الجامعات، والاعلام ودورُهما فِي تعزيزِ “الانتماءِ للقضية الفلسطينية” بقلم: د. تهاني اللوزي
أنَّ للجامعات دورًا أساسيًا في تشكيل ودعم وعي الطلاب بصفة عامة، اتجاه الدولة والسُّلطة بصفة خاصة؛ فى إعداد الأفراد للمواطنة الصالحة، والتأثير على قِيم ومُعتقَدَات الطلاب تُعَدُّ الجامعات مِنْ أهمِّ المُؤسَّسات التي تساهمُ في بناء القيم الوطنيَّة؛ فهي إحدى المُؤسَّسات المهمة، والمُؤهَّلة؛ للقيام بدور السياسي؛ لأنَّهُا تجمُّع أكبر عدد ممكن مِن المُثقَّفينَ، سواء كانوا طلابًا أو أساتذةً. ان الاتحادات الطلابيَّة تُعَدُّ بمثابة البرلمان الذي يستطيع الطلاب مِنْ خلاله التعبير عن أنفسهم؛ فهُوَ صورة مُصغَّرة للبرلمان الكبير(مجلس الشعب)، ويقومُ فيه الطلاب بممارسة أو تعلُّم كيفية ممارسة الديمقراطيَّة؛ فتتأصَّل في نفوس الطلاب قِيم الديمقراطيَّة والانتماء الوطني. كما و تشهد الجامعات في عدة دول حول العالم هبة طلابية عارمة، لنصرة القضية الفلسطينية ودعما لقطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي الأخير. وانطلقت هذه الهبّة من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأميركية، وسرعان ما انتقلت شعلتها إلى مئات الجامعات في مختلف أنحاء العالم، ووصلت إلى اليابان وإسبانيا وإنجلترا وغيرها من الدول، لتشكل موجة من التضامن الطلابي غير المسبوقة.
وتحمل المُؤسَّسة الجامعيَّة هموم الطلاب وأحزانهم؛ فهي تقومُ بدور حيوي وبارز في حياة المجتمعات البشريَّة، بل، وتُعَدُّ أهمَّ مُؤسَّسةٍ في إنتاج الكوادر؛ لصنع القرارات المُتعلِّقة بالوطن؛ فالجامعة هي المُؤسَّسة التي أوجدَها المجتمع؛ لتحقيق أهدافه التي يصبو إليها، مِنْ خلال تنمية شخصية الفرد في جميع جوانبِها، وتُمكِّنُهُ مِن اكتساب القِيم، والاتجاهات، والمعارف، والأنماط السلوكيَّة التي تجعلُهُ فردًا سويًا؛ وهي بمثابة المُؤسَّسة التي أُنْشئتْ؛ لتوجيه الطلاب، ولضمان انتمائهم، وغرس قِيم المواطنة في شخصياتهم.
يُعَدُّ دور الإعلامُ تجاه القضية الفلسطينية واليات تعزيز التضامن العالمي اعلاميا مع الشعب الفلسطيني مِنْ أهم الوسائل التي تلعب دورًا مهمًا في تنشئة الفرد تنشئة تؤثِّرُ على اتجاهاته وسلوكياته، داخل مجتمعه، ليكونَ فاعلًا ومنتجًا فيه بما يُلبِّي حاجة المجتمع، ويمكن توظيف الإعلام في تعزيز الانتماء الوطني للفرد؛ نظرًا لتأثيره القوي في توجيه الأفراد، وتعديل المفاهيم لديهم، مِنْ خلال بناء فكري سليم يعملُ على غرس الحس الوطني .ان فلسطين تعيش اليوم في حالة فريدة من الحصار فرضه الاحتلال الاسرائيلي لذلك يجب علينا التنويع في شكل الرسالة الاعلامية كوننا نخاطب عقول متنوعة كل منها حسب ديانته وعرقة وجنسة ولغتة .الا يستحق ما يتعرض له القطاع ان يولي اهمية في الاعلام العربي فهل يوجد قضية اهم من قضية شعبنا الفلسطيني.
حيثُ نجدُ أنَّ وسائل الاعلام أصبحت وسيلة مهمة في الاتصال الجماهيري مع أفراد المجتمع، وأداة فاعلة في التغيير الاجتماعي والسياسي، وحتَّى الثقافي، حتَّى أصبح الإعلامُ يعمل على تعزيز عمق الانتماء الوطني، مِنْ خلال تأثيره على أفراد المجتمع. ومن خلاله لم تعد القضية الفلسطينية قضية الشعب الفلسطيني بل أصبحت قضية عالمية لذا يحتاج الشعب الفلسطيني في هذا الظرف السياسي الى الاعلام العربي والدولي لتعزيز حضور القضية الفلسطينية وتأثير ذلك على الرأي العام حول العالم.