شفا – قال عابد الزريعي، مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء، في حديث خاص لـ شبكة فلسطين للأنباء – شفا ، أن حدثان استقطبا الاهتمام في خضم الاحداث المتسارعة على وقع الحرب العدوانية الي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، أولهما اعلان بايدن عن خطة وقف إطلاق النار، وثانيهما الهجوم الوحشي الذي شنه العدو الصهيوني على مخيم النصيرات، وتمكنه من تحرير أربعة من اسراه. تتبدى العلاقة بين الحدثين في التوافق الأمريكي الإسرائيلي على صناعتهما، سواء لجهة صياغة بايدن لخطابه على أرضية ورقة إسرائيلية، او لجهة المشاركة العملياتية الامريكية في الهجوم على النصيرات لتحرير الاسرى.
وأضاف ” الزريعي” ، كما تتبدى في كونهما ينضويان على محاولة ضغط على المقاومة الفلسطينية، ووضعها بين فكي كماشة سياسي وعسكري، لأخذها بعيدا عن أهدافها المعلنة فيما يخص الاتفاق على وقف الحرب، وبالنتيجة وضعها في موقع الضعف وعدم القدرة على الفعل عند بحث ما يسمى بترتيبات اليوم الثاني. ومن جهة ثانية فقد انفرد كل منهما بالية ضغطه الخاصة، فقد تمثلت الية ضغط خطة بايدن، في محاولة انتزاع موافقة المقاومة على ما هو عام ومبهم، وفي ذات الوقت المسارعة بتقديم مشروع لمجلس الامن في محاولة للحصول على موقف دولي يزيد من ثقل الضغط على المقاومة. بينما تلخصت الية ضغط عملية النصيرات في توجيه ضربه عسكرية معنوية للمقاومة، وفي ذات الوقت تحييد الجمهور الإسرائيلي المطالب بإبرام صفقة لتحرير الرهائن، بما يجعل المفاوض الإسرائيلي أكثر ارتياحا في المفاوضات.
وقال “الزريعي” لـ “شفا”، لقد بات الحدثان من الماضي (القريب) لكن اثارهما ستبقى ماثلة في الحاضر والمستقبل القريب. خاصة ان المقاومة قد استطاعت تحييد الحدثين وكسر فكي الكماشة، فعلى المستوى الأول لم تذهب الى الصدام المطلق مع الإدارة الامريكية، فرحبت بالإطار العام للخطة، دون الوقوع في فخ القبول بتفاصيل مبهمة، مع التمسك الصلب بشروطها الأساسية، وعلى المستوى الثاني تمكنت من اجهاض النجاح التكتيكي للعدو، من خلال الكشف عن اسراه الذين قتلهم خلال العملية، إضافة الى تظهير المذبحة التي اركبها بحق المدنيين، مع تصعيد عملياتها العسكرية في كافة محاور القتال مسنودة بقوى محور المقاومة التي صعدت بدورها خاصة لبنان واليمن.
وفي معرض حديثه لـ “شفا” قال “الزريعي”، على ضوء ذلك يمكن استشراف ملامح الفترة الزمنية المرئية، بأنه سيكون هناك تعميق عزلة للكيان الصهيوني في الساحة الدولية في ظل المذبحة التي ارتكبها بحق المدنيين في النصيرات، وتفاعل تناقضاته الداخلية. الامر الذي تجلى في عدم اقتناع أهالي الاسرى بالعملية، ومواصلة تحركهم واستقالة غانتس وايزنكوت التي بدت وكأنها قفز من مركب نتنياهو قبل غرقه، ومسارعة الولايات المتحدة الى تنصلها من توظيف الرصيف العائم في العملية وذلك بالتأكيد على انه فقط للمساعدات الإنسانية.
وأضاف “الزريعي” بأن تصعيد العمليات العسكرية من قبل المقاومة الفلسطينية، وقوى محور المقاومة في عملياتها العسكرية على أرضية تعميق مأزق العدو الميداني.
واختتم عابد الزريعي حديثه لـ “شفا” بالقول، بأن تفعيل العملية التفاوضية للوصول الى اتفاق لوقف الحرب، مع الاخذ في الاعتبار ان المقاومة قد باتت في موقف وموقع تفاوضي أفضل، وباتت أقرب لتكريس شروطها الأساسية، ذلك لا ينفي احتمال الهروب الى الامام من قبل العدو الصهيوني واللجوء الى التصعيد، ولكنه هروب محكوم عليه بالفشل.