4:15 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

لا تغير استراتيجي في الموقف الأمريكي، بقلم : راسم عبيدات

لا تغير استراتيجي في الموقف الأمريكي، بقلم : راسم عبيدات

لا تغير استراتيجي في الموقف الأمريكي، بقلم : راسم عبيدات


لا تغير في العلاقات الإستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية ،ولا عقوبات خشنة ضد “اسرائيل” عسكرية ومالية، غالانت وزير حرب ” اسرائيل” ومعه مدير مشتريات الجيش “الإسرائيلي” في محادثاتهما مع القادة الأمريكان سيحصلان على المزيد من صفقات السلاح الأمريكي المتطور،والدعم المالي لن يتوقف،بل سيزداد،والموقف الأمريكي الذي عبر عنه بالإمتناع عن التصويت من أجل تمرير قرار يتعلق بوقف مؤقت لإطلاق النار في بقية شهر رمضان لدواعي إنسانية وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل واسع للقطاع على خلفية المجاعة التي يعاني منها قطاع غزة …أمريكا على لسان مستشار أمنها القومي جون كيربي والناطق باسم خارجيتها ماثيو ميلر، يؤكدان بأن القرار غير ملزم،وانه لا يعبر عن تغير في السياسة الأمريكية،وعدم التصويت الأمريكي على القرار، بسبب أنه لم يتضمن إدانة لحماس…والقرار لم يصدر تحت الفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن،أي التهديد بإستخدام القوة العسكرية اذا ما رفضت اسرائيل تطبيقه والإلتزام به…ولذلك هذه “الهوجه” و”الهمروجه”والتضخيم لهذا الموقف الأمريكي وقول البعض انه بداية تصحيح في الموقف الأمريكي تعوزه الدقة والمصداقية،واذا كانت فصائل المقاومة قد رحبت بهذا القرار،من زاوية ان يكون وقف إطلاق النار مدخل لوقف إطلاق نار شامل ورفع للحصار وإنسحاب شامل من القطاع وعودة النازحين الى مناطقهم والدخول في صفقة تبادل جدية للأسرى …فهذا القرار الضعيف والذي جرى افراغه من مضمونه،فيه عوار في صياغاته،ليس فقط بعدم الدعوة لوقف إطلاق نار دائم ومستدام،كما طالبت روسيا بالتعديل،بل لم يتطرق الى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين….والحملة الشرسة التي شنها نتنياهو على هذا القرار،والقول بتراجع أمريكا عن موقفها الثابت من بداية الحرب،هي حملة متعمدة ومصطنعة،وتاتي لكي يوظفها نتنياهو في الصراعات الدائرة في مجلس الحرب المصغر والمجلس السياسي والأمني الموسع وعلى مستوى الحكومة، فهي يريد ان يحقق نقاط ويزيد من شعبيته أمام جمهور اليمين واليمين المتطرف،ويظهر نفسه بأنه بطل قومي يتصدي للسياسات والمواقف الأمريكية ويعترض عليها،ولكن لا يقطع معها كحليف استراتيجي ،وكذلك يريد حرف الأنظار عن التصويت على قرار التجنيد الخاص باليهود ” الحرديم”،الذي وصفه زعيم المعارضة الإسرائيلية لبيد بأنه وسمة عار في جبين ” الجيش” وبأنه يضر بالوحدة وامن “اسرائيل”،وعلى خلفية التصويت عليه وتمريره غانتس وايزنكوت يعلنا بأنهما سينسحبان من المجلس الحربي المصغر …”وهيزعة ” و”همروجة” نتنياهو تذكر بمواقفة في عام 2015 ضد الإتفاق النووي بين ايران وأمريكا،وكذلك الحملة التي شنها على قرار الرئيس الأسبق اوباما بالإمتناع عن التصويت في نهاية حكمه كانون اول 2016، على قرار ايده 14 عضو في مجلس الأمن،الذي اعتبر الإستيطان في القدس والضفة الغربية غير شرعي،ودعا “اسرائيل” الى وقف كل انشطتها الإستيطانية، اي قرار لمرة واحدة بدون تطبيق والتزام ….

ولذلك هذا القرار لا يجوز تحميله أكثر مما يحتمل،وهو وان اتي كنتيجة للحجم الكبير للمجازر والتجويع والمشاهد المرعبة لحجم الدمار والخراب،التي أنتجت فقدان “اسرائيل للرأي العام الشعبي الأوروبي،وخسارة لروايتها وسرديتها،،ووجدنا ان هناك انتفاضة شعبية عالمية مسيرات واعتصامات ومظاهرات وتجند كبير لرفع قضايا على قادة وضباط وجنود ” اسرائيل” بتهم ارتكاب جرائم حرب في محكمة الجنايات الدولية،ومطالبة بمعاقبة “اسرائيل” ووقف الحرب على قطاع غزة وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل واسع وتامين الحماية للمدنيين،ولكون امريكا مصطفة الى جانب ” اسرائيل” في تلك الحرب والجرائم الناتجة عنها، وصاحبة مشروع الحرب على قطاع غزة،ومع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية،والتملل والتحول الكبير في الحركة الشعبية والجماهيرية على الصعيد الداخلي الأمريكي،وخاصة في الولايات التي تقطنها اغلبية عربية – اسلامية،تريد معاقبة بايدن على موقفه وحكومته من الحرب على غزة بعدم التصويت له في الإنتخابات،فهذا الموقف من أجل تبيض صفحته امام تلك الجماهير،وكذلك بايدن ونتنياهو دخلا في سباق أيهما سيقصي الثاني،فإذا كان ثمن الفوز في الإنتخابات الأمريكية رحيل نتنياهو فليرحل،ونتنياهو يرى بأنه كبديل عن الهزيمة في غزة، يكفيه شرف إسقاط بايدن وترجيح كفة صديقه الحميم ترامب بالعودة للحكم في معركة لم تكتب فصول نهايتها بعد،وسيأتي الوقت الذي تنتهي به …وبايدن ونتنياهو صارا على مبدأ “رابح – رابح” كل واحد يستخدم مواقفه،لكي يبيض صفحته امام جمهوره وجبهته الداخلية،ونحن ندرك بأن كلا الرجلين في أزمة،وفي إطار المفاضلة في المصالح والأولويات، فبايدن لكي يصل للرئاسة لا مانع من التضحية بنتنياهو،ولكن بالمقابل، هو لا يريد الهزيمة ل” اسرائيل” فهذا يعني الهزيمة لأمريكا ،والخلافات بين أمريكا و”اسرائيل” يجب ان تبقى تحت سقف أمريكا “صهيونية” و”اسرائيل” القاعدة المتقدمة لأمريكا في المنطقة،ولذلك يجب انقاذ ” اسرائيل” من الهزيمة ووقف تداعيات خسارتها عالمياً على صعيد الرواية والسردية والعزلة الدولية والتي تتنامى وتكبر يوماً بعد يوم،وهناك خشية أن تصل الى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع ” اسرائيل” ووقف تزويدها بالسلاح،وهناك بوادر في هذا الإتجاه،حيث كندا وايطاليا، اعلنتا بأنها ستوقف تزويد ” اسرائيل” بالسلاح،واربع دول اوروبية هي اسبانيا وسلوفانيا ومالطا وايرلندا،قالت بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في الوقت المناسب …وكذلك هذا القرار يشكل خشبة انقاذ للأنظمة العربية امام جماهيرها التي تتهمها بالعجز والتواطىء والمشاركة في العدوان على قطاع غزة.


وفي الختام علينا القول بأنه يجب التمييز في العلاقة بين الدول وبين الأفراد،فالخلاف المتصاعد بين بايدن ونتنياهو على خلفية تحدية للإدارة الأمريكية وتمرده على نصائحها ومواقفها،كان يحتاج الى “لي ذراع” له،دون استخدام للعقوبات الخشنة،في حين العلاقات الإستراتجية والتي ترسمها الدولة العميقة بين البلدين تبقى ثابتة، فأمريكا هي الحليف إستراتيجي المضمون،وفي هذا السياق قال الجنرال العسكري “الإسرائيلي” المتقاعد عاموس جلعاد بأن ” الإستراتيجية القوية التي تعتمد على قوة الجيش”،والذي بدوره يعتمد على تزوده بالسلاح من أمريكا،وهناك من ذهب الى ابعد من ذلك،وقال بأنه لولا الجسر الجوي والبحري الأمريكي لكانت ” اسرائيل” تحارب بالعصي والحجارة منذ اليوم الثالث للحرب على قطاع غزة.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

شفا – قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، أشجار حمضيات وإتلاف ثمارها في منطقة واد قانا غرب …