شفا – افتُتح في مقر جامعة الدول العربية، مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، وهو مؤتمر سنوي يجري فيه الوقوف على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الأقاليم الخمسة، إضافة إلى أوضاع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وخصوصا الأزمة المالية الناتجة عن الاستهداف الإسرائيلي.
وفي كلمته الافتتاحية، وجّه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد أبو هولي، التحية إلى جميع الوفود المشاركة باسم الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، مؤكدا أن هذا المؤتمر يأتي في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، واستهداف المخيمات وقضية اللاجئين، وكذلك استهداف وكالة الأونروا ومحاولة الانقضاض عليها عبر تشويه سمعتها واتهامها بالإرهاب من أجل تقويض عملها وتفويضها، باعتبارها تمثل الاعتراف الدولي بوجود قضية اللاجئين الفلسطينيين واستمرارها.
وأكد أبو هولي أن حرب الإبادة قد أنتجت أوضاعا كارثية عبر سياسة هندسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي استخدمتها إسرائيل على مدار أيام الحرب وأشهرها، التي أدت إلى مجازر مروعة وغير مسبوقة في التاريخ، والتي راح ضحيتها أكثر من 36 ألف شهيد و81 ألف جريح، وارتكاب 3785 مجزرة، وتدمير أكثر من 360 ألف وحدة سكنية، فضلا عن تدمير البنية التحتية الحيوية.
وأضاف أبو هولي أن المجازر الجماعية والدمار الهائل الذي يلحق بالمدنيين يعبران عن مخططات الاحتلال المبيتة، والتي تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، وهي محاولات ستبوء بالفشل نتيجة الصمود الفلسطيني وقوة الهوية والثقافة الفلسطينيتين.
وأشار إلى الأوضاع داخل فلسطين نتيجة الهجوم الإسرائيلي الآخذ بالتدهور في ظل حرب الإبادة الجماعية، واستهداف المخيمات والقدس، ورفع وتيرة الاستيطان، واعتداءات المستعمرين، والحواجز والاعتقالات، والاستيلاء على أموال المقاصة، والاعتداءات على مقرات الأونروا، ومنع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم، وتدهور الأوضاع الاقتصادية ونسب الفقر والبطالة، كل ذلك ينذر بمزيد من الكوارث والأزمات.
وشدد أبو هولي على أهمية دعم الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد مصطفى عبر توفير شبكة الأمان العربية.
وطالب بالإسراع في عملية محاكمة إسرائيل على حرب الإبادة الجماعية وجرائمها بحق موظفي الأونروا ومقراتها، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية.
ووجه أبو هولي التحية إلى الأونروا التي تتعرض لهجوم غير مسبوق في قطاع غزة، إضافة إلى الهجوم على مقراتها في القدس وخصوصا في منطقة الشيخ جراح، والتضييق على الموظفين والمفوض العام، موضحا أن هذا الاستهداف هو جزء من حرب التجويع والتعطيش والتجهيل، ومحاولة لإنهاء الشاهد القانوني والحي على النكبة والتهجير عام 1948، داعيا إلى دعم الأونروا ماليا وسياسيا، وزيادة مخصصات الأونروا من ميزانية الأمم المتحدة بشكل تدريجي، والانتقال إلى تمويل دائم ومنتظم.
ويشارك في أعمال المؤتمر، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، ورئيس الوفد المصري، الوزير المفوض كامل جلال مدير إدارة فلسطين في الخارجية المصرية، ورئيس وفد الجمهورية السورية صبحي فرحات المدير العام لإدارة اللاجئين، والمدير العام لإدارة الشؤون الفلسطينية في المملكة الأردنية الهاشمية رفيق خرفان، ورئيس الوفد اللبناني العميد محمد السبع، ومدير لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني عبد الناصر الأيي، ومدير دائرة فلسطين حيدر الجبوري، بمشاركة ممثلين عن الأونروا، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
ويشارك ضمن الوفد الفلسطيني، وكيل دائرة شؤون اللاجئين أنور حمام، والمدير العام لدائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني قاسم عواد، ومن مندوبية فلسطين الدائمة لدى جامعة الدول العربية المستشار الأول رزق الزعانين.