” لنعوض ما فات ” بقلم : د. تهاني بشارات
في ظل التحديات الهائلة التي تواجهها المناطق المنكوبة بالحروب ووجود الاحتلال، يظهر أمامنا تحدي كبير في تعويض المهارات الأساسية والمعلومات الضائعة لدى الطلاب بسبب التعطيلات المستمرة وعدم انتظام العملية التعليمية. تلك الأوضاع تشكل تحديات جسيمة تتطلب تدخلًا شاملاً من الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية لضمان تعويض ما فات ورفع مستوى التعليم للأبناء. في هذا المقال، سنناقش بعض الأفكار والاقتراحات التي من شأنها المساهمة في هذا الاتجاه.
- تعويض المهارات الأساسية والمعلومات
تعد تعويض المهارات الأساسية والمعلومات خطوة أساسية لاستعادة الثقة والنجاح لدى الطلاب. يجب على المدارس والمؤسسات التعليمية تصميم برامج مكثفة خلال فترات العطل المدرسية لتدريس وتعزيز المهارات الأساسية في المواد الرئيسية مثل اللغة العربية، الرياضيات، واللغة الإنجليزية.
- دور الأهل في تعويض الفجوات التعليمية
يجب على الأهل تحفيز أبنائهم على التعلم المستمر خلال العطل الصيفية والفترات الزمنية الأخرى. من المهم جدًا أن يكون هناك جدول زمني يحتوي على أنشطة تعليمية متنوعة بالاستعانة بقنوات اليوتيوب التعليمية والتطبيقات التعليمية المبتكرة.
- تحضير الطلاب للمستقبل
يجب على المدارس توفير برامج تحضيرية للصفوف القادمة، والتي تركز على مراجعة المواد السابقة وتعزيز المفاهيم الأساسية التي تم تعلمها. هذا يساعد في تجاوز الصعوبات الدراسية وتأهيل الطلاب للمستوى الجديد وعمل خطط علاجية لكافة المواد وكافة المستويات.
- استخدام التقنيات التعليمية الحديثة
توفر التقنيات التعليمية الحديثة مثل الدراما التعليمية، والقصص التعليمية، والخرائط الذهنية، والتكنولوجيا التعليمية فرصًا ممتازة لتوصيل المفاهيم بشكل مبتكر وجذاب للطلاب. يمكن استخدامها في الجلسات التعليمية المكثفة وخلال العطل الصيفية.
- تحفيز الطلاب وتجنب الطاقة السلبية
يجب على الأهل والمدرسين تحفيز الطلاب وتعزيز روح الإيجابية والتفاؤل لديهم. يمكن ذلك من خلال ممارسة أنشطة تعليمية مبتكرة ومشوقة، وتجنب التركيز المفرط على الأخبار السلبية والطاقة السلبية التي قد تؤثر على تحصيلهم العلمي ونشاطهم الذهني.
وفي النهاية من خلال تبني هذه الاقتراحات والخطوات، يمكننا تعويض الفجوات التعليمية التي نتجت عن الظروف الصعبة ورفع مستوى التعليم للأبناء. إن تحقيق هذا الهدف يعتبر استثماراً ضرورياً في مستقبلهم وفي مسارهم التعليمي والمهني، حيث يعتبر التعليم أقوى سلاح نحارب به التحديات ونرتقي بهم نحو مستقبل أفضل.