شفا – انتقد الرئيس الافغاني حميد كرزاي الجمعة عدم تعاون واشنطن مع حكومته لجهة التعامل مع العسكريين الاميركيين الذين يغتالون مدنيين افغان فيما يتم نقل الجندي المتهم بارتكاب مجزرة راح ضحيتها الاحد 16 شخصا الى الولايات المتحدة.
وتنم تصريحات كرزاي عن الغضب السائد في كابول تجاه الاميركيين بعد الحوادث الدامية الاخيرة التي تورط فيها جنود ومشاعر الاستياء التي تهدد عملية تسليم المهام الامنية قبل ثلاث سنوات من موعد انسحاب القوات المقاتلة التابعة لحلف شمال الاطلسي. وصرح كرزاي للصحافيين بعد استقباله ثلاثين من اقارب ضحايا مجزرة الاحد في القصر الرئاسي ان “الحكومة الافغانية لم تلق تعاونا من الاميركيين الذين رفضوا تسليمها جنودهم” المتهمين بقتل المدنيين. واضاف: “لقد طالت هذه التصرفات ولا يمكن تحملها اكثر من ذلك، اننا لا نطلب مالا بل عدالة”. وتابع: “انه عمل متعمد” في اشارة الى المجزرة التي ارتكبها الجندي الاميركي مؤكدا “نريد ان يجيبونا عندما نسالهم لماذا يقتلون مدنيينا ونريد ان يلقوا عقابا”.
وطالبت السلطات الافغانية بمحاكمة الجندي مرتكب المجزرة في افغانستان علنا. لكن واشنطن ارسلته الى قاعدة اميركية في الكويت واعلنت “انه سيمثل امام القضاء العسكري الاميركي”. واستبعد محامي الجندي جون هنري براون تماما محاكمته في افغانستان قبل ان يعلن الجمعة انه في طريقه الى سجن عسكري يخضع لاجراءات مشددة في الولايات المتحدة.
واكد العديد من اسر الضحايا الذين اسقبلهم كرزاي الجمعة ان ما بين 15 الى 20 جنديا اميركيا متورطون في مذبحة الاحد وليس واحدا فقط كما اعلن الجيش الاميركي، لكنهم لم يقدموا اي دليل على ذلك. وهذه مجزرة جديدة في سلسلة حوادث تورط فيها جنود اميركيون في افغانستان زادت في تصاعد التوتر القائم اصلا بين كابول وحليفتها الاميركية التي تشرف على قيادة قوات “ايساف” وتنشر تسعين الفا من الـ130 الف جندي الذين يشكلون القوات الاجنبية في افغانستان.