شفا – قال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية إن روسيا اعترفت بدولة فلسطين منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
وقال بوغدانوف في حوار مع برنامج “قصارى القول” على قناة RT والذي يقدمه الزميل سلام مسافر أن الاعتراف الروسي بالدولة الفلسطينية جاء بعد انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر وإعلان وثيقة الاستقلال تحت قيادة ياسر عرفات.
وقال “في هذا السياق، لم يتغير موقفنا.. العديد من الدول الأوروبية بدأت الآن بالسير نحو الاعتراف بدولة فلسطين، متأخرةً بذلك عن موقفنا بحوالي ثلاثين عامًا، لكن هذا كان بالفعل موقف الاتحاد السوفييتي سابقاً، واستمر موقفاً لروسيا كوريثة لهذا الاتحاد”.
وقال “إضافةً إلى ذلك، لم يكن هذا مجرد إعلان عن اعتراف بالدولة، بل كانت هناك خطوات عملية ملموسة. لأنني أتذكر ذلك جيدا، حيث كنت أتعامل في ذلك الوقت مع القضايا الفلسطينية والإسرائيلية، وآنذاك تم اتخاذ قرار بشأن انشاء مكتب تمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في موسكو، سفارة دولة فلسطين. وكان ممثل منظمة التحرير نبيل عمرو، الذي أصبح في ذلك اليوم سفيراً. لقد اعترفنا به كسفير هنا. وتم افتتاح مكتبنا التمثيلي لاحقاً في رام الله الذي لا يزال يعمل حتى الآن”.
وقال “لكن بسبب ما يُعرف بالاتفاقيات الفلسطينية-الإسرائيلية واتفاقية أوسلو، فإنه يحمل صفة مكتب تمثيل وليس سفارة في رام الله. ولكن هذا الأمر شكلي، لأن لدينا علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين، ونحن نسمي الرئيس محمود عباس رئيساً لدولة فلسطين”.
وقال “تم اتخاذ خطوات سياسية ودبلوماسية محددة.. لدينا حتى لجنة حكومية مشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي بين فلسطين والاتحاد الروسي، وكل هذه الآليات تعمل. ونأمل في مواصلة وتعزيز تعاوننا مع أصدقائنا الفلسطينيين”.
قمة البحرين ومبادرة السلام العربية
وأكد أن مبادرة السلام العربية، التي تم اعتمادها في قمة بيروت عام 2002 وأيدتها قمم منظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي، “هي في نظرنا الأساس الذي لا بديل له لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس عادل، لأن الحلول العادلة فقط هي التي تضمن سلامًا دائمًا ومستقرًا في هذه المنطقة.. بالطبع، نحن دائمًا نؤكد أن الحل القائم على حل الدولتين هو الخيار الوحيد الممكن”.
وحول الأفكار والمبادرة التي طرحت في قمة البحرين العربية لعقد مؤتمر دولي، قال بوغدانوف “لقد أكدنا على ذلك، وفي المرة الأخيرة عندما كان هنا جلالة الملك تحدثنا حول هذا الموضوع.. نحن ندعم جميع المبادرات التي تهدف إلى حل القضية الفلسطينية على أساس عادل، مع مراعاة القرارات الدولية التي تم اتخاذها في السابق من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.. نحن دائمًا ندعم هذه الجهود”.
وتابع “عندما يُقال لنا إن المفاوضات ضرورية، فإن أحدًا لا يعارض تلك المفاوضات، ونحن بالطبع ندعم المفاوضات.. ولكن يجب أن يكون لهذه المفاوضات هدف واضح. والهدف هو إنشاء دولة فلسطينية. وهذا موقف مبدئي. أما التفاصيل الأخرى، فهي بالطبع قابلة للنقاش والتفاوض”.
وأضاف “لذلك فإن الأفكار التي طُرحت في القمة والتي يروج لها أصدقاؤنا في البحرين تحظى بدعمنا الكامل، ونحن على استعداد للمشاركة في الأعمال التحضيرية.. ولكن يجب أن أقول إن هذه القمة كانت بالفعل قمة مهمة لقادة الدول.. كان هذا الاجتماع الثالث والثلاثين، وأظن حقًا أنه كان بناءً للغاية.. وأتقدم بالشكر الجزيل أولاً وقبل كل شيء لقيادة مملكة البحرين على دعوتهم لحضوري كضيف”.
ووصف بوغدانوف البيان الختامي لقمة البحرين أو ما يعرف بـ”إعلان المنامة” بالمتوازن للغاية من حيث الشكل والمضمون.
وأوضح “مهمتي كانت تسليم رسالة شخصية، وتحية وتمنيات بالنجاح للقمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد قمت بذلك بكل سرور في لقاءات منفصلة مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ووزير خارجية المملكة عبد اللطيف الزياني.. وبطبيعة الحال، قدمنا نسخة منه للأمين العام لجامعة الدول العربية، وتم ذكر هذا في القمة، حيث تمت الاشارة إلى الرسالة الترحيبية من الزعيم الروسي، والتي قوبلت بارتياح كبير”.
وتابع “تشير الرسالة إلى الصداقة التقليدية بين روسيا والدول العربية والشعوب العربية.
كما تم تسليط الضوء على النقاط الأساسية التي يمر بها العالم العربي والعلاقات الدولية في الوقت الحالي”.
وقال “أتيحت الفرصة لمناقشة علاقاتنا الثنائية مع عدد من الدول خلال هذه الاجتماعات، وذلك من خلال التواصل مع قادة تلك الدول. لذلك، نعتقد بشكل عام أن القمة كانت ناجحة، وبهذه المناسبة نهنئ أصدقاءنا العرب، وخاصة أصدقاءنا في البحرين”.
وتابع “كان لي لقاء خاص مع ملك البحرين. حيث قدمت له التهنئة أيضًا بمناسبة النجاح الباهر لهذا القمة”.
وأضاف “في أعقاب هذا اللقاء العربي العام على مستوى القادة، قام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة رسمية لموسكو. استقبلناه، وأعني هنا القيادة الروسية والرئيس بوتين، ليس فقط بصفته زعيم مملكة البحرين وملكها، بل كذلك كرئيس لجامعة الدول العربية”.
واشار إلى أن زيارة ملك البحرين “كانت ذات أهمية كبيرة أيضاً. وكما ذكر الرئيس بوتين، هما لم يجتمعا شخصياً منذ عام 2016، رغم أنهما تحادثا هاتفياً عدة مرات، بما في ذلك هذا العام. وبالطبع، هنأ الملك رئيسنا بإعادة انتخابه لرئاسة دولتنا. لقد أتاحت هذا الزيارة فرصة أخرى لإجراء بحث شامل لعلاقاتنا مع البحرين وتعزيز الأساس القانوني لتعاوننا”.
وتابع “تم توقيع حزمة كاملة من الوثائق الثنائية الهامة حول التعاون والشراكة في مختلف المجالات، بما في ذلك الصحة والنقل والعلاقات التجارية والاقتصادية. أعتقد أن هذه كانت النتائج الملموسة لتلك المفاوضات، التي جرت في إطار ضيق وأوسع بحضور ممثلين عن وزرائنا”.
وحول مقترح إرسال قوات عربية أو دولية إلى قطاع غزة، قال بوغدانوف ” لدي بعض الشكوك، لأنني أعتقد أن الكثير يعتمد بالطبع على موقف الفلسطينيين أنفسهم.. لا أعتقد أن هذا الخيار سيرضي العرب والفلسطينيين، لكن سنرى ما سيحدث”.
وقال ” بالعودة إلى مسألة خلافة أو استمرارية… السياسات السوفيتية في الشرق الأوسط. كما تعلمون، كان هناك مؤتمر مدريد عام 1991. وكان ذلك قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقد ترأس وفدنا في هذا المؤتمر رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف. وكان هناك وفد سوفيتي رفيع المستوى شارك في العمل بصفة راعٍ، إلى جانب زملائنا الأمريكيين”.
وأوضح “كانت تلك الفترة تتميز بالتعاون ثنائيا، حيث كنا نعمل كقوتين عالميتين رائدتين، بما في ذلك على جبهة الشرق الأوسط، كوننا عضوين دائمين في مجلس الأمن، وكان هناك اتفاق مع الأمريكيين، حيث شارك الرئيس بوش الأب مترئسا الوفد الأمريكي. لذلك عملنا آنذاك كراعيين مشاركين، وقمنا بالإعداد لذلك المؤتمر وتنظيمه. وفي هذا السياق أود أن أوضح أن هذا المؤتمر لم يُختتم رسمياً حتى الآن، فقد كنت عضواً في الوفد السوفيتي المُكلف بالمسؤولية عن التفاوض السوري-الإسرائيلي”.
وتابع: “… لأن هذ المؤتمر كان منظما بشكل جيد ومدروسا بدقة، وتم الاتفاق عليه مع العرب والإسرائيليين، وبالطبع كان الراعيان المشاركان، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، يعملان بفعالية كبيرة”.
وأشار “في ذلك الوقت، كانت بنية المؤتمر تتضمن عقد الجلسات العامة في مدريد، وبعدها بدأت المفاوضات الثنائية. بدأت هذه المفاوضات في مدريد ثم نقلت إلى واشنطن، ومن ثم عقد أول مؤتمر لإنشاء مجموعات عمل متعددة الأطراف، وكان ذلك في موسكو… حدث هذا في بداية عام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لكن العمل استمر، وتواصل في موسكو أيضًا”.
وأوضح “تم إنشاء مجموعات متعددة الأطراف لمناقشة مختلف القضايا الإقليمية العامة.
من بين هذه القضايا: الموارد المائية، مراقبة التسلح، ومسألة اللاجئين.. كما كان يتم تأسيس بنك الشرق الأوسط، وكنا نشارك بشكل مكثف في هذا العمل. ويجب أن نقول إن بوريس بانكين من الاتحاد السوفيتي وجيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي كانا في مدريد، عندما انعقدت الجلسة العامة تحت رئاسة وزيري الخارجية بالتناوب.
وقال “تولى بوريس بانكين رئاسة الجلسة الأخيرة في مدريد. رفع المطرقة ورن الجرس، معلنًا انتهاء مؤتمر مدريد. وفي تلك اللحظة، تعالت أصوات تقول: “سيدي الوزير، ربما لم تُعبِّر بدقة.. أتذكر جيداً لأنني كنت حاضراً في ذلك الاجتماع، فقد كان وزير خارجية سوريا آنذاك، فاروق الشرع، هو من قال إن المؤتمر الدولي في مدريد لم ينتهِ، بل بدأ للتو، وذلك لوجود هياكل تنظيمية واتفاق على إجراء مفاوضات ثنائية بين إسرائيل وسوريا ولبنان والأردن والفلسطينيين. ثم سيتم عرض النتائج المرحلية لهذه المفاوضات في جلسة عامة، وفي نهاية المطاف بعد فترة من الزمن، كنا نأمل أن تكون قصيرة قدر الإمكان، ستُختتم هذه المفاوضات، وحينها سيُعلن عن انتهاء المؤتمر الدولي بالإعلان عن تحقيق السلام والتوصل إلى اتفاقيات وتوقيعها.. لذلك لا يزال العمل مستمراً ولم يُختتم بعد”.
وقال “أعتقد أن فاروق الشرع كان محقاً عندما قال في ذلك الوقت إن المؤتمر لم يُغلق لأنه لم تُحقق نتائجه بعد. وبالطبع، من المؤسف جداً أن تكون الأحداث والسياسة بعد ذلك قد اتخذت مساراً مختلفاً، ولكن إذا تحدثنا بشكل رسمي، فقد بدأ مؤتمر مدريد في عام 1991.. وبعد ذلك، كانت هناك مقترحات مختلفة لعقد “مدريد-2”.
وقال “أعلن رئيس الوزراء الإسباني، عندما بدأت الأحداث في غزة، في قمة السلام في القاهرة بناءً على اقتراح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنهم مستعدون لقيادة أو عقد مؤتمر جديد في مدريد… أقصد أنه في ذلك الوقت كانت إسبانيا ومدريد مصطلحين مفهومين للجميع على أنهما مرتبطان بعملية السلام في الشرق الأوسط”.
وأشار “الأكثر من ذلك أن الرئيس بوتين، إذا لم تخنّي الذاكرة، اقترح في عام 2005 عقد مؤتمر دولي حتى في موسكو. وتم تثبيت هذا الاقتراح في عدد من القرارات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك اجتماع في أنابوليس برئاسة الرئيس بوش الابن، وقد تم تسجيل ذلك أيضًا. بشكل عام، تضمن عدد من القرارات أن المؤتمر الدولي سيُعقد في موسكو حينما تكون الظروف مهيأة لذلك. بالطبع، هذا يتطلب موافقة الأطراف المعنية مباشرةً، وفي هذه الحالة موافقة الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك العرب بشكل عام.. نحن استندنا إلى فكرة أنه طالما لم يتم التوصل إلى مثل هذه الموافقة، ولم تكن هناك جاهزية جدية لعقد هذا المؤتمر، فإن الدعوة له تأجلت وما زالت مؤجلة حتى الآن. ومع ذلك، فقد تم توثيق هذا القرار في عدد من الوثائق”.
وتابع “أذكر جيدًا، قبل حوالي عشر سنوات بمبادرة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عقد في باريس مؤتمر سلام حول الشرق الأوسط. وقد شاركنا في هذا المؤتمر وكان وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت هو جون كيري. تم إرسالي لحضور المؤتمر والمشاركة فيه، لكن للأسف لم يكن هناك حضور للفلسطينيين أو الإسرائيليين.. لذلك، اتسم المؤتمر بطابع رسمي بحت. كان هناك العديد من ممثلي الدول الأوروبية المختلفة الذين، من وجهة نظري، كانوا يتبنون موقفًا مؤيدًا لإسرائيل وغير متوازن. لم يتم التطرق كثيرًا إلى القضايا الفلسطينية أو ربما لم يُذكَر أي شيء عن الدولة (الفلسطينية) كقاعدة لتسوية النزاع في الشرق الأوسط”.
وقال “لم يحقق المؤتمر النجاح المنشود، بل أعتقد أنه ترك انطباعًا غير سار للعديد من المشاركين، وخاصة الفلسطينيين الذين دعموا المبادرة بشكل عام ولكن النتائج لم تكن مرضية. وخصوصاً أننا في ذلك الوقت تساءلنا، وخاصة لدى زملائنا الفرنسيين الذين كانوا يتحدثون عن حل الدولتين، لكنهم لم يعترفوا بالدولة الفلسطينية وكانوا يقولون إنهم سيعترفون بها عندما تبدأ المفاوضات، بل حتى ليس عند بدايتها، وإنما عند انتهائها. وإذا لم تنتهِ هذه المفاوضات، فبعد خمس سنوات سنعترف بالدولة”.
وأوضح “كنا نسأل الفرنسيين حينها: لماذا يجب الانتظار خمس سنوات؟ لماذا لا يتم الاعتراف الآن؟ لأن هذا قرار سياسي مبدئي بالغ الأهمية. لكن هذا لا يعني أن جميع المسائل سيتم حلها في الحال، كما ذكرت في بداية الحديث، من الضروري أن تُناقش القرارات وأن تُتخذ في إطار المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي يتعين على المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا، أن يدعمها بنشاط ونحن مستعدون لذلك”.
تأثير التوتر بين روسيا والغرب على الأوضاع في الشرق الأوسط
وحول تأثير التوتر بين روسيا والغرب على الأوضاع في الشرق الأوسط، قال بوغدانوف “للأسف نرى أن ما حدث ليس تقدماً بل تراجع.. نحن نتراجع إلى الوراء… وهذا بالطبع محزن للغاية بالنسبة لمصير الشرق الأوسط… وما يحدث الآن، ومأساة غزة على وجه الخصوص، هو نتيجة لغياب التسوية التي تحدثنا عنها منذ عقود”.
وتابع “علاوة على ذلك، عندما نتحدث عن تعاوننا أو تفاعلنا مع الشركاء الغربيين، كان هناك بالفعل تجربة جيدة. وهذه التجربة لم تأتِ من فراغ، بل نشأت عندما أدرك الجميع أن المفاوضات في كامب ديفيد، التي كانت تحت هيمنة الإدارة الأمريكية آنذاك بقيادة إدارة كلينتون، لم تحقق النتائج المرجوة”.
وأوضح “في ذلك الوقت، وافق الأمريكيون على اقتراحنا واقتراح زملائنا الأوروبيين إنشاء رباعي دولي للوساطة يضم روسيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وعمل هذا الرباعي لسنوات عديدة بشكل مثمر، حيث عُقدت اجتماعات مفيدة جدا، ليس فقط ضمن إطار الرباعي ولكن أيضا بمشاركة الأطراف المعنية مباشرةً”.
وقال “أذكر بشكل خاص مشاركة الإسرائيليين والفلسطينيين في اجتماعات الرباعي. كما أتذكر الاجتماعات التي حضرها خمسة وزراء خارجية ناشطين، من ضمنهم، بطبيعة الحال، الأردن، مصر وسوريا وهي بلدان كانت جزءًا أساسيًا من هذه الجهود، والسعودية والفلسطينيون.
..خمس جهات عربية شاركت في اجتماعات الرباعي. كانت هناك جلسات حضرها الفلسطينيون والإسرائيليون.. تسيبي ليفني وصائب عريقات.. لذا، كانت هذه اللجنة أيضًا تتفاعل، وبالمناسبة، شارك فيها أكثر من مرة الأمين العام الأسبق عمرو موسى، وهذا ما أذكره جيدًا”.
وأوضح “إذن، هذا النمط والإطار للعمل الجماعي والتعاوني في هذه الساحة، ساحة العملية السلمية، كان بنظرنا مطلوبًا للغاية وكان تنسيقًا جيدًا، لأنه أتاح إمكانية تطوير نهج متوازن.
روسيا مستعدة للمشاركة في التحقيق بمقتل الرئيس الإيراني
وأكد بوغدانوف أن روسيا مستعدة لتقديم المساعدة في التحقيق في ملابسات وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان والوفد المرافق، وقال “خبراؤنا ومتخصصونا جاهزون للمشاركة في التحقيق. لذلك، أعتقد أن من المبكر إصدار أي أحكام أو الانخراط في تكهنات قبل انتهاء هذا التحقيق”.
وقال “كانت تربطني به (أمير عبداللهيان) علاقة صداقة شخصية على مدار سنوات عديدة، منذ أن كان نائبًا للوزير ومسؤولًا عن شؤون الشرق الأوسط. كنا نجري مشاورات بانتظام سواء في طهران أو في موسكو. لاحقًا، انتقل للعمل في البرلمان ثم عاد ليتولى منصب وزير الخارجية، واستقبلني في طهران. كان متخصصًا ودبلوماسيًا بارعًا، ولذا شعرت بحزن شديد وأعربت عن خالص تعازيّ للسفير الإيراني هنا في موسكو”.
أما في ما يتعلق بالتحقيقات، فقال بوغدانوف: “هي تتناول أيضًا أسباب التحطم. ربما تقصدون أن الحديث كان يدور حول أن الطائرة المروحية قد تكون قديمة من الناحية التقنية وافتقرت إلى قطع الغيار اللازمة، وكل ذلك بسبب العقوبات المفروضة والتي لا تزال سارية المفعول من جانب الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. لذلك، هذه كلها عوامل قد تكون أدت إلى هذه المأساة”.
وأكد بوغدانوف “للأسف، يستمر المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة في اتباع سياسة خنق السلطات الشرعية في دمشق، ولهذا السبب هناك وضع اجتماعي واقتصادي وعسكري وسياسي صعب”.
وقال: “كما يوجد حضور عسكري أمريكي مباشر على الأراضي السورية، سواء شرق الفرات أو في الجنوب وفي منطقة التنف، وبالطبع هذا الوجود غير قانوني تمامًا… وتظل القيود الصارمة المفروضة على دمشق وسوريا عامة قائمة، بقوانين مختلفة مثل قانون قيصر، وتتم الآن دراسة قوانين أخرى… القوانين التشريعية التي تهدف في جوهرها إلى منع هذا البلد من التطور”.
وتابع “إذا لم تُحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية واستمرت الأوضاع في التدهور، فلن تُحل مشكلة اللاجئين.. هؤلاء الملايين من الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم خارج وطنهم، بعيدين عن ديارهم.. هذا الوضع يفرض ضغوطاً ومشاكل على الدول المجاورة، وليس فقط في أوروبا… تستهدف تبعات هذه السياسة التدميرية تقويض سيادة الدول بأكملها. هذا هو السبّب الرئيسي”.
وقال لكن هناك، بالطبع، جوانب إيجابية… عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتطوّر الاتصالات بين دمشق وعدد من العواصم العربية. وأتمنى أن يساهم ذلك في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان السوريين”.
وأكد بوغدانوف أنه يكن الاحترام الكبير لقناة “روسيا اليوم” باللغة العربية. وقال: ” وبالمناسبة، كنتم تتحدثون عن نوعٍ من الحصار، ولكن أثناء وجودي في المنامة لحضور القمة العربية، قمة جامعة الدول العربية في الفندق، شاهدت قناتكم، وهي تحظى بشعبية كبيرة بين أصدقائنا العرب”.
وتابع “لذلك، أعتقد أن هذا مصدر مهم جدًا للمعلومات للجميع من أجل تحقيق توازن في تدفق المعلومات التي يمكن أن تكون غير موثوقة أو غير دقيقة والتي يتم الحصول عليها من مصادر وقنوات أخرى، خاصة من الدول الغربية”.