شفا – أكد المجلس العام لنداء فلسطين في اجتماعه الأول بعد التشكيل – أمس السبت، والتزاما بمقررات مؤتمره بتاريخ 30 كانون ثاني – يناير من العام الجاري، على المنطلقات التي أعلنها في بيانه الأول – نهاية العام 2023-، والتي حددت القواسم المشتركة لمواجهة العدوان على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر والمتواصلة مع عمليات الاجتياح العسكري في الضفة الغربية والقدس.
وأضاف المجلس في بيان وصل لوطن نسخة عنه أن المنطلقات التي أعلنها سابقا شكلت -الوحدة والمقاومة والصمود والتحرير-، وأكدت في مبادئها والتي تم تبنيها ودعمها من المؤسسات الوطنية والمهنية والنقابية، ومن مؤسسات العمل الأهلي والشخصيات الوطنية المستقلة، على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والقوى الداعمة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى بناء وتعزيز دور القوى الوطنية الفلسطينية، بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي في إطار فلسطيني واحد، وهو إطار منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتعزيز مفهوم الشراكة الوطنية الفلسطينية.
وأكد على ضرورة التصدي لما تطلق عليه الدوائر الأمريكية بـ”اليوم التالي” للعدوان على قطاع غزة، وبأن صاحب القرار ما بعد العدوان هم الفلسطينيون وحدهم، ووفق إرادتهم الوطنية الموحدة، وضرورة العمل مع كل المناضلين الفلسطينيين، وقوى التحرر في العالم من أجل وقف كل أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني، والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ودعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل الالتزام بممارسة حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التزاما بقرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى ضرورة العودة بالالتزام بقرارات المجلسين المركزي والوطني في الأعوام 2015، 2018، والمتعلقة بإلغاء اتفاق أوسلو، وسحب الإعتراف بالاحتلال “الإسرائيلي”، وكذلك بوقف ما يسمى بـ”التنسيق الأمني” مع المحتل، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال، وهو حق كفلته الشرعية الدولية، وضرورة تطوير وتفعيل العمل الجماهيري الشعبي، واستنهاض القوى المشاركة بالنداء من خلال العمل الميداني والتصدي للمخططات الأمريكية والصهيونية الهادفة إلى تصفية حقوقنا الوطنية.
كما دان المجلس بشدة، التحالف الأمريكي – الأطلسي مع العدوان “الاسرائيلي” الفاشي، وحمل المجتمعون هذا التحالف مسؤولية كل جرائم حرب الإبادة الجماعية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بمشاركة عسكرية أمريكية أمس السبت وسط قطاع غزة.
وحذر اجتماع المجلس من محاولات القفز عن وحدانية التمثيل الفلسطيني، وعبروا عن الحاجة الماسة إلى الإغاثة الطارئة والعاجلة لشعبنا في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، دون أن تكون تلك المساعي مدخلا للمس بحق التمثيل الفلسطيني، والكيانية الفلسطينية الموحدة في إطار م. ت. ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأكد على أن أية جهود تحت رعاية الجامعة العربية، يجب أن تتم بمشاركة فلسطينية كاملة، ومسارعة منظمة التحرير الفلسطينية إلى تحقيق الوحدة الشاملة بضم كافة الأطراف الفلسطينية بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير.
كما ثمن الاجتماع دور الحركات الشبابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية وتضامنهم مع شعبنا، وما سوف تتركه وقفاتهم من آثار سياسية إيجابية لاحقة.
وشدد على مواصلة العمل والمتابعة بوتائر أعلى في إطار مجلس النداء ولجنة المتابعة (مع زيادة المشاركين بعضويتها)، وعبر عن استعداده للعمل مع كل أطراف العمل الوطني الفلسطيني في خدمة الأهداف الوطنية التي قام عليها النداء.
إن اجتماع المجلس ينظر بكل اعتزاز لصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الغالية في وجه أعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وينظر بالتقدير الكبير لحالة التضامن والمشاركة العربية والإسلامية مع نضال شعبنا العادل، ويحيي دور جنوب افريقيا وكل من وقف معها في الدعوى المرفوعة لدى محكمة العدل الدولية، وكذلك الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وهي إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا.
إن ذلك لم يكن لولا التضحيات الجسام التي دفعها وما زال يدفعها الشعب الفلسطيني من دماء أبناءه وبناته الزكية.