4:02 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

حكومة الحرب تصعّد العدوان والمجاعة تشتد في غزة، بقلم : زينب الغنيمي

زينب الغنيمي

حكومة الحرب الصهيونية تصعّد العدوان وتمنع حصول الناس على المساعدات والمجاعة تشتد، بقلم : زينب الغنيمي


لليوم الثالث على التوالي تصعّد حكومة الحرب الصهيونية عدوانها الفاشي على مدينة غزة، وكالعادة تتعطّل الاتصالات والإنترنت، ونواجه صعوبات في التواصل خصوصًا في المناطق الساخنة تحت القصف.

والمؤسف أيضًا أن الناس قد أُصيبوا بالإحباط بعد أن خاب أملهم في حلّ أزمة الطحين والمواد الغذائية الأخرى، حيث تلعب حكومة الحرب لعبتها القذرة بهدف منع وصول المساعدات، وفي حال دخلت الشاحنات تقوم بقصف الجمهور الذي يحاول الحصول على بعضٍ منها. واللافت للانتباه هذه المرة أنه ومنذ أربعة ايام بالتزامن مع اقتحام الجيش لمدينة غزة، بل قبلها بيوم حتى، توقفت الطائرات العربية عن إلقاء المساعدات بالمظلات، وهذا بالتأكيد نتيجة عدم قبول التنسيق لها من قبل الجيش بالمرور في أجواء غزة بسبب العمليات العسكرية.

ويعود الناس مجددًا للحديث عن أزمة الغذاء والشراب والشكوى بسبب عدم توفّر المواد الأساسية وفي مقدمتها حليب الاطفال. وقد قال لي أحد الآباء الذي يبحث عن حليب لطفلته الرضيعة أنه وجد علبة صغيرة جدًا في إحدى الصيدليات ولكن ثمنها سبعون شيكلا أي نحو عشرين دولارًا.

أما أنا ومن يقيمون معي، حاولنا مجددًا البحث عن الطحين لشرائه، بعد أن فشلنا في الحصول على حصصنا من المساعدات، لأنّ العدوّ الصهيوني قصف المركز الذي كان علينا التوجه له، ولحسن الحظ أننا، وقبل قصفه بقليل، استرددنا بطاقات الهوية التي كنّا قد سلّمناها لتسجيل أسمائنا. أمّا الآن، فلا يجرؤ أحدٌ بالطبع على الوصول لأيّ مركز، فمن جهة سيكون مُعرّضًا للقصف، ومن جهةٍ ثانية لم يعد يوجد أية مساعدات بعد أن قُصفت المراكز.

تتعقّد يوميًا خياراتنا في تحضير وجبة الإفطار الرمضانية، وذلك لعدم وجود ما يمكن شراؤه في السوق، وحتى إن وجد شيءٌ ما يكون سعره باهظ الثمن. فمثلًا، كنت أفكّر في شراء بعض من بيض الدجاج من أجل تغذية الأطفال الموجودين معنا، ولكني فوجئت أن ثمن البيضة الواحدة عشرةَ شواكل أي ما يزيد عن 3 دولارات، وهذا يترافق مع ارتفاع السعر لباقي المواد.

قبل يومين اجتهدت وتذكّرت أنّ لديّ ماكينة لصناعة المعكرونة سبق واشتريتها من العاصمة الليبية طرابلس في آخر زيارةٍ لي هناك منذ سنوات. أتذكر أنّني قلت يومها لصديقي الليبي وزوجته أنّني أحبّ شراءها لكونها جزءًا من تراثهم هناك لاعتمادهم على المعكرونة/الباستا، ولم أتخيّل قد أنّها ستساعدنا الآن في حلّ أزمة الطعام، حيث صنعنا المعكرونة، ولم يصدق أحدٌ منّا حتّى الآن أنّنا أكلناها لأنّه لا يوجد في غزة وشمالها كيس واحدٌ حتى من المعكرونة. لكنّ المشكلة الآن تكمن في ضرورة توفير الطحين كي نستطيع صناعة المعكرونة والمفتول وغيره، للتعويض عن غياب الخضروات والبقوليات من أجل الطبخ.

كذلك انتهت اليوم آخر كميةٍ متبقيةٍ من الجزر لدينا، وبالتأكيد لا يوجد الآن أيًّا منه في السوق، وإن وُجد فإنّ سعر الكيلو منه يصل إلى سبعين شيكلا أي عشرين دولارًا، كما اختفت الخبيزة من السوق ولا شيء موجود يمكن طبخه.

وها هو شعور القهر ينتابني ومن حولي مجددًا نتيجة الشعور بالعجز عن حلّ هذه المشكلات العالقة، هذا في الوقت الذي نشعر به بالخوف والرعب من أصوات قصف الطائرات لمنازل ومبانٍ مختلفة في الأحياء التي داهمها الجيش.

إنّ كلّ السكان في غزة يتوجسون خيفة في أن يستمر تصعيد العدوان مدّةً أطول، أو أن يمتدّ لأحياءٍ أخرى، فهذه الجولة مرعبةٌ حقًّا، حيث استشرس جيش العدو بدخوله المنازل وقيامه إما بإعدام من فيها أو اعتقال الرجال وترحيل النساء والأطفال نحو الجنوب. هذا عدا عن حالة الرعب أثناء الاقتحام وإجبار الرجال على خلع ملابسهم كُليًا لإهانة كرامتهم وإذلالهم، وإهانة النساء وعدم مراعاة خصوصيتهنّ بما يعتبر تحرشًا جنسيًا وانتهاكًا لكرامتهنّ.

وحتّى حدوث تغييرٍ يُجبر العدو على التراجع وإنهاء هذا العدوان، سيظل شعبنا يعاني من ويلات هذا العدوان ولا خيار لنا سوى الصبر ثم الصبر ثم الصبر.

زينب الغنيمي، من مدينة غزة تحت القصف والحصار

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …