بعض الإصلاح المرفوض والمطلوب من حكومة التكنوقراط الفلسطينية، بقلم : نعمان توفيق العابد
“” كثر الحديث بموضوع الإصلاح المطلوب من الحكومة الفلسطينية الجديدة، سواء حسب كتاب التكليف و او بناءا على مطالب المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي………
تتركز خطوات الإصلاح المطلوبة “خارجيا”، في محورين……..
الاول…. ….بموضوع المال العام وكيفية صرفه خاصة المتعلق بموضوع فاتورة الرواتب، وموضوع صرف رواتب أهالي الشهداء والأسرى والجرحى…….
فكرة هؤلاء الغرب نابعة من طرح دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تصف موضوع صرف مستحقات هؤلاء الأبطال بما يسمى ” الدفع مقابل القتل”، أي ان السلطة الوطنية الفلسطينية تدفع لهم مقابل قتل الإسرائيليين ، لذلك تطالب بوقفها وبالتالي تقوم بحجز الأموال الفلسطينية كعقاب لرفض السلطة الوطنية الفلسطينية هذه المطالب حتى ما قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة….
الطرح الغربي قائم الان على ان يتم تحويل هذه الفئات النضالية إلى حالات اجتماعية إنسانية وتعامل على هذا الاساس كفكره ومقابل، وهذا يعني بنظرهم دراسة هذه الفئات كل حاله على حده ومساعدتها حسب وضعها الاقتصادي والاجتماعي وحاجتها، وهذه نظره غبيه من هؤلاء، لانهم يعتقدون ان الفكرة هي ماديه انسانيه وليس نضاليه، وهم ينظرون لهذه الفئات باتهامهم بالإرهاب ولذلك أقصى ما يمكن القيام به تجاه أسرهم مساعدتهم محاله اجتماعيه انسانيه وليس لانهم أسر لأبنائهم المناضلين والذين يقاومون هذا المحتل الغاصب…….
صمدت القيادة الفلسطينية والحكومات الفلسطينية في مقاومة هذا الطرح وأبقت على الفكرة النضالية في التعامل مع هذه الحالات النضالية رغم الضغوط السياسية والمادية ……
لذلك المطلوب من هذه الحكومة التكنوقراطية الإبقاء على هذه النظرة الوطنية ومواصلة مقاومة الضغوط والحفاظ على تعهد ورؤية السيد الرئيس بانه لو معنا دولار واحد سنتقاسمه مع هذه الحالات النضالية كمناضلي حريه وليس حالات اجتماعية تحتاج للمساعدة…..
الثاني…… موضوع المناهج الدراسية والثقافة الوطنية
ايضا تنبع فكرة الغرب أن المنهاج والثقافة الفلسطينية قائمة على التحريض ضد دولة الاحتلال وتمجيد الشهداء والاسرى والجرحى وكل المواقف الوطنية الفلسطينية، ويطالبون بضرورة تغيير هذه الثقافة لثقافة تدعو إلى السلام والتعايش مع دولة الاحتلال وعدم ذكر وتمجيد الحالات النضالية وحتى عدم تعليم ابناءنا الثقافة الوطنية وشطب الايات التي تدعو للجهاد والمقاومة وقتال العدو وغير ذلك ……
وهنا ايضا صمدت القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية ضد هذه المطالب رغم بعض الاستجابات من بعض الحكومات السابقة لبعض المطالب من هذه الدول …..
المطلوب ان يكون الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي، وسواء كانت الحكومة فصائلية وطنيه او تكنوقراطية، برفض كل انواع الاصلاح هذه، وان يكون موضوع الإصلاح كما هو حتى الان شأنا فلسطينيا خالصا، واذا كانت هناك مطالب غربية فيمكن مواجهتها والرد عليها بموقفين…..
الاول…… ان تكون هذه المطالب موجهة لدولة الاحتلال الاسرائيلي والتي يحتوي كل خطابها وثقافتها وتصرفاتها ابتداء مما يسمى بالنشيد الوطني الإسرائيلي وانتهاء بما يثقفون مستوطنيهم به، فإذا كانت المطالب وتنفيذها جزء من عملية اصلاح لطرفي الصراع وقتها يمكن الاستجابة لها وتحقيقها لانها ستكون طبيعية….
الثاني…….. هذه الحالات النضالية تنتهي مع انتهاء الاحتلال، وبالتالي في حالة انتهاء الاحتلال يتم اعداد وتطبيق قوانين وانظمه تخدم مرحلة السلام والدوله ،سواء من ناحية صرف المال العام او التعليم والمناهج والثقافة النضالية…وليس قبل ذلك……
مقياس المجتمع عن رضاه عن أداء حكومة التكنوقراط الجديدة يعتمد على مواصلتها رفض الإصلاح المطروح غربياً ولا ينسجم لا وطنياً ولا اخلاقياً ولا اجتماعياً مع الحاله النضالية الفلسطينية التي ما زالت مستمره لاستمرار هذا الاحتلال، وكذلك قيامها بالإصلاح المطلوب فلسطينيا والذي اساسه مكافحة الفساد السياسي والإداري والاقتصادي، وسيادة وتطبيق القانون على الرئيس قبل المرؤوس، وعلى المسؤول قبل المواطن العادي، وتعزيز صرف المال العام بما يخدم الحالة الوطنية وتقليل الاعتماد على دولة الاحتلال والمال الغربي المشروط……..
- – نعمان توفيق العابد – باحث سياسي وقانوني