إعادة إعمار غزة: حماية الهوية الوطنية الفلسطينية، بقلم : ثروت زيد الكيلاني
قلق شديد إزاء السيناريوهات المحتملة لإعادة بناء قطاع غزة بعد انتهاء الحرب المسعورة، مخاوف كبيرة بشأن احتمال سعي القوى الكبرى والرأسمال العالمي بما في ذلك العربي لتحويل غزة إلى منطقة استثمارية كبيرة على غرار نموذج مدن المستقبل، وتفكيك الوجود الفلسطيني، إذ يمكن إعادة بناء القطاع وفق تنظيم هندسي جديد وإعادة تصميمه في المجالات كافة، سواء البنية التحتية نموذج البناء الرأسي العملاق وما يترتب عليه من خدمات متنوعة، وتنفيذ قناة بن غوريون وخطة التهجير القسري والإبقاء على الفلسطيني “الجيد”، بحيث تصبح منطقة “مستقرة” جاذبة للسياحة والاستثمارات الضخمة، وتشغيل الأيدي العاملة.
تحولات اقتصادية ستؤثر على الجوانب الاجتماعية والثقافية وحتى الأولويات، حيث إن رأس المال جبان ويحتاج إلى بيئة مستقرة، مما قد ينطوي على أخطار كبيرة على الشعب الفلسطيني وحقوقهم، لذا يجب أن تكون أي خطط مستقبلية لإعادة بناء غزة تحت قيادة الفلسطينيين أنفسهم، وأن تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين والدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وان تصون كرامتهم دون التضحية بها من أجل مصالح اقتصادية قصيرة المدى، وفق الآتي:
الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية:
- أن تكون عملية إعادة إعمار غزة تحت قيادة فلسطينية كاملة، بحيث تعكس الثقافة والهوية الفلسطينية.
- تجنب أي محاولات لتغيير الطابع الاجتماعي والثقافي للمجتمع الفلسطيني تحت ذريعة التنمية الاقتصادية.
- الحفاظ على المخيمات الفلسطينية واعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية الفلسطينية.
ضمان العدالة والمساواة في التنمية: - أن تكون عملية إعادة الإعمار شاملة وتستفيد منها جميع شرائح المجتمع الفلسطيني بالتساوي.
- تجنب التركيز فقط على المشاريع الاستثمارية الكبرى على حساب الاحتياجات الأساسية للسكان.
- ضمان مشاركة المجتمع المدني الفلسطيني في عملية التخطيط والتنفيذ.
احترام السيادة الوطنية الفلسطينية: - أي خطط لإعادة الإعمار يجب أن تأتي بالتنسيق والموافقة الكاملة من السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها.
- عدم السماح بأي تدخلات خارجية أو فرض برامج خارجية على عملية إعادة الإعمار.
- ضمان أن تكون النتائج النهائية لصالح الشعب الفلسطيني وليس المصالح الخارجية.