شفا – أبرزت صحيفة “الغارديان” البريطانية، تصاعد ردود الفعل الدولي الغاضبة بسبب “المذبحة” الإسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة أمس السبت بزعم تحرير أسرى إسرائيليين.
وقالت الصحيفة إن الهجمات الإسرائيلية في النصيرات عن مقتل عشرات الفلسطينيين العديد منهم مدنيون، يوم السبت، وسط عملية للقوات الخاصة لاستعادة أربعة أسرى إسرائيليين هناك، وأثارت حصيلة القتلى غضباً دولياً.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم إن 274 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب 698 آخرون في الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين.
وقد وصف جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، ما جرى في النصيرات بأنها “مذبحة”، في حين وصف مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة بتفاصيل دقيقة مشاهد “جثث ممزقة على الأرض”.
وأدان بوريل، في منشور على موقع X، “بأشد العبارات… التقارير الواردة من غزة عن مذبحة أخرى للمدنيين”. ودعا إلى وقف إطلاق النار وأن “حمام الدم يجب أن ينتهي على الفور”.
وقال المسئول الأممي مارتن غريفيث في منشور على موقع X، إن “مخيم النصيرات للاجئين هو مركز الصدمة الزلزالية التي لا يزال المدنيون في غزة يعانون منها”، داعياً إلى وقف إطلاق النار.
من جهتها صرحت مقررة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل “قضية الأسرى” لإضفاء الشرعية على قتل الفلسطينيين وجرحهم وتشويههم وتجويعهم وإصابتهم بالصدمة في غزة، ويكثف أعمال العنف في بقية الأراضي المحتلة.
وأبرزت ألبانيز، في منشور على منصة “إكس”، أنه “كان بإمكان “إسرائيل” إطلاق سراح الأسرى قبل 8 أشهر، عندما تم طرح أول وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى على الطاولة. لكن إسرائيل رفضت ذلك من أجل الاستمرار في تدمير غزة والفلسطينيين كشعب”، مؤكدة أن هذا كان بوضوح “ترجمة نية الإبادة الجماعية إلى عمل”.
وذكرت الغارديان أنه مع استمرار الحرب في شهرها التاسع، يتعرض رئيس لوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط دولية متزايدة للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار وضغوط داخلية لتأمين عودة جميع الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وسارعت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى تكرار مطالبتها بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإطلاق سراح أحبائهم، قائلين إن الجيش لا يستطيع إعادة جميع أولئك الذين ما زالوا أسرى وهم أحياء.
وتجمع الآلاف في مدينة “تل أبيب” مساء السبت بالتوقيت المحلي للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة الأسرى الإسرائيليين المتبقين وهم أحياء.
وعلى المستوى الدولي، فإن عدد الضحايا في قطاع غزة قد يؤدي إلى عزلة نتنياهو بشكل أكبر، ويعطي وزناً إضافياً للدعوات المطالبة بوقف القتال.
ولفتت بعض الشخصيات غير الحكومية في الغرب الانتباه إلى الفشل في الاعتراف بالثمن الفادح الذي دفعه الفلسطينيون العاديون مقابل العملية الإسرائيلية في مخيم النصيرات.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط للدفع من أجل التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار التي يحتاجها الرئيس بايدن وسط دوامة سياسية داخلية بشأن الحرب.
ويعتزم بلينكن زيارة مصر و”إسرائيل” والأردن وقطر اعتبارًا من يوم الاثنين.