كيف هي الآن وجوه هؤلاء المدافعين عن نظام الأسد بعد الأنباء التي تحدثت عن إرسال قوة روسية لمكافحة ( الإرهاب ) إلى سوريا أو إن صح التعبير ( مرتزقة رسميين ) كما حدث في ليبيا وإن كانوا هناك بشكل غير رسمي بعد أن غضوا أبصارهم وصمّت آذانهم عن وصول مرتزقة من إيران و حزب الله لقتل أبناء الشعب السوري العزّل الثائرين ضد نظام القمع هناك .
ها هو النظام الأسدي يكرر أخطاء من سبقوه من الأنظمة الإستبدادية العربية وخصوصا” نظام القذافي الساقط كما كررها مرارا” وتكرارا” منذ أن بدأ بقتل أبناء شعبه للحفاظ على عرشه مما يجعلنا نتوقع نفس النهاية وإن لم تكن بشكل أسوأ له ولنظامه المجرم على أقل وصف .
يرى هذا النظام أن جلب المرتزقة للمساهمة في قمع الإحتجاجات يضمن له الولاء الكامل والمطلوب لإستمرار نظامه أكثر وقت ممكن لتبدأ مرحلة طول النفس وحرب الإرادات بينه وبين الشعب في الساحات , وكذلك الحاجة لقادة جدد للكتائب الأسدية خوفا” منه من إنشقاق قادتهم الحاليين عن نظامه فكما نرى أنه مهما كان الجندي بأي جيش مواليا” فهناك نقطة لا يمكنه تخطيها خصوصا” مع أبناء شعبه العزل لأنه بالنهاية منهم , لتأتي هنا الإنشقاقات عن الجيش والتي كثرت في الفترة الأخيرة مما يؤكد أن النظام هناك وصل لمرحلة متقدمة من القمع وإستباحة دماء و أعراض السوريين .
ولا نذيع سرا” أن نظام الأسد إستطاع قبل ذلك تجنيد الكثير من المرتزقة للدفاع عنه إن كان هذا الدفاع بشكل مباشر من خلال ما باتوا يعرفون ( بالشبيحة ) أو بالإعلام الأسدي و المأجور الذي ساهم بشكل كبير بالتحريض و إزهاق الكثير من الأرواح أو بالأقلام المسمومة والتي تفوح منها رائحة الجبن والعار أو حتى بالصمت الذي أصبح يقتل أحيانا” أكثر من الرصاص !
أخيرا” أقول لمن بقي فيه بعض الخجل ويدافع عن القتلة , أن عليهم أن يتوبوا عن أخطائهم في الدفاع عن القاتل لأن لا الشعب ولا التاريخ سيرحمهم , وليتركوا لأولادهم الفخر بوقوفهم مع الحق في سوريا لا الخزي والعار , فمن يدافعون عن المجرمين لا يختلفون كثيرا” عن بعضهم , فالذي يدافع بقلمه أو بصمته أو حتى بقلبه ليس أقل جرما” ممن يدافع عنه بسلاحة فالسكوت والتحريض على القتل جريمة كما هو القتل بحد ذاته .