنة الجماهيرية الشعبية التي باتت ترى في المقاومة الأمل في التحرر والخلاص ..؟! ولكن من جهة أخرى راية المقاومة يجب أن يلوح بها الجميع ، فهي اكبر من الجميع ، لذلك نحن نحتاج الى خطاب جديد من حماس يطمئن الناس ويحافظ على هذا الالتفاف غير المسبوق حول المقاومة.

ذخر استراتيجي ..؟!

واعتبر ان اسرائيل دائما هي ذخر استراتيجي أبدي للغرب ، وليست عبئا استراتيجيا ، مهما تعرضت إلى انتكاسات عسكرية او اقتصادية ، فهي جزء عضوي من المشروع الغربي ومصالحه في المنطقة والاقليم ، ورأينا الحضور العسكري الكثيف لاميركا ، على تخوم غزة وفي المنطقة لحظة تعرض ربيبتها الى هجوم مسلح من قوى مسلحة ذات امكانات تسليحية بسيطة.

وأكد ان حركات التحرر لا تهزم وقادرة على الانتصار بمنع العدو من تحقيق الانتصار الحاسم ، فهي قادرة على النهوض مرة أخرى ، وباب الصراع ما زال مفتوحا لم يقفل . لذلك فالمشروع الغربي يعتبر ان ما يحصل هو فرصته التاريخية لتكون الارض غربي نهر الأردن ، يهودية خالصة في ظل التواطؤ والرضوخ والخنوع الرسمي العربي.

ممنوع الغفلة والحيادية ..؟!

وحذر د. جادالله من الغفلة والحيادية والانتظار واجترار الماضي واعادة توصيف المرحلة وكأنها جزء من مراحل سابقة ، فالأمور الحالية أخطر مما نتصور ، وهو ما يتطلب قيادة حكيمة وعقول نيرة تملك الجرأة والشجاعة لتضع معالم وخطوط عريضة ومحاور على الطريق الصحيح.

أين الخبراء والمثقفين ..؟!

وانتقد غياب المثقفين والخبراء ودورهم في المجتمع الذين كانت تعج بهم الجامعات ؟ فالمثقفون حسب رأيه غائبون بإرادة ذاتية خوفا من أصحاب القرار المتنفذين ..؟! وتساءل ، أين اختفت الحراكات الشبابية التي أرست ملامح من الأمل والتفاؤل ..؟! فلماذا توقف العقل عن التفكير؟ وبات العجز هو سيد الموقف ؟ رغم ان لدينا أصواتا عالية ، شبهها بأصوات جرسية الفاتيكان التي تقرع ولكن لا أحد يريد ان يسمع ..؟؟؟!

ثورة شباب الغرب ..؟

وعاد د. جادالله إلى التفسير المادي، في نظرته إلى حراك طلاب الجامعات في الغرب الامريكي والاوروبي في مراحله الاولى، فهو تفاعل مع مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة ومع تواتر الاحداث وتكرار المجازر ، وصمود الشعب على أرضه ووطنه ، بدأوا البحث ، ليكتشفوا انهم حقيقة ، عبيدا للنظام الرأسمالي ، فطبيعة احتجاجاتهم مركبة ، من جهة تضامنا مع شعب فلسطين ومن جهة أخرى دفاعا عن ذواتهم واكتشافهم لمصيدة الحقوق الفردية التافهة ، ونحن على ابواب جيل سوف يعمل على تغيير هذه التركيبة الراسمالية المتوحشة ..!

نسيبة : المطلوب هو إنجاز تسوية سياسية شاملة

و وصف المهندس سامر نسيبة الوضع الذي نعيشه اليوم بأنه نفق مظلم لا يقل حدة وخطورة على نكبة عام 1948. وعلى الرغم من أن الوضع العسكري اليوم كما كان خلال المئة عام الماضية ليس في صالحنا إلا أن هزيمة الشعب الفلسطيني غير واردة في الحسابات وهذا الشعب لن يرفع الراية البيضاء في أحلك الظروف.

أما في ما يخص الخروج من هذه النكبة الثانية ‏فلم تعد صفقة تبادل أو هدنة دائمة أو مؤقتة كافية مقابل ما دفعه الشعب الفلسطيني من تضحيات و خسارة في الأرواح، وما يجب أن نعمل لإنجازه هو تسوية سياسية شاملة تنهي هذا الصراع و شلال الدم الهادر.

علما بأن حركة حماس التي تتصدر المواجهة العسكرية اليوم و لأسباب ذاتية و الموضوعية ووفقا للمعادلات الإقليمية والدولية لن تستطيع ترجمة عملها العسكري إلى إنجاز سياسي نتيجة لهذه العوامل الذاتية و الموضوعية ، و لذلك هناك ضرورة للحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وتطويرها وتصويب اداءها عبر آليات عديدة منها تحصينها بمزيد من الشرعية عبر الإصلاحات و صندوق الانتخابات و العمل على مراكمة الانجازات وصولا إلى هدف التحرير وإقامة الدولة على الارض الفلسطينية .

شاهد أيضاً

"التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …